جدد أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، مساء اليوم الأربعاء، التأكيد على دعم القيادة الفلسطينية للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين.

وحمل عبد الرحيم ، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استمرار الجمود في عملية السلام، ووضع المعيقات أمام الجهد الفرنسي الحالي.

وقال: من الواضح أن إسرائيل تصعد من تحريضها بحق القيادة الفلسطينية، بتزامن مع عدم التزامها بوقف الاستيطان، ما يشكل عقبات حقيقية أمام أي جهد مبذول لإخراج عملية السلام من حالة الركود الراهنة.

وأردف: الحكومة في إسرائيل لديها أغلبية في "الكنيست" وإذا أرادت دعم حل الدولتين، فبإمكانها القيام بذلك مستفيدة من الأغلبية الداعمة لها بالبرلمان الإسرائيلي، أما مواصلة دعم الاستيطان فلن يجلب الأمن لإسرائيل، ولن يُسهم بأي شكل من الأشكال في دعم الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام أو دعم المبادرة الفرنسية لإقامة مؤتمر دولي للسلام.

التمسك بمبادرة السلام العربية:

وأكد عبد الرحيم أن العرب متمسكون بمبادرة السلام العربية، وأنه لن يتم القبول بتغيير هذه المبادرة أو إدخال تعديلات عليها كما تطالب إسرائيل، مضيفا: وقد عبر وزير خارجية السعودية عادل الجبير عن هذا الموقف بوضوح.

وقال: في الوقت الذي نُعلن عن دعمنا للمبادرة الفرنسية نؤكد رفضنا التام ليهودية دولة إسرائيل؛ لأن القبول بها يعني إلغاء حق عودة اللاجئين، كما أن ذلك يهدد فلسطينيي أراضي 1948، وبما أن التبرير في ذلك ينطلق من قرار التقسيم، فالتطبيق يكون لكل القرار وليس لأجزاء منه وباستبعاد أجزاء أخرى.

وأضاف: أي تبادل للأراضي خلال عملية ترسيم الحدود يجب أن يكون على أساس القيمة والمثل، ولن نقبل إلا بالسيادة الكاملة على الأرض وعلى الأجواء، وفكرة استمرار سيطرة الاحتلال على المعابر وعلى منطقة الأغوار لا يمكن قبولها.

وردا على سؤال حول الأوضاع في إسرائيل وجدية حديث قادة دولة الاحتلال عن دعم عملية السلام، بعد دخول حزب "إسرائيل بيتنا المتطرف" إلى الحكومة، قال أمين عام الرئاسة: خطابهم يأتي من باب المساعي المبذولة لتجميل صورة إسرائيل على الصعيد الدولي، ونحن لا نتوهم من هذه التصريحات.

وتابع: ما نجده على أرض الواقع هو تشكيل أكبر حكومة يمينية في إسرائيل، وعندما يتحدث أفيغدور ليبرمان عن السلام، حديثه يأتي من باب توجيه رسائل للخارج وليس لنا نحن، والاختبار ليس بالأقوال بل بالأفعال، وإذا كان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" جاهز للسلام كما يقول فالواقع هو الذي سيثبت مدى التزامه بذلك.

تحريض ليبرمان ضد القيادة:

وأضاف عبد الرحيم إن ما نلمسه على أرض الواقع من قبل أقطاب حكومة إسرائيل هو المزيد من التحريض والاستيطان، بتزامن مع قيام البوق الدعائي الإسرائيلي بترويج الشائعات ضدنا.

وأردف: لن ننسى تحريض ليبرمان واتهاماته للرئيس بالإرهاب، وهذا التحريض ضد القيادة مفضوح ولن ينال من عزيمتها، ولن يؤثر على تصميمها بمواصلة الجهود حتى انتزاع كامل حقوق شعبنا.

وشدد على التمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ورفض أي تواجد لأي جندي إسرائيلي بعد الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية.

وقال: لقد اختلقوا شائعات عديدة، وأخبارا لا أساس لها من الصحة منها الادعاء بأن هناك خلافا بين الرئيس محمود عباس وملك الأردن، والحقيقة عكس ذلك تماما، فالعلاقات وطيدة وهناك تواصل دائم، والرئيس اتصل هذا اليوم على الملك عبد الله الثاني وهنأه بذكرى استقلال المملكة وبالثورة العربية الكبرى، وهناك اتفاق على لقاء ثنائي خلال رمضان.

وبشأن العلاقات مع الإمارات، أجاب عبد الرحيم: نحن نحترم المرحوم الشيخ زايد بن سلطان وتاريخه وإسهاماته ونحترم أبناءه، ونرد على ما يتم ترويجه من أنباء، وما نسمعه من تحريض بالقول: تبقى هذه الدولة الشقيقة داعمة لفلسطين في الأمم المتحدة، وفي الجامعة العربية، ونحن نعتز بعمقنا العربي، وبالتفاف الدول الشقيقة حول القضية الفلسطينية.

إدانة ممارسات حماس في غزة:

وتطرق عبد الرحيم للحالة الداخلية، مجددا التأكيد على ضرورة التزام حركة حماس باتفاقات المصالحة الوطنية، ووقف إعاقة عمل حكومة التوافق الوطني بما يعود بالخير على أبناء شعبنا المحاصر في قطاع غزة.

وأدان إجراءات حماس في غزة، والتي تخللها إعدام ثلاثة من المواطنين فجر اليوم، واعتقال 5 من ضباط الحرس الرئاسي في القطاع بحجة الاتصال مع رام الله.

وقال عبد الرحيم: إن هذه الممارسات تظهر تمسك حماس بالانقسام، وما تقوم به من ممارسات تشكل انتهاكا واضحا للقانون، وقيامهم بإعدام هؤلاء المواطنين جريمة مدانة، وما قاموا به غير قانوني وغير دستوري.

وأردف: أما فيما يتعلق باعتقال أفراد الحرس الرئاسي، فكلما جرى الحديث عن إمكانية تسلم الحرس الرئاسي الحدود والمعابر يمارسون مثل هذه الأعمال، أما حديثهم عن "التخابر مع رام الله" فنحن نرد عليهم "رام الله هي التي تدفع فواتير الكهرباء وتصرف الموازنات على أهلنا في غزة، والقيادة في رام الله هي التي لا تتنازل عن قطاع غزة ولن تتخلى عن أهلنا هناك، الأصل أننا أبناء شعب واحد وألا نسمع مثل هذه التصريحات غير المبررة".

وأضاف عبد الرحيم: ممارسات حماس لا تقتصر على هذه التجاوزات، فما نجده على أرض الواقع هو فرض الضرائب والخاوات بطريقة غير قانونية، وأجزم أن ما يقومون به بعيد عن الإسلام، فأعمالهم أقرب إلى ممارسات حكم "داعش".