قال وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون إن مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف المفاوضات قد فشلت.
وزعم يعالون خلال محاضرة القاها في معهد واشنطن ان الفلسطينيين يصرون على الشروط المسبقة ويريدون جباية الثمن مقابل عودتهم للمفاوضات. واضاف: "موقف إسرائيل هو ان المفاوضات يجب ألا تتركز حول الأرض فقط بل حول مجمل المواضيع العالقة بين الطرفين بما فيها انهاء الصراع".
واعرب يعالون عن "رفضه لمبادرة السلام العربية التي وضعها كيري في مركز جهوده، كونها تطالب إسرائيل بالتنازل عن الأرض ومن ثم يفكر العرب باقامة علاقات معها". وقال:" إن مبادرة كيري قد فشلت حتى الآن" معربا عن تشاؤمه بامكانية نجاحها في المستقبل.
وذكرت صحيفة "هآرتس" على موقعها الالكتروني ان تصريحات يعالون "فاجأت رام الله وسكبت مياها باردة على آمال واشنطن".
وفي تحليل لها ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن جهود كيري لانعاش عملية السلام بدأت تفقد زخمها على الرغم من اصراره على مواصلتها بينما يجد محللون صعوبة في فهم استراتيجيته.
ويعترف هؤلاء المحللون بالتأكيد بان كيري زار الشرق الأوسط اربع مرات منذ شباط الماضي، وهو عدد الزيارات التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في اربع سنوات.
وكيري الذي يعرف بصدقه ويتبنى "دبلوماسية الخطى الصغيرة" في ملف يعرفه جيدا، يلقى دائما استقبالا حارا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس محمود عباس.
لكنه اضطر الأسبوع الماضي الى ارجاء زيارته الخامسة لإسرائيل والضفة الغربية والأردن، للمشاركة في اجتماعات في البيت الأبيض حول سوريا حسب التبرير الرسمي.
وادى هذا التأخير بمراقبين الى انتقاد "استراتيجية التكتم" التي يعتمدها كيري لاستئناف المفاوضات.
وصرحت مارينا اوتاواي الأستاذة في مركز ويلسون في واشنطن "ليس لدي انطباع بان الأمور تتحرك كثيرا"، متسائلة: "هل هناك دبلوماسية تكتم تجري فيها الأمور في الكواليس بغير معرفتنا؟ بصراحة أشك في ذلك".
وترى اوتاواي ان"الفشل مرجح أكثر من النجاح" هذه المرة ايضا.
ففي مطلع حزيران حذر كيري إسرائيل من انه قريبا "سيكون الأوان قد فات لصنع السلام" في تهديد لم تأخذه اوتاواي بجدية "لأننا لطالما هددنا" من دون احراز نتيجة لدى الإسرائيليين.
وفي الواقع، تنوي إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنات بالضفة ما سيؤدي حسب الفلسطينيين الى "اجهاض جهود الادارة الأميركية". وانتقدت الخارجية الأميركية حليفتها إسرائيل مؤكدة "لا نقبل بشرعية النشاط الاستيطاني المستمر".
لكن نتنياهو الذي اعرب عن تأييد "حل الدولتين" اكد ان الاستيطان في الضفة سيتواصل، وهو يدعو الفلسطينيين باستمرار الى "محادثات سلام فورية" لكنه يرفض "الشروط المسبقة للتفاوض" في اشارة الى المطلب الفلسطيني بتجميد النشاطات الاستيطانية كافة واعتماد حدود 1967 مرجعا للمحادثات.
ويفضل كيري المحادثات "المغلقة" مع كل من المعسكرين ولم يدل بأي تصريح علني حول القضايا الخلافية: ترسيم الحدود ووضع القدس وعودة اللاجئين. فبنظره على الإسرائيليين والفلسطينيين استئناف الحوار أولا ثم بحث نقاط الخلاف.
وحتى الآن اقترح كيري خطة مبهمة بقيمة اربعة مليارات دولار لتنمية الضفة الغربية واعادة تفعيل مبادرة السلام العربية.
لكن المستشار السابق للخارجية الأميركية ارون ديفيد ميلر يرى ان هذا لا يكفي، معتبرا ان "كيري قد يتمكن من اقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بألا مصلحة لأي من الطرفين في التخلي عن (عملية السلام). لكن احياء المحادثات أمر وضمان استمرارها أمر آخر".
وتابع في مقالة في مجلس فورين بوليسي "اذا انهارت عملية السلام مرة اخرى فلن تكون قد ماتت فحسب، بل ماتت ودفنت".
بالتشاؤم نفسه اشارت اوتاواي الى "ارتياح" إسرائيل للوضع الحالي. واوضحت انه "ليست هناك انتفاضة ولا مقاومة فاعلة في الأراضي (الفلسطينية). (الإسرائيليون) لا يشعرون بتهديد فعلي وبالتالي بالضغط لمواجهة المشاكل".
كما يرى مدير مركز فلسطين في واشنطن يوسف منير ان "إسرائيل سعيدة بتأييد المفاوضات طالما انها تعرف انها لن تضطر ابدا الى انهاء الاحتلال".
واعتبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان المشاريع الأخيرة للبناء في مستوطنات تنتهك القوانين الدولية وتعرقل احتمالات السلام. وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان الأمين العام "يشعر بقلق بالغ لاستمرار" الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة "والذي ينتهك القوانين الدولية". وطلب من اسرائيل "تجميد أنشطتها الاستيطانية واحترام تعهداتها على صعيد القوانين الدولية وخارطة الطريق".
واضاف كي مون ان الاعلانات الأخيرة المتعلقة بمشاريع بناء في (ايتامار وبروخين وبيت ايل) وكذلك في القدس الشرقية هي "قرارات تعرقل التقدم نحو حل يقوم على دولتين".
وجاء في بيان الأمم المتحدة "انه اتجاه مقلق للغاية في وقت تتواصل الجهود لاحياء مفاوضات السلام".