في الحلقات السابقة في مضامين التعبئة الداخلية في تنظيم أو جماعة (الاخوان المسلمين) وفصيل "حماس" الفلسطيني التابع للجماعة، تحدثنا عن المظلومية ولعب دور الضحية، ثم تحدثنا عن فكر المؤامرة عليهم مع إنكار الآخر، ثم في الحلقة الثالثة من الحلقات العشر تحدثنا عن القداسة والولاء، وفي الرابعة من 10 حلقات تحدثنا عن الحصرية مقابل الإقصاء (مدرسة الفسطاطين)، وفي الحلقة الخامسة كانت عن التقية والباطنية والتبرير، أما في الحلقة السادسة فتحدثنا عن الخلط المتعمد بين العقدي-الدعوي وبين السياسي الحزبي أما بالحلقة السابعة فتحدثنا عن السمع والطاعة أو كما شبه التلمساني علاقته بحسن البنا (كالميت بين يدي المغسل)، وفي الثامنة هذه نتحدث عن استغلال فكرة (الممانعة والمقاومة) وحصريتها بهم.

ضد (م.ت.ف)

لم تكتفِ منظمة "حماس" (هي أقرب للحزب علميا بفكرها الفكراني/الأيديولوجي من حركة أو جبهة أو رابطة، وتلتحق بالفرقة الدينية ضمن الاخوان المسلمين) باستخدام الدعوي الديني ككراس يتم استخدام محتوياته في خطابات الجماهير على مظنّة أنهم وحدهم الممثلون للدين، وأنهم وحدهم المحصّنون ما كشفته تناقضات ممارساتهم حينما تولوا أمر السلطة في غزة ، وإنما لجأت لمسوّغ آخر لحكمها وهو ما يسمى "المقاومة والممانعة" فأضحى خطابها أكثر قوة حتى من خطاب "إخوان" مصر، بل واخوان العالم، فكيف بمن يوحدون الله حصريا، ويحاربون أعداء الله يوميا أن يقف عامة المسلمين ضدهم !؟

وقفت "حماس" في خط تعبوي مناهض لمنظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) ليس فقط لأنها (علمانية) (1) كما يعرفونها ، وانما لأنها ليست ضمن (سلطتهم)، ولأنها لم تعد منظمة (مقاومة)، واستطاعوا أن يحققوا نجاحات حقيقية في الربط بينهم وبين (المقاومة).

إن تصدي الشعب الفلسطيني في غزة، وبما فيهم "حماس" لعدوانات ثلاثة اسرائيلية كبيرة من عام (2008 – 2009) ثم العام 2012 والثالث عام 2014 قد أعطى ثقة في التنظيم الفلسطيني للإخوان المسلمين يُضاف للثقة التي أخذوها في انتخابات عام 2006 (رغم انتهاء صلاحيتها) إلا ان القادم كان بعثرة لأوراق القوة هذه التي ارتدت عليهم. (2)

استخدام مضلّل

كان لاستخدام "حماس" لورقة المقاومة والممانعة المضللة أن وقفت في محور تنظيمات اليسار الفلسطيني (التي تصفها حين الاختلاف بالعلمانية أي المرفوضة)، وأن وقفت مع إيران (الشيعية حين الاختلاف معها) ومع حزب الله، ومع سوريا (التي قتل نظامها 30 إلفا من الإخوان المسلمين في حماة عام 1983) وسعت بقوة لعدة أمور أولها: محاولة السيطرة على (م.ت.ف) من القيادة الحالية بدعم سوري ولم تنجح المحاولة. وكان الدعم القطري عند محاولة جمعهم وتشكيل قيادة بديلة في الدوحة ولكن باءت بالفشل أيضا.

كما حصل ثالثا أن اتجهت لمحاولات هدم أركان السلطة بعديد الهجمات الاعلامية المركزة على رأس الشرعية محمود عباس وعلى السلطة الفلسطينية بادعاء فقدانها للشرعية مرارا وتكرارا بعد تقرير (غولدستون) (3).

وحين العودة لمفاوضات المصالحة الوطنية الفلسطينية عام 2013 بشكل رئيس بين حركة فتح وحماس،فإن حماس لم تنجح هنا أيضا، فالمجلس التشريعي المنتهية مدته (4) والذي تحتفظ فيه "حماس" بالأغلبية فاقد للشرعية رغم الجدل القانوني (5) وجدد المجلس المركزي ل(م.ت.ف) للطرفين معا، أي للرئيس والتشريعي .

كما سعت حركة حماس رابعا لإسقاط السلطة وطنيا عبر الدعوات المتكررة عام 2008 وعام 2012 خاصة "لانتفاضة" ضد السلطة وضد الاحتلال معا، ولم تنجح أيضا هذه السياسة.

وخامسا لم تنجح في اختراق التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني كما حصل في مؤتمر القمة العربية في قطر، أما سادسا: فلقد كان فشلها مدويا في أن تحصد ثمار (المقاومة) و(الممانعة) لتضعها في حضن حماس التي وافقت عام 2012 على "وقف الأعمال العدائية" مع الإسرائيليين؟(6)

إن القوة التي اكتسبتها "حماس" حين الربط بين الديني والسياسي قد تلاشت مع ممارسة الحكم، والقوة التي حققتها بربط نفسها بمحور المقاومة والممانعة (العلمانية والشيعية وقاتل الاخوان المسلمين) قد تبددت في أخطر قرار اتخذته استجابة لوصول الاخوان المسلمين في مصر لسدة الحكم وانطلاقاتهم حديثا لتحقيق خطه "التمكين" فكان خروج "حماس" من خلف (ايران، سوريا، وحزب الله ) وبالاً عليها لا سيما وإسقاط المصريين عام 2013 لحكم الرئيس مرسي فأصبحوا عُراة في فلاة. (7)

يقول الكاتب ابراهيم عبد المجيد في مقال له في موقع محيط: (أن كل هجمات حماس علي "إسرائيل" ترفع شعارات استرجاع فلسطين والحقيقة هدفها إسكات (اسرائيل) عنها حتى تنشئ ولاية إسلامية في غزة. وجاءتها الفرصة مع نجاح الإخوان في مصر فدخلت حماس مع (اسرائيل) في تهدئة طويلة لتتفرغ لإقامة الولاية المنشودة).

مع المقاومة

واليكم مجموعة من التصريحات لقيادات "حماس" حول المقاومة و"التهدئة" نتركها تحت نظركم وفي عقولكم للتأمل حيث المقاومة تستغل في مناكفة الآخر وكما هي التهدئة أيضا لما فيه مصلحة القادة: (8)

خالد مشعل لجريدة الاخبار اللبنانية في 6/2006 يقول: (إن الصواريخ العبثية هي التي تحقق توازن الردع بيننا وبين العدو الصهيوني وهي التي أرعبت العدو وقضّت مضاجعه).

وفي المؤتمر الرابع لدعم المقاومة في بيروت يقول (إن المقاومة الفلسطينية وبجهودها الذاتية استطاعت تطوير صواريخ وعبوات وهذه الصواريخ هي التي حررت غزة، وأجبرت العدو الصهيوني على الخروج منها هارباً).

أما محمود الزهار لقناة الجزيرة عام 2005 فيقول: (إن الدعوة إلي وقف إطلاق الصواريخ في مقابل هدنة مع الاحتلال هي دعوة مشبوهة ويُنظر لها بعين الريبة والحذر)

ويؤيده إسماعيل هنية في مهرجان اليرموك في غزة عام 2006 صائحا بالقول (لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن ينزعوا منا المواقف سنعيش على الزيت والزيتون والزعتر وستستمر المقاومة لأنها خيارنا الوحيد) مضيفا (لن نلقي سلاحنا ولن نهادن العدو الصهيوني ولن نعترف به.)

أما الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري على قناة الجزيرة 2006 فيقول: (إن وصف الصواريخ بالعبثية هو استهتار بنضالات الشعب الفلسطيني واهانة لشهدائه وجرحاه.)

واليكم إسماعيل رضوان من قيادات حماس أيضا حيث يقول لفضائية العالم الايرانية في عام 2006 (إن الشعب الفلسطيني اختار "حماس" لأنها حركة مقاومة وتطلق النار والصواريخ على "إسرائيل"، فإذا أوقفنا إطلاق الصواريخ نكون قد أخلينا بالأمانة التي حَملنا إياها شعبنا.)

ويلحقه المفتي يونس الأسطل لجريدة الرسالة التابعة لحماس عام 2007 بالقول (المقاومة الفلسطينية في تصاعد مستمر وستطال الاحتلال في كل مكان والأحاديث المطالبة بالتهدئة إنما تهدف لتقديم خدمة مجانية للعدو الصهيوني)

ثم يؤكد فوزي برهوم على قناة المنار التابعة لحزب الله في عام 2007 (إن صواريخ المقاومة هي التي قلبت موازين القوى في المنطقة وجعلت المقاومة لها اليد الطولي، وبدلاً من أن تتلقى الضربات أصبحنا نكيل لهم الصاع صاعين.)

انقلاب على المقاومة!

وينقلب هذا الخطاب العرمرمي القاطع المانع الى النقيض بعد "الحسم العسكري" لصالح "حماس" أي الانقلاب في غزة عام 2007 و"التهدئة" مع الاسرائيليين ليقول إسماعيل هنية في خطبة يوم الجمعة بتاريخ 27/6/2008 (أطالب جميع الفصائل بالعمل على تثبيت التهدئة والالتزام بما تم الاتفاق عليه لأن ذلك مصلحة وطنية.)

ويلحقه طاهر النونو الناطق باسم الفصيل بتاريخ 21/6/2008 قائلا (نرفض العبث بالمصلحة الوطنية وكل من يخالف الإجماع سيواجه بالقانون وسنتخذ اجراءتنا بحق كل من يعبث أو من يطلق الصواريخ لكسر التهدئة).

أما محمود الزهار على قناة الجزيرة في 20/6/2008 فيقول بوضوح: (التهدئة التي توصلنا لها في القاهرة هي مصلحة وطنية ويجب تثبيتها والالتزام بها لرفع المعاناة والحصار عن شعبنا.) ويؤكد كلامه سامي أبو زهري 23/6/2008 بالتصريح أن (التهدئة هي انتصار عظيم حققه الشعب الفلسطيني ويجب المحافظة عليه والالتزام بها.)

ويقول إيهاب الغصين متهددا متوعدا (نحذر كتائب الأقصى من أن إطلاق الصواريخ سيواجه بالحزم والقوة إن لزم الأمر ونحمل قيادات "فتح" مسئولية إفشال التهدئة.)

أما سعيد صيام من قيادات حماس في25/6/2008 فيشتد في الوصف أكثر من أن الصواريخ "عبثية" الى حد "خيانية" ليقول (إن هذه الصواريخ التي تطلق الآن هي صورايخ مشبوهة ومن يطلقونها عملاء للاحتلال.)

ولا يدع المفتي يونس الأسطل الفرصة تمر ليفتي بالصواريخ وبمصطلحات اسلامية حيث يقول مناقضا ما صرح به وغيره سابقا وعلى شبكة المركز الفلسطيني للإعلام 25/6/2008 التابعة لفصيل "حماس": (إن هذه التهدئة هي أول القطر في كسر الحصار وسيتبعها الغيث المنهمر، والصواريخ التي تطلق هي صورايخ ضرار ومسومة بالنفاق.)

ويعود د.الزهار للتأكيد في 28/6/2008 قائلا: (سنعتقل وننزع سلاح كل من يخرق التهدئة واعتقلنا عديدين فعلا...) مشيرا الى أن (بندقية الجهاد الإسلامي ' لا فائدة منها')

وهنية في خطابه يوم 19/10/2013 يدين المفاوضات عامة ومؤكدا على رفض مفاوضات السلطة مع الاسرائيليين، وينزّه المفاوضات التي قامت بها "حماس" لإطلاق سراح الأسرى مقابل الجندي الصهيوني شاليط، وفي ذات الخطاب يدعو لانتفاضة عارمة في الضفة دون أن يذكر أن تكون مثيلا لها في غزة أبدا، رغم أن رجال المقاومة (ينتظرون لحظة اللقاء مع العدو) الذي يصفه (بالهش)، ويقبل العمل السياسي ليقرنه بالعمل العسكري (ان العمل السياسي لم يكن أقل أهمية من العمل العسكري المقاوم فأحدهما يكمل الآخر) ولكنه يشترط تواجد حماس في القرار لاعطاء الشرعية لكل ذلك. (لمراجعة خطاب هنية يوم 19/10/2013 في موقع حماس، وعلى اليوتيوب) (9)

اعتراف خجول بالخطأ

وظلت الحال كما هي أي التشدد باستخدام الدعوي الحزبي وأيضا أنها الممثل الوحيد للمقاومة المسلحة في فلسطين، ما هو خارج عن الواقع، وأنها الممثل الحصري للممانعة والمقاومة، رغم التناقضات في كل مرحلة، دون أن تعترف بأي خطأ أوتقصير ارتكبته رغم شدة النتائج المدمرة على شعبنا في غزة، الا أنهم فهموها من خلال العنوان التالي في مركز فلسطين للاعلام التابع لحماس: (3 حروب على غزة.. هدف واحد وانتصار متكرر) (10)، الى أن اعترف خالد مشعل في محاضرة له في مركز الجزيرة للدراسات في 24/9/2016 لأول مرة-سبقه المفكر د.أحمد يوسف من قيادة حماس (11)- ببعض الأخطاء لدى الاسلامويين وبما فيها "حماس" وإن بطريقة احتوت على الكثير من المديح لتنظيمه بالإضافة الى التبرير، ما نعده رغم ذلك مؤشرا مرحب به ويستحق الاحترام.(12

الحواشي:

(1) العلمانية رغم تعريفاتها وتطبيقاتها المتعددة، في الفكر التعبوي الاخواني لا تعني الا تعريفا واحدا هو الكفر والإلحاد

(2) تحلل "حماس" الحروب العدوانية الثلاث على أرض غزة-فلسطين، وموقع محور المقاومة والممانعة منها بالقول (ففي حرب (2008 - 2009) قبل قيام ثورات الربيع العربي كان محور الممانعة في المنطقة يتشكل من دول سوريا وإيران وحزب الله اللبناني وفصائل "المقاومة" الفلسطينية متمثلة في حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وأحيانا ما كانت تمتد ظلاله للسودان والجزائر، وكانت قطر وفق ما تكشف عنه تصريحات مسؤوليها تقف على مقربة من هذا المحور، تليها تركيا) ثم تضيف: (وفي حرب 2012 بعد نجاح ثورات "الربيع العربي" في تونس ومصر واليمن وليبيا في الإطاحة بالأنظمة الحاكمة هناك، تهدمت المحاور القديمة، وبدأت ملامح محور جديد يتشكل، ضم مصر وتونس وتركيا وقطر، وأحيانا ما كان يمتد ليشمل ليبيا واليمن) الى أن تصل للحرب الأخيرة: (وفي حرب 2014، وبعد الانقلاب ضد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، تجمدت محاولات بناء المحور الجديد، ومنح الانقلاب قبلة الحياة لمحور الاعتدال القديم......واستمر الموقف الإيراني ضعيفا، وغاب الموقف السوري بسبب الانشغال بالحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011، فيما تكررت المواقف السابقة في دولتي قطر وتركيا القريبتين من محور الممانعة.)،إقرأ المزيد https://palinfo.com/7103 المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحماس.

(3) ٣ ﻧﻴﺴﺎﻥ /ﺃﺑﺮﻳﻞ ٢٠٠٩، ﺃﻧﺸﺄ ﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻟﺘﻘﺼﻲ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺑـﺸﺄﻥ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﻏﺰﺓ ﻣُﺴﻨﺪﺍﹰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻﻳﺔ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ "ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﲨﻴﻊ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟـﺪﻭﱄ ﻭﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺭﺗُﻜﺒﺖ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻬﺑﺎ ﻏﺰﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ٢٧ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ /ﺩﻳﺴﻤﱪ ٢٠٠٨ ﺇﱃ ١٨ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ /ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٩، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀﻫﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ".

 (4) (تمت الانتخابات في 2006 ومدة المجلس 4 سنوات انقضت، الا أن منظمة التحرير الفلسطينية مددت للرئيس والتشريعي)

(5) حسب القانون الفلسطيني تنتهي ولاية المجلس التشريعي عند حلف اليمين للمجلس الجديد، وفي ذلك جدل قانوني طويل حول دور الرئيس والمجلس في ذلك يحاجج به طرفا الأزمة أي حركة فتح وحماس.

(6) اثر العدوان الاسرائيلي على غزة تحت عنوان عملية "عمود السحاب" في 14 نوفمبر 2012

(7) يقول د.اسماعيل بن صالح الأغبري في مقال له في صحيفة عُمان تحت عنوان السلطة والأحزاب الدينية اكتوبر 2013: (إن ازدواجية الأحزاب والجماعات الدينية السياسية تكمن في أنها تشن هجوما عنيفا على سائر الأنظمة غير الدينية التي لها علاقات مع "إسرائيل"، وتتهمها في التفريط بالمقدسات، بل وتفتي بحرمة تلك العلاقات، بل وتعد بقطعها، وتتهم أيضا الأنظمة غير الدينية بخيانة القضية، وبيع فلسطين بثمن بخس، ودعم الاستيطان من خلال بقاء العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والسياحية، بل تصف الأنظمة غير الدينية والتي لها علاقات مع الذين يحتلون فلسطين بالأنظمة الانبطاحية المهزومة إلا أنه من المفارقات أن بعض الأنظمة الدينية القائمة لها أيضا أفضل العلاقات مع إسرائيل ولكن للأسف الشديد لا نجد من أهل التدين إلا التبرير لتلك الأنظمة الدينية، والقول إنها الدبلوماسية، وإن ذلك مجاملة للمجتمع الدولي، وأن الظروف غير مواتية لقطع تلك العلاقات؟ فلم لا يصح إيراد تلك التبريرات للأنظمة غير الدينية؟ ولم حلال على الأنظمة ذات المرجعيات الدينية إقامة تلك العلاقات وحرام حرام إقامة تلك العلاقات على الأنظمة غير الدينية؟)

(8) من الممكن الرجوع للاطلاع على المزيد الى وثائق "حماس" وقادتها في مواقع حماس العديدة على الشابكة (=الانترنت) ومواقع القسام وصحيفة الرسالة وغيرها، والفضائيات وأشهرها الأقصى والقدس

(9) لمراجعة خطاب اسماعيل هنية في 19/10/2013 الرجوع الى موقع اليوتيوب المرفق بالصوت والصورة، منقولا عن فضائية الأقصى http://www.youtube.com/watch?v=AmdTbl1DjkQ

(10) رابط المقال على المركز الفلسطيني للاعلام التابع لحماس https://www.palinfo.com

(11) يعتبر د.أحمد يوسف من العلامات المضيئة والمفكرين المستنيرين الذين يجمعون بين صلابة انتمائه للفكرة التي يؤمن بها وضرورة المراجعات والنقد ما بدا به قبل غيره في حماس فله السبق، وعن خطاب مشعل نقول أن: حديث مشعل عن خطأ "حماس" كان أمراً صادماً بالنّسبة إلى قاعدة عريضة من أنصار "حماس" وكوادرها، التي ترى في قادتها أشخاصاً لا يخطئون أبداً، إذ كتب الدكتور أحمد يوسف في مقال بعنوان "خالد مشعل والتغريد خارج السرب!" نشرته وسائل الإعلام المحليّة في 1 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2016: "لقد كانت مداخلة مشعل أشبه بخبطة (ضربة) على الرأس للكثير من شباب "حماس"، حيث أنّ كلمة (أخطأنا) ليست في العادة ضمن مفردات خطابهم السياسيّ أو الحركيّ، إذ أنّ التربية الدينيّة، ثمّ الحزبيّة، قد منحتهم الثقة بأنّهم منزَّهون عن الخطأ".