تصوير فادي عناني

بمناسبة الذكرى الـ31 لمحاولة اغتيال رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل الراحل مصطفى معروف سعد، وذكرى استشهاد طفلته ناتاشا وجاره المهندس محمد طالب، في التفجير الاجرامي الذي استهدف منزله، غصّت جبانة صيدا "سيروب" بالوفود التي حضرت لقراءة الفاتحة لروحه الطاهرة، ووضع الزهور على ضريحه، تقدّمها أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، وعائلة الفقيد، ووفود من مختلَف القوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وشخصيات سياسية واجتماعية، ووفود شعبية من منطقة صيدا وجوارها.

وقد شارك وفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة  صيدا برئاسة أمين سرهم  العميد ماهر شبايطة وأعضاء قيادة منطقة صيدا وأمناء سر الشعب التنظيمية لحركة "فتح" في منطقة صيدا بوضع اكليل باسم منظمة التحرير الفلسطينية على ضريح الشهيد القائد المهندس مصطفى سعد ، الخميس 21\1\2016.

وألقى الدكتور أسامة سعد كلمة للمناسبة جاء فيها: "في الذكرى الحادية والثلاثين لمحاولة اغتيال المناضل مصطفى سعد، من قبل العدو الصهيوني وعملائه، نتوجه بتحية الإجلال والإكبار لروحه الطاهرة.

من عائلة الفقيد الغالي ومحبيه، ومن إخوانه ورفاقه في التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ومن سائر الصيداويين واللبنانيين والفلسطينيين والعروبيين والتقدميين في كل مكان، ألف تحية لذكراك العطرة يا أبا معروف، يا أخي وقائدي ورفيق دربي.

والتحية لمن سقط إلى جانبك في محاولة الاغتيال... التحية لفلذة كبدك الطفلة الشهيدة ناتاشا... والتحية لجارك المهندس الشهيد محمد طالب.

وإننا نجدد عهدنا لك... عهد الوفاء لنهجك ومتابعة السير على خطاك... عهد الثبات على المبادىء والقيم التي ضحيت بالغالي والنفيس من أجلها".

وقال سعد: "لقد حاول العدو الصهيوني وعملاؤه اغتيالك يا أبا معروف بهدف ضرب المقاومة الوطنية اللبنانية، وبهدف ضرب موقع صيدا المقاوم. لكنك بكل شجاعة وإقدام أسقطت محاولة العدو الإجرامية، ونجحت المقاومة الوطنية والإسلامية في إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال، وفي تحرير غالبية الأراضي اللبنانية المحتلة. كما نجحت في كسر شوكة الجيش الإسرائيلي في حرب سنة 2006.

وها هما المقاومتان اللبنانية والفلسطينية تواصلان التصدي للعدو الصهيوني، وها هي الانتفاضة الشعبية في فلسطين المحتلة تواجه بكل بطولة عساكر العدو ومستوطنيه. ونحن على ثقة تامة بانتصار خيار المقاومة، وسنواصل السير على نهجك المقاوم من أجل استكمال تحرير لبنان، ومن أجل تحرير فلسطين وكل أرض عربية محتلة.

وقد سعى العدو الصهيوني أيضاً من خلال محاولة الاغتيال إلى تفجير الفتنة الطائفية، وإلى الفرز السكاني على أساس طائفي. إلا أنك نجحت يا أبا معروف على رأس القوى الوطنية في إسقاط هذا المسعى الفتنوي التقسيمي. كما نجحت في الحفاظ على منطقة صيدا واحة للتنوع السياسي والديني والمذهبي.

أمّا في هذه الأيام فتحاول القوى الرجعية الطائفية والمذهبية استغلال أي حدث من أجل التحريض المذهبي. وهي تعمل في لبنان، وغير لبنان، على تأجيج نار الفتنة المذهبية. كما تستخدم لهذه الغاية الجماعات الارهابية التي تحت ستار الدين والمذهب تمعن قتلاً بالناس، وتدميراً بالدول، وتمزيقاً بالمجتمعات. وكل ذلك بتوجيه أميركي، وبتمويل رجعي، ولخدمة مصالح العدو الصهيوني.

في المقابل يواصل التيار الوطني العروبي التصدي للطائفية والمذهبية والإرهاب، كما تصدى في الماضي، وبقيادة مصطفى سعد، للطائفية والتهجير والفرز السكاني. ولا يساورنا أدنى شك بأن راية الوطنية والعروبة ... راية التنوع والوحدة... ستنتصر على كل الدعوات التقسيمية الطائفية والمذهبية.

وفي هذه الأيام أيضاً بات واضحاً كل الوضوح أن النظام الطائفي العفن المهيمن على لبنان لا يقدم للشعب اللبناني إلا الأزمات والمآسي والمصائب.

ففي الوقت الذي يتعرّض فيه لبنان للتهديد الصهيوني والتهديد الإرهابي... وفي الوقت الذي يعاني فيه اللبنانيون من الأزمة المعيشية الخانقة، والبطالة، وتردي الخدمات العامة، ويضطر شباب لبنان للهجرة بحثاً عن لقمة العيش، في هذا الوقت يعيش أركان الطبقة الحاكمة في عالم آخر... فيختلفون على اختيار رئيس للجمهورية يؤمن مصالح كتلهم المتصارعة ومصالح مرجعياتهم الإقليمية والدولية المتناحرة... بينما النفايات تملأ الشوارع والساحات... وبينما الفساد ينخر أساسات الدولة.

لذلك لم يعد أمام أبناء الشعب اللبناني من خيار سوى التحرك والنضال من أجل التغيير... وإلا العمل من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية ... دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية التي نادى بها المناضل مصطفى سعد".

وختم سعد بالقول: "نؤكّد مجدداً عهد الالتزام بنهج فقيدنا الغالي وقائدنا المناضل مصطفى سعد، ونكرر توجيه التية لروحه الطاهرة، ولأرواح سائر الشهداء".

وبعدها انتقل سعد على رأس وفد كبير من المشاركين إلى جبانة صيدا القديمة، حيث قرؤوا الفاتحة على ضريحي الشهيدين ناتاشا مصطفى سعد، والمهندس محمد طالب، ووضعت أكاليل الزهور عليهما.