قال وزير الثقافة إيهاب بسيسو، اليوم الأربعاء، إن الوزارة تعمل حاليا على إعادة الاعتبار للمشهد الثقافي الفلسطيني ونجحت بدعم من القيادة ورئيس الوزراء في ذلك.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج مباشر مع الحكومة الذي تنظمه فضائية فلسطين مباشر بالتعاون مع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ، ويقدمه الإعلامي خميس ماخو في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية برام الله.
وأضاف بسيسو إنه توجد خطة للنهوض بالواقع الثقافي في فلسطين، وهي من مهمة وزارة الثقافة التي تعمل على إعادة الاعتبار للدور الذي يمكن أن تلعبه الوزارة كجهة راعية للعملية الثقافية وللمبدعين من شعبنا في أي مكان يتواجدون فيه، وهذا يتطلب بعض الإجراءات أبرزها وضع آلية للفعاليات والمهرجانات وسياسات الدعم على المستوى المعنوي والمالي في ظل كل الظروف".
وقال: إن تنفيذ هذه الخطة ليس سهلا، ونواجه عقبات وتحديات لأننا نواجه واقعا اقتصاديا صعبا بسبب سياسات الاحتلال وعدم توفر التمويل والموازنة.
وتابع بسيسو: "خلقنا حالة من التفاعل مع كافة أرجاء المشهد الفلسطيني ضمن الإمكانيات المتوفرة للحكومة، لإعادة الاعتبار للمشهد الثقافي الفلسطيني".
وأشار إلى أنه يجري تسجيل إنجازات وفق هذه الخطة وأبرزها يوم الثقافة الفلسطينية والذي ربط بيوم الأرض وانطلق بتظاهرة ثقافية استمرت 17 يوما ضمت 70 فعالية في مختلف المناطق الحضارية والمهمشة، وهي مقدمة لاستكشاف الخارطة الثقافية من جديد وخلق آليات وحالة جديد من الثقافة.
وقال: "استطعنا أن نكسر حاجز الجغرافيا وأحضرنا العشرات من الداخل والشتات وقطاع غزة، وشهدنا مشاركة عربية لافتة في معرض فلسطين الدولي للكتاب والذي عقد في ذكرى ميلاد الشاعر توفيق زياد، وهذا العام ستكون شخصية العام الثقافية للعام 2016 هي الفنانة القديرة ريم بنا".
وبين بسيسو أن الخطة الثقافية لوزارة الثقافة ستكون المحور الرئيس للعملية الثقافية في الوطن، بالشراكة مع المؤسسات الفاعلة، وهذه الشراكة ستستدرج المانحين لخدمة الثقافة الفلسطينية، وبناء حالة ثقافية فلسطينية جديدة تسهم في نشر الثقافة وتوسيعها.
ودعا للاستثمار في القطاع الثقافي الفلسطيني عبر خلق مشاريع مدرة للربح، قائلا: نحن حاليا بصدد التشجيع على تنفيذ هذه المشاريع، ونحن دورنا في وزارة الثقافة نسعى للبحث عن فرص أفضل في عملية انتاج الثقافة أو استدراج الممولين لخلق بنى تحتية تتمثل في المراكز الثقافية والسياسات المشتركة والتدريب والتطوير.
وأضاف "نحن ننتقل من مرحلة لمرحلة أخرى أفضل، حاليا في مجال خلق الوعي الثقافي، ونسعى للاستفادة من كل فرصة تتوفر في هذا السياق، ونحن بحاجة لتضافر كل الجهود وسياسة التلاؤم لا تسهم في دعم الثقافة بل على كل شخص أن يقوم بالدور المطلوب منه في هذا السياق.
القدس في قلب المشهد الثقافي
وفيما يتعلق بموضوع القدس في المشهد الثقافي، قال بسيسو: إن القدس على قائمة أولويات وزارة الثقافة، والوزارة تتطلع لعمل فاعل في القدس وتدعم المؤسسات العاملة في القدس المحتلة، وأول لقاء أردت عقده بعد تولي حقيبة الثقافة مع المثقفين في المسرح الوطني في القدس، إلا أن الاحتلال منع عقده.
ولفت بسيسو إلى أن المؤسسات المقدسية الثقافية تعاني من الاحتلال بشكل كبير، ونبذل كل ما بوسعنا من أجل دعمها، ولكن نحن بحاجة لبلورة خطة عربية، من أجل دعم صمود القدس ودعم المشهد الثقافي فيها.
وأوضح أن المشهد الثقافي في القدس أصبح مهددا بشكل كبير ويجري العمل على محاربة الثقافة الفلسطينية بشكل كبير في القدس، وندعم القدس بشكل كبير عبر دعم المؤسسات مثل مؤسسة يبوس، والمسرح الوطني، وغيرها.
الكتاب الفلسطينيين ودور النشر
وقال بسيسو إنه يوجد خطة في الوزارة لنشر قصص صمود وروايات ومذكرات حول صمود أبناء شعبنا لنقل الرواية الفلسطينية إلى الفضاء العالمي، ونحن نشجع المبدعين على الإبداع لخلق حالة من الإبداع المتجدد، ولكننا بحاجة للتجديد في النقد، والرسائل الأكاديمية للدكتوراة والماجستير يمكن اعتبارها إصدار أول للكتاب في مجال النقد".
وتابع: وزارة الثقافة ليست بديلا لدور النشر بل هي معنية بخلق صناعة ثقافية تقوم بها دور النشر المختلفة، ولكن نحن بحاجة لتطوير البيئة التشريعية في فلسطين، لضمان النشر وحقوق المؤلف وحقوق الطباعة وغيرها من الانتهاكات التي تسجل في مجال حقوق النشر، والوزارة لا تحتكر ذلك بل تدعم عمل دور النشر.
وقال بسيسو: إن واجبنا هو حماية المؤلف وخلق الفرص للناشر ليستثمر في قطاع النشر، والسعي لأن تصبح دور النشر قادرة على المنافسة على المستوى المحلي والعربي، ونحن بحاجة لدعم صناعة ثقافية حقيقة تغير المشهد الموجود حاليا في مجال النشر والتأليف.
وتابع بسيسو: "سنكون لأول مرة الشهر القادم ضيف الشرف في معرض عمان الدولي للكتاب وهو برنامج يستحدث للمرة الأولى، وستكون فلسطين أول ضيف شرف في أول برنامج استحدث في معرض فلسطين الدولي للكتاب لتكون دولة هي ضيفة شرف لدى دولة أخرى بعد أن كانت الكويت هي ضيفة الشرف في معرض فلسطين الدولي للكتاب الذي عقد مؤخرا في رام الله".
محاولات أسرلة التراث الفلسطيني
وفيما يتعلق بهذا الملف، قال إن حماية التراث مسؤولية مشتركة بين وزارة السياحة ووزارة الثقافة، لأن التراث مستهدف من الاحتلال، ويجري العمل في الوزارة لحماية التراث، خصوصا التراث غير المادي والحرف التراثية وغيرها من جوانب التراث، وتقدمنا لليونسكو بعدة مشاريع لحماية التراث وأبرزها حماية الملصقات الفلسطينية، ونحن بحاجة لجهد دبلوماسي أيضا لتدويل قضية حماية التراث لمنع الاحتلال من أسرلته
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها