جدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، تمسكه بالسلام كخيار لا رجعة عنه، باعتباره مصلحة لفلسطين ولإسرائيل وللعالم أجمع في آن واحد.

وأكد الرئيس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي أندجي دودا في القصر الرئاسي بالعاصمة وارسو، اليوم الثلاثاء، مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي وسلمي على أساس حل الدولتين والشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 إلى جانب إسرائيل تعيشان بأمن واستقرار.

وشكر الرئيس نظيره البولندي على دعوته الكريمة لزيارة جمهورية بولندا، وعلى حفاوة الاستقبال.

وقال: "عقدنا جلسة مباحثات مع الرئيس، عبرنا خلالها عن اعتزازنا بعلاقات الصداقة التاريخية العميقة التي تربطنا ببولندا وشعبها، وأكدنا أننا نطمح على الدوام لمزيد من التنمية وتطوير العلاقات المشتركة لما فيه خير ومصلحة البلدين الصديقين".

وتابع الرئيس: "بحثنا سبل التعاون بين البلدين وأهمية تفعيل توسيع اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، ونرحب بانعقادها ضمن الجولة المقبلة في فلسطين، ولدينا الثقة الكاملة أنها ستنجح في مهمتها، لا يهم أن تنعقد، في فلسطين أو بولندا المهم أن تنعقد لأنها تؤدي مهام كثيرة لخدمة البلدين".

وأشاد الرئيس بالعلاقات الثقافية والتعليمية بين فلسطين وبولندا، حيث تعلم الكثير من أبناء شعبنا في بولندا، وهناك علاقات إنسانية وأسرية قامت بفضل جسور التبادل الثقافي والتعليمي، شاكرا بولندا على ما قدمته من منح دراسية في مجالات مختلفة، وعلى المشاريع التنموية، خاصة ترميم كنيسة المهد في بيت لحم، آملا أن يساهم في زيادة السياحة وعدد الحجاج البولنديين لفلسطين.

واقترح الرئيس على نظيره البولندي إقامة منطقة صناعية بولندية في فلسطين، آملا أن تكون موضع دراسة بين أعضاء اللجنة المشتركة.

وأشار إلى أنه أجرى محادثات هامة وبناءة مع الرئيس البولندي، جرى خلالها تبادل الآراء إزاء ما يجري في منطقتنا والجوار من أحداث، ومدى تأثير ذلك على السلم والاستقرار والأمن في العالم، وضرورة التعاون الدولي لاجتثاث جذور العنف والإرهاب الذين ندينه بكل أشكاله كافة.

وقال الرئيس: "أحطت الرئيس البولندي بآخر تطورات عملية السلام وما آلت إليه العلمية التفاوضية من طريق مسدودة بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، رغم الجهود القيمة والمشكورة التي بذلتها الولايات المتحدة الأميركية، ولا يفوتنا أن نشيد بدعم الاتحاد الأوروبي السياسي والاقتصادي، خاصة في دعم جهودنا لبناء مؤسسات دولتانا المستقلة وبنيتها التحتية".

وأكد ضرورة عقد المؤتمر الدولي الذي دعت له فرنسا وحضرته بولندا، شاكرا بولندا على مشاركتها ودعمها هذه العملية من خلال مشاركة وزير خارجيتها الذي حضر اجتماع باريس.

وأضاف الرئيس، "هنا أحب أن أشير لموضوع هام أشار له الرئيس، العلاقات الإسلامية المسيحية ومستقبل المسيحيين في البلاد العربية، وأقول نحن ساهمنا مساهمة كبيرة في الاجتماع الذي تم في الفاتيكان بين الأزهر الشريف والبابا فرنسيس، والذي حصل لأول مرة في التاريخ، وسنواصل جهودنا لمزيد من الاجتماعات لحوار ديني إسلامي مسيحي، وحوار إسلامي مسيحي يهودي، وهذا سيكون في القريب العاجل، لأن حوار الحضارات مهم جدا، ومهم ليحل محل صراع الحضارات الذي يفكر فيه البعض، لذلك نحن حريصون على هذه الاجتماعات".

وقدم الرئيس الدعوة لنظيره البولندي لزيارة دولة فلسطين في نهاية هذا العام، خاصة في أعياد الميلاد المجيد، قائلا: "إن شاء الله نحضرها سويا في كنيسة المهد، هذه الكنيسة العزيزة القريبة إلى قلوبنا، ننتظركم في فلسطين وأهلا وسهلا بكم".

وبخصوص لقائه مع نتنياهو في موسكو، قال الرئيس: اقترح علينا الرئيس بوتين أن نلتقي في موسكو يوم 8 الشهر وأنا وافقت على ذلك وكان مفترض أن أذهب من هنا إلى موسكو للقاء نتنياهو، ولكن مع الأسف الشديد هناك حديث جرى أمس في القدس بين مبعوث الرئيس بوتين ونتنياهو، واقترح نتنياهو تأجيل هذا اللقاء، لا أدري إلى متى ولكني مستعد أن أحضر غدا أو في الوقت الذي يتم فيه الاتفاق على موعد لأنه يهمني جدا هذا الحوار بيننا وبين الإسرائيليين سواء كان في موسكو أو أي مكان آخر لأن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى سلام لإقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا بأمن واستقرار.

بدوره، قال الرئيس البولندي إنه مؤمن بأنه سيكون هناك حل سياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، من أجل إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب.

وأعرب عن سروره للاقتراح الذي تقدم به الرئيس محمود عباس لإقامة منطقة صناعية بولندية في فلسطين مثل الموجودة بين دول أوروبا، مؤكدا أنه سيكون هناك اهتمام بها من قبل الحكومة ورجال الأعمال.

وأكد عمق العلاقات التي تربط بين جمهورية بولندا، ودولة فلسطين منذ 11 عاما حيث بدأت البعثة البولندية عملها في فلسطين، مشيرا إلى أن بولندا ستبقى على عهدها ودعمها المتواصل.

وأشار إلى أن هناك مشاركة بولندية حثيثة في العملية السلمية، حيث شارك وزير الخارجية فيتولد فاشيكوفسكي، في مؤتمر باريس بداية تموز الماضي، كما أن بولندا تحث الخطى على المشاركة من أجل البحث عن حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتابع: "ما يعني بولندا بشكل مباشر أن يتم التوصل إلى حل ينهي هذا الصراع، ويؤدي إلى تهدئة الوضع من أجل ان يتم إقامة دولتين جنبا الى جنب في المستقبل، بما يضمن الامن للمواطنين في كلتا الدولتين".

وأضاف دودا: "تحدثنا عن العلاقات الثنائية، والاقتراح الذي تقدم به الجانب الفلسطيني، عن إقامة منطقة اقتصادية للتعاون بين فلسطين وبولندا، كما أن العديد من دول أوروبا لديها مثل هذه المناطق الاقتصادية، أشكر فلسطين على الاقتراح، سيكون هناك اهتمام من جانب الحكومة البولندية، ورجال الاعمال البولنديين لتطويرها".

وبين أنه يطمح أن تتحقق زيارته لفلسطين وإسرائيل، لمناقشة الصراعات الموجودة، معبرا عن اهتمامه بمصير المسيحيين وقضية اللاجئين والهجرة، سواء في لبنان أو الأردن، وأعدادهم الضخمة تسبب مشكلة كبرى.

واختتم: "أتمنى أن نقوم من خلال نشاطنا الدبلوماسي بتحقيق الحل، كذلك أن يتم تطبيق القوانين الدولية في كل مكان تقوم فيه الحرب".