قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء يوم الأحد 11\9\2016، "عازمون على المضي قدماً في المسيرة الديمقراطية على المستويات كافة، رغم ما يعترضها من عقبات، لأنها مصلحة عليا لشعبنا".

وأضاف سيادته في كلمة مسجلة بثها تلفزيون فلسطين، لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أن الأيام المقبلة ستؤكد هذا التصميم لخدمة أبناء شعبنا مهما كانت العقبات والعراقيل، مؤكّداً احترام موقف القضاء في هذا المجال.

وشدَّد على تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة رياح السموم الإسرائيلية، قائلاً: "لسنا في عزلة كما تحاول الحكومة الإسرائيلية تصويرنا، فحكومة الاحتلال هي المعزولة دولياً على أرض الواقع لأنها لا تريد التقدم قيد أنملة على طريق السلام، وتواصل الاستيطان وانتهاك المقدسات والتطهير العرقي والقتل المتعمَّد، ما جعلهم عرضة للانتقاد الدولي في كل أنحاء العالم".

وقال سيادته: "لسنا هواة إطلاق البالونات الإعلامية عن السلام، بل نحن من دعاة تجسيده على الأرض وقد حظي موقفنا الصادق هذا باحترام دولي لا سابق له".

وأضاف أن دماء الشهداء وصمود وصبر الأسرى وأنّات الجرحى ودموعَ أمهاتنا هي البوصلة التي تشير إلى صحة سياستنا باستمرار التنسيق مع الأشقاء العرب ودعمهم الثابت لقرارنا المستقل بتمسكنا بثوابتنا ونيل حقوقنا الوطنية.

وهنَّأ سيادته أبناء شعبنا لمناسبة عيد الأضحى المبارك، داعيا الله عز وجل أن يعيده علينا وقد التأمَ شملنا وتدعّمت وحدتنا الوطنية لتحقيق أهدافنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في كتابه العزيز:

 (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ، *إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) صدق الله العظيم

يا شعبنا العظيم،،

أيتها الأخوات والإخوة،،

يطيب لي في هذه الأيام المباركة أن أتقدم من أبناء شعبنا الأبي فرداً فرداً ومن عائلات شهدائنا وأسرانا الصامدين بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا جميعاً باليمن والبركات، وقد التأم شملنا وتدعّمت وحدتنا الوطنية لتحقيق أهدافنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

لقد سبق هذه الأيام المباركة هبوب رياح السموم الإسرائيلية علينا في محاولة لكسر إرادتنا.

لقد كنا أكثر صدقاً مع أنفسنا وأصلب عوداً، وظلّت جبهتنا الداخلية على تماسكها الوطني لا تهزها الظنون، ولا تنال من معنوياتنا حملات التشكيك.

فنحن عازمون على المضي قدماً في المسيرة الديمقراطية على المستويات كافة، رغم ما يعترضها من عقبات، لأنها مصلحة عليا لشعبنا وستؤكد الأيام المقبلة هذا التصميم لخدمة أبناء شعبنا مهما كانت العقبات والعراقيل، ونحترم في هذا المجال موقف القضاء الذي نخضع جميعاً له.

أيتها الأخوات والإخوة.

لسنا في عزلة كما تحاول الحكومة الإسرائيلية تصويرنا، فحكومة الاحتلال هي المعزولة دولياً على أرض الواقع لأنهم لا يريدون التقدم قيد أنملة على طريق السلام رغم تضليلاتهم ومزاعمهم بل يوغلون في الاستيطان وانتهاك المقدسات والتطهير العرقي والقتل المتعمد ما جعلهم عرضة للانتقاد الدولي في كل أنحاء العالم، فنحن لسنا هواة إطلاق البالونات الإعلامية عن السلام بل نحن من دعاة تجسيده على الأرض وقد حظي موقفنا الصادق هذا باحترام دولي لا سابق له.

وفي الأيام الأخيرة وافقنا على عقد لقاءٍ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناء على دعوة روسية كريمة من الرئيس بوتين بعد أن أُفشلت جهود الرباعية الدولية، وما زلنا مع الأشقاء والأصدقاء في فرنسا وغيرها من الدول نعمل على التئام مؤتمر دولي لبحث القضية الفلسطينية وإقامة دولتنا وفق جدول زمني محدد وملزم. 

أيتها الأخوات والإخوة،

إن دماء شهدائنا على درب الثورة الشعبية والصمود وصبر أسرانا وراء القضبان وأنّات جرحانا ودموعَ أمهاتنا هي البوصلة التي تشير إلى صحة سياستنا باستمرار التنسيق مع الأشقاء العرب ودعمهم الثابت لقرارنا المستقل بتمسكنا بثوابتنا ونيل حقوقنا الوطنية وبالصمود والمرابطة في أرض الرباط والإسراء والمعراج.  فمن صمودكم يا أهلنا نستمد الأمل وهو زادنا في السعي على كل المستويات السياسية والدبلوماسية لنيل حقوقنا وتوفير الحياة الكريمة لأبناء شعبنا في ظل سيادة القانون واحترامه.

مرة أخرى أُهنئكم بالعيد المبارك وأدعو الله أن يعيده علينا وقد حققنا أمانينا في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

المجد والخلود لشهدائنا، والحرية لأسرانا، والشفاء العاجل لجرحانا، والعودة السالمة لحجاجنا وهم يقفون اليوم على جبل عرفات.

وكل عام وأنتم بخير لشعبنا وللأمتين العربية والإسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته