قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إن دعم مزارعي وفلاحي فلسطين، هو مسؤولية وطنية نتشاركها جميعا، فالقطاع الزراعي هو عنوان صمود شعبنا، كما عنوان الصراع مع الاحتلال ومستوطنيه الذين يمعنون في استهداف شجر الزيتون ومحاصيل وأشجار بلادنا.
واضاف الحمد الله خلال مشاركته اليوم السبت، في قطف الزيتون، بقرية كفر ثلث في محافظة قلقيلية، لقد آن الأوان كي يتحرك المجتمع الدولي ويلجم اعتداءات المستوطنين ويوقف الاستيطان وينهي الاحتلال الجاثم على أرضنا منذ عقود".
وشارك الى جانب رئيس الوزراء في قطف الزيتون، محافظ قلقيلية رافع الرواجبة، ووزير الزراعة سفيان سلطان، ووزير الحكم المحلي حسين الأعرج، ورئيس هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف، وسفير الصين لدى فلسطين تشن شينغتشونغ، وسفير فنزويلا لدى فلسطين ماهر طه، وعدد من الشخصيات الرسمية والشعبية.
وأضاف الحمد الله: "نجتمع في موسم جديد لقطف الزيتون، من هنا في محافظة قلقيلية، التي يحاصرها الجدار والاستيطان وينهبان ويعزلان أراضيها، نلتقي في كنف "كفر ثلث"، هذه القرية التي ستبقى شاهدة على الظلم والقهر، كما على الثبات وإرادة الحياة والصمود، لنشارك أهلها قطاف زيتونهم وندعم صمودهم وبقاءهم على أرضهم. فموسم قطف الزيتون في فلسطين، هو مناسبة كبرى، تتلاحم فيها كافة الجهود تعبيرا عن وحدة شعبنا وتماسكه في وجه محاولات الاقتلاع والتهجير".
وتابع رئيس الوزراء: "نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية وباسمي، أتوجه بتحية اعتزاز وإكبار لأبناء شعبنا الصامدين المرابطين على أرضهم، المدافعين عنها وعن حقهم المشروع في العيش بحرية وكرامة في رحابها والتمتع بخيراتها. أتوجه من خلالكم أيضا، بكل التحية لنشطاء لجان الدفاع عن الأرض، الذين بأنشطتهم وفعالياتهم الشعبية السلمية، تحولت جهود حماية الأرض، إلى منهج وعمل يومي عنيد، لمواجهة الاستيطان والجدار، والتصدي لسياسات هدم البيوت ومصادرة الأرض واستهداف محاصيلها".
وأردف الحمد الله: "لقد حاصرت إسرائيل أرضنا وحقولها بالاستيطان والجدار، واستهدفت زيتون فلسطين، كما كل محاصيلنا واشجارنا، بالتجريف والحرق والاقتلاع والتخريب، وهي تعزل حوالي أربعين ألف دونم من أشجار الزيتون المثمر، وتمنع أصحاب الأرض من الوصول إليها لحصادها، ورغم ذلك ظلت إرادة شعبنا متقدة، وظل الزيتون على مر العصور، رمزا لصمود شعبنا وتجذره في أرض وطنه".
وشدد رئيس الوزراء قائلا: "لهذا، تتجدد في كل عام، روح التضامن والتعاون بين أطياف شعبنا لحماية حصاد الزيتون، كما تتواصل جهود الحكومة لدعم صمود المزارعين، وتطوير قطاع الزيتون وحمايته، فعملت خلال الأعوام الماضية، وفي إطار "مشروع تخضير فلسطين"، على توزيع 400 ألف شتلة زيتون سنويا بسعر رمزي، إضافة إلى إعفاء خمسين ألف شتلة يتم توزيعها في المناطق المحاذية للمستوطنات والجدار".
واستطرد الحمد الله: "عملنا أيضا على استصلاح مساحات واسعة من الأراضي وتأهيلها وتشجيرها، وشق الطرق الزراعية، وإنشاء آبار جمع مياه الأمطار، هذا بالإضافة إلى إنشاء مجلس الزيتون الفلسطيني وإقرار شبكة واسعة من خطط العمل والتشريعات، وفي مقدمتها، الإستراتيجية الوطنية لقطاع الزيتون في فلسطين، التي تعد بوصلة العمل لزيادة وتحسين جودة الإنتاج، وتوسيع كفاءة الأنظمة التسويقية وتطوير الإطار المؤسساتي والقانوني الداعم له. وقد تمكنا من خلال هذه التدخلات والمشاريع التطويرية وحملات الإرشاد، من الوصول إلى استقرار كمية الإنتاج".
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: "أحيي مجددا أبناء شعبنا في كفر ثلث الذين يفلحون أرضهم ويحمون خيراتها وحصادها وهويتها من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، بكم ومعكم ننقل للعالم إصرار شعبنا على حماية أرضه بل وإعمارها وتنميتها والبناء عليها، ونؤكد لهم تمسكنا بترابها وزيتونها".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها