أثناء الطريق وجدوا كوخ فتوقفوا عنده علهم يرشدون إلي وجهتهم ، طرقوا الباب فإذا شيخا وزوجته الحسناء فسألوهم أن يدلوهم إلى الطريق ، رحب بهم الشيخ و أحسن ضيافتهم و وعدهم بأن يرشدهم إن هم قضوا ليلتهم عنده أعجب الأخوة باقتراح الشيخ و وقرروا أن يبيتوا هذه الليلة .
كانت زوجة الشيخ شابة جميلة تتدفق منها الأنوثة و كانت ترمق قوي بنظرات الإعجاب التي كادت أن توقعه في شباكها لولا أن أمين همس في أذنه قائلا : لا تخن من أستأمنك ، في الصباح الباكر انطلقوا بعد أن شكروا الشيخ على كرم ضيافته وواصلوا رحلتهم ، وبعد مسيرة نصف يوم داخل الغابة المخيفة عثروا على شبل صغير فأراد قوي أن يبطش به فمنعه حكيم قائلا : إذا كنت قويا فهناك الأقوى .
فاطعموه شيئا من زادهم وأكملوا طريقهم ، وبعد ساعات وصلوا إلى المكان الذي وصفه لهم الشيخ فوجدوا شجرة وعليها بعض الثمر فأراد أمين أن يصعد ويجلبها ظنا منه بأنها الفاكهة فامسك يده حكيم مستوقفا إياه وهو يقول : ليس كل ما يلمع ذهبا ، فهم أمين ماذا يقصد أخيه بعد أن رأى عصفورا هوى من على الشجرة بعد أن أكل من ثمارها ، فأنتابتهم حالة من الأحباط واليأس لأنهم لم يوفقوا في العثور على الفاكهة وقفلوا راجعين إلى أبيهم .
رأى العجوز وجوه أبنائه والحزن باد فيها ، وبعد أن قصوا حكايتهم عليه ابتسم العجوز وقال : لا تبتأسوا طالما لم تتركوا الحبل ، نظر بعضهم إلى بعض متعجبين وسألواه بصوت واحد : أي حبل ؟
أجابهم العجوز : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } ففهموا ماكان يرمي إليه أبوهم من رحلتهم : فالأمانة لابد لها من قوة وحكمة مع التمسك بشرع الله .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها