تصوير: فادي عناني
شاركَ وفدٌ من حركة "فتح" في منطقة صيدا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اعتصام جماهيري حاشد نظّمته الجبهة في مخيم عين الحلوة، وذلك في ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان وبمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد ثلاثة من أعضاء لجنتها المركزية (خالد نزال، وبهيج المجذوب، وعمر القاسم)، وذكرى استشهاد القائد الأُممي "فرانكو مونتانا"، ودعماً للأسرى والهبّة الشعبية.
وتقدّم المشاركين أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وممثّل الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري د.أسامة سعد عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية خالد يونس، وأمين سر الجبهة الديمقراطية في عين الحلوة عضو قيادتها في لبنان تيسير عماّر، وأعضاء قيادة الجبهة في عين الحلوة، إلى جانب عدد كبير من قادة العمل الوطني الفلسطيني، وممثّلي اللجان الشعبية الفلسطينية والاتحادات ومؤسّسات المجتمع المدني ولجان القواطع والاحياء، وحشد جماهيري واسع من أبناء المخيم.
وبعد كلمة ترحيبية من عضو قيادة الاتحاد الشبابي الديمقراطي في لبنان "أشد" ابراهيم شريم، كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها العميد ماهر شبايطة، فقال: "الشهداء قوافلٌ لا تنتهي.. ونحن نحيي هذه الأيام ذكرى استشهاد قادة الجبهة الديمقراطية أعضاء اللجنة المركزية عمر قاسم وخالد نزّال وبهيج المجذوب، واستشهاد أعضاء المجلس الثوري لحركة "فتح" بلال الاوسط وعزمي صغير وعبدالله صيام الذين استشهدوا أوائل شهر حزيران العام 1982 أثناء صمودهم وتصدّيهم للاجتياح الاسرائيلي الماضي كلٌّ في موقعه وعلى رأس عمله يدافع عن حق شعبه في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير وكأنّهم اختاروا هذا التوقيت بالذات لتأكيد رفضهم للهزيمة التي لحقت بثلاثة جيوش عربية في الرابع من حزيران العام 1967. وتترافق هذه الذكرى مع ذكرى الاجتياح الاسرائيلي للبنان كذلك في الرابع من حزيران العام 1982 حين سطرت بيروت صمودها الاسطوري بقيادة رمزنا الشهيد ياسر عرفات، ورغم ان الاحتلال حاول اقتحام كل منطقة في لبنان إلا أنّ مخيم عين الحلوة صمدَ حتى آخر رصاصة، وهكذا حصل في قلعه الشقيف، والتاريخ يعيد نفسه، فقبل 34 عاماً تخلّى العرب والعالم عن الثورة الفلسطينية، وهذا تكرّر العام 2004 مع الرئيس أبو عمار، وها هو يتكرّر مع الرئيس محمود عباس".
وأضاف "نحيي ذكرى رحيل هؤلاء القادة في ظلّ تطورات عاصفة متلاحقة يمر بها الوطن العربي. فعلى صعيد المنطقة تدور الحروب الاهلية المدمّرة في اكثر من بلد عربي، وهي حروب تهدّد ليس فقط بتفكيك الجيوش والدول، بل وباستباحة أراضي بلدان عربية، وتحويلها الى ساحات اختبار للفوضى الهدّامة التي بشّرتها بها الإدارة الاميركية قبل سنوات، وما ينتج عنها من فراغ في السياسة والامن يشرّع الابواب لتدخلات في شؤون المنطقة لقوى من خارجها ولقوى إقليمية كذلك بعد أن غاب عن المشهد السياسي حضور الدول العربية المركزية ودورها في حفظ الامن الاقليمي، مثلما يشرّع الابواب لإعادة صياغة علاقات وادوار القوى في المنطقة في الاتجاه الذي يجعل من اسرائيل طرفاً مقبولاً وله موقعه في اصطفافات القوى على المستوى الاقليمي. ولا يفوتنا ونحن نحيي هذه الذكرى أن نحذّر من خطورة ما يجري على الارض في الضفة الغربية بما فيها القدس ولا ننسى حصار غزة المستمر .. وهذا لأن وضعنا الفلسطيني في وضع صعب فما زال الانقسام المدمّر يتواصل ويتعمّق ومازالت المصالحة تراوح مكانها".
وتابع شبايطة "أيّها الاخوة نحن الآن أمام هبّة فلسطينية شعبية كلُّ فلسطيني معها، ونحن أمام مبادرة فرنسية يحاول نتنياهو افشالها وإظهار الفلسطينيين أنّهم إرهابيون.
وفي الجانب العربي يُهمُّنا ان ندعو أشقاءنا العرب الى رسم خطٍّ فاصل بين الخطر القائم والدائم الذي تمر به المنطقة، وينبغي الحذر هنا من الحركات البهلوانية التي يقوم بها نتنياهو الذي يناور ويدّعي الموافقة على حل الدولتين بالمستوطنات والمستوطنين، وقد أغرته مرونة البعض في منطقتنا العربية، ويدعو لاجراء مفاوضات مع الدول العربية لتعديل المبادرة بشكل يعكس التغييرات الدرامية التي حدثت في المنطقة منذ العام 2002 ويفتح الطريق لسلام اقليمي وفق الشروط الاسرائيلية.
وأخيراً لا ننسى أسرانا وفي مقدّمهم من سيُرشّح لجائزة نوبل للسلام القائد مروان البرغوثي، وهؤلاء لهم حقٌ علينا خصوصاً في شهر رمضان المبارك، ومن هنا لا بدّ أن يعرف اهلنا في الداخل والخارج ان الفلسطينيين في الشتات والمخيمات قلوبهم على قلوب اهلهم في الوطن، وان اي مخطّط لجعل مخيمات لبنان مثل اليرموك ونهر البارد لن يمر ولو كلّفنا حياتنا، ومن غير المسموح ان نسمح لمرتزقة الاستخبارات والمال أن يعبثوا بأمننا.. المجد للشهداء.. والحرية للاسرى.. والشفاء للجرحى، وإنها لثورة حتى النصر".
ثمّ تحدّث أمين سر الجبهة في عين الحلوة تيسير عمّار، ومما جاء في كلمته: "قادتنا الشهداء هامات شامخة عبّدت طريق الحرية والعودة والاستقلال ونعاهدهم السير على خطاهم حتى يبزغ فجر الحرية على ارضنا الفلسطينية. كما نعاهد الاسرى في المعتقلات الإسرائلية ان تكون قضيتهم في سلّم اولويات العمل الوطني الفلسطيني، وان لا نذخر جهداً حتى تشرق شمس حريتهم".
ورأى عمّار ان افضل الهدايا لأسرانا هي انهاء الانقسام واستعادة الوحدة والشراكة الوطنية لمجابهة المخططات الاستيطانية، وحيّا العملية البطولية في تل ابيب واعتبرها ردّاً طبيعيًّا على جرائم الاحتلال، وأكد حق الشعب الفلسطيني بممارسة اشكال النضال كافة طالما بقي الاحتلال والاستيطان.
ولفت إلى أنّ ما تم التوصل اليه من اتفاق بشأن السياسة الاستشفائية للأونروا ليس حلّاً ولا يرضي طموحات شعبنا في لبنان ولا يلبّي حاجاته، وطالب الأونروا بالعمل على تأمين الموازنات اللازمة لضمان صحة شعبنا بعيدًا عن التسوّل والاستجداء مطالباً إياها أيضاً بضرورة الاسراع في اعمار مخيم نهر البارد ودفع بدل الايواء والمعونة الشهرية الثابتة وتوفير ضمان صحي كامل لأهالي المخيم. كما طالب بتحصين الحالة الامنية للمخيمات بالاستمرار بسياسة النأي بالنفس ودعم القوة الامنية لتستطيع القيام بواجباتها بالحفاظ على أمن المخيّمات وأمن الجوار.
وبعد ذلك ألقى محمد ظاهر كلمة القوى والاحزاب اللبنانية، فحيّا الشهداء والأسرى في المعتقلات الصهيونية، كما حيّا ابطال عملية تل ابيب، وأكّد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلّحة، وطالب الأونروا بالتراجع عن قرارتها بتخفيض الخدمات للفلسطينيين وبضرورة الإسراع بإعمار مخيم نهر البارد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها