ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع امس عن بيان مشترك مع الحكومة البولندية حول عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية قبيل ساعات من زيارته الرسمية الى وارسو.
وقام مسؤولون من اسرائيل وبولندا بصياغة بيان مشترك حول جهود استئناف عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن نتنياهو قرر التراجع عن البيان ما ادى لحرج دبلوماسي. وقال مسؤولون في مكتبه إن البيان تمت صياغته على أيدي مسؤولين غير بارزين ودون تصريح من رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي ياكوف اميدرور.
ووفقا لمسودة البيان التي حصلت عليها الصحيفة فإنه ينص على أن "الحكومتين اتفقتا على الحاجة الملحة لتحقيق تقدم في حل الدولتين لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني عبر المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية دون شروط مسبقة".
وقال البيان في إشارة لاحتمال لجوء السلطة الوطنية الفلسطينية للهيئات الدولية ليتم قبولها رسميا كدولة ان "أية خطوات أحادية الجانب من أي طرف سيكون لها نتائج عكسية وستعرقل تحقيق سلام دائم ومستمر".
وتتناسب هذه الصيغة مع رد الفعل الاميركي عند انتقاد مشاريع البناء الاستيطاني الاسرائيلية.
واعلن البيان بأن "شرعية دولة اسرائيل وامن مواطنيها مثل حق الفلسطينيين بدولة لا ينبغي ابدا التشكيك فيها" دون ذكر طلب نتنياهو الاعتراف باسرائيل "كدولة يهودية" او رغبته في دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وأضاف المسؤولون الاسرائيليون أن البيان عبارة عن "وثيقة بروتوكولية" فقط ولا يمثل موقف الحكومة الاسرائيلية بالكامل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع في مكتب نتنياهو قوله "لم تصوت الحكومة على صياغة البيان كما لم يتم تنسيق الأمر بين الوزراء".
وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية بان نتنياهو الذي لم تتم استشارته من قبل كاتبي البيان طالب في اللحظة الاخيرة بسحبه.
ويأتي هذا القرار عشية اعلان قيام 40 نائبا في البرلمان الاسرائيلي بتشكيل مجموعة ضغط من اجل "ارض اسرائيل التوراتية" التي تعارض اقامة دولة فلسطينية وتدعو الى تعزيز الاستيطان بكافة اشكاله.
وتتضمن المجموعة ثلاثة وزراء من الاحزاب المؤيدة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بالاضافة الى اعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو. كما وارسل ثلاثة وزراء آخرين من الليكود رسالة دعم للمجموعة حيث قام نتنياهو، بحسب "هآرتس"، بمنع وزراء حزبه من ان يكونوا جزءا رسميا من هذه المجموعة.
واشار المراسل الدبلوماسي للصحيفة بان "الصياغة المفاجئة للبيان اثارت التكهنات حول انها محاولة لاصلاح الانطباع السيئ الذي اثارته تصريحات نائب وزير الجيش داني دانون الاسبوع الماضي". واضاف المراسل بان "البيان لم يكن نتيجة قرار متعمد من رئيس الوزراء بارسال رسالة معتدلة الى المجتمع الدولي. بل كانت قضية اهمال من نتنياهو ومستشاريه الرئيسيين".
واكد دبلوماسي اسرائيلي لوكالة فرانس برس أن هذه الفوضى تظهر "فقدان المهنية" في الوقت الذي يحتج فيه موظفو وزارة الخارجية على انحطاط وضعهم وعلى رواتبهم. واشار الدبلوماسي الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه "هذا ما يحدث عندما نمارس الدبلوماسية دون دبلوماسيين".