نظّمت اللجنة الفلسطينية لتكريم الشهداء ندوة حوارية حول واقع الاعلام العربي وتأثيره في الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وذلك يوم الاثنين 18\1\2016، في مركز اللجنة الفلسطينية لتكريم الشهداء في صيدا، حاضر فيها أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الأستاذ رفعت شناعة، ورئيس موقع "بيروت برس" الاخباري، الكاتب السياسي، الأستاذ غسّان جواد، بحضور عدة شخصيات من جمعيات ومؤسسات وإعلاميين فلسطينيين ولبنانيين.

بدأت الندوة بكلمة ترحيب بالحضور من السيدة آمنة عوض، تلاها النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني، وقراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء.

واستهلّ الأستاذ رفعت شناعة المحاضرة قائلاً: "في هذه الظروف التي غُيّبت فيها القضية الفلسطينية عن الواجهة السياسية العالمية وحتى العربية الجميع منشغل في ذاته وظروفه وبأمنه الذاتي في نطاقه الخارجي وليس هناك من يهتم بمصير الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لأن هناك ما هو اكبر، هناك مصير الشعوب على المحك ايضاً .من هنا نثمّن ونقدّر عالياً هذه الهبّة الشعبية الجمهيرية التي جاءت في وقتها المناسب لتنقذ القضية الفلسطينية، ولتعيد هذه القضية، وهي قضية الامة العربية والإسلامية، الى واجهة الخارطة الاعلامية بعد ان اصبح الخطر الفلسطيني هو قتل ستة او سبعة أو أحيانا عشرة من الكيان هذا الخطر الاول لهذه الهبة الشعبية".

وأضاف "من هنا نحن نراهن عليها كحدث لم يكن من فراغ وإنما جاء مكمِّلاً لمجموعة من الخطوات التي عاشتها الساحة الفلسطينية ومجموعة من الانجازات أيضاً دفع الشعب الفلسطيني ثمنها تضحيات وشهداء ومعاناة، لذلك هذه الهبّة الشعبية، هبّة الاقصى، هبّة الشعب الفلسطيني، جات لتؤكّد للجميع أن قمة الارهاب هو ما يفعله الكيان العنصري الاستيطاني والاحتلال الاقتلاعي لشعب فلسطين، وهذا الموضوع لا شك أنه يعني الجميع، يعني كل من يعتبر ان القضية الفلسطينية قضيته المركزية، وينظر دائماً الى البوصلة الفلسطينية التي تذهب مباشرة الى القدس، الى فلسطين، لأن هذا هو الهدف الاساسي في ازالة الكيان الاسرائيلي، ازالة الاحتلال التي تعني إزالة الارهاب، ﻷن وجود هذا الاحتلال هو الذي اوجد الى جانبه ظواهر ارهابية تعيش لجانبه وتتغذّى منه وهو يتغذّى منها. وطبعاً قبل ان تحصل هذه الهبة الشعبية وتبدأ انطلاقتها من القدس، ثم تتسع لتشمل ارض فلسطين التاريخية بمعنى القدس والضفة وقطاع غزة، وبالتالي أراضي الـ48، كانت هناك هبة شاملة للشعب الفلسطيني بمنزلة رسالة واضحة يقول فيها للعالم اجمع، وخاصة للعدو الاسرائيلي، إننا نحن هنا لن ترضخ قضيتنا، نحن ما زلنا متجذرين في ترابنا الوطني وما زلنا متمسكين بحقوقنا الوطنية الفلسطينية وهذه العملية، عملية التجذر في الارض، بالتأكيد كان ثمنها الدماء".

ثم كانت كلمة الاستاذ غسّان جواد الذي توجّه بالشكر للجنة الفلسطينية على هذه الدعوة، وقال في كلمته: "يجب ان نبقى مع واقع هذه الانتفاضة انطلاقاً من محيط ومدى تأثير هذا الحدث والواقع الفلسطيني".

واضاف "إن كل التطورات والصراعات والحروب ومشاريع السياسية ومشاريع التسويات، كل هذه، مرتبطة بقضية مركزية وموضوعية وهي القضية الفلسطينية، فبالتالي ما بدأ في العام 2011، الذي نستطيع ان نصله بكل هذا التاريخ، هو جزء من الضياع الذي يعمل عليه العقل الاستعماري العالمي الذي يغذّي الصرعات في بلادنا، ويديرها لمصلحته. هذا العقل الاستعماري الذي فشل في ايجاد مشروعية الكيان الاسرائيلي في بلاد العرب، عمره ستون عاماً تقريباً من الاجتياحات ومن الحروب ومن مشاريع التسوية أيضاً، ورغم ذلك لم يسقط، فقرّر تحويل المنطقة الى اسرائيليات تشبه الكيان الصهيوني وتبرر وجوده، وعندما أقول اسرائيليات أعني دفع المنطقة لكي تصبح على شاكلة الدولة اليهودية. وكل الطموح الاسرائيلي الأخير بدأ تحديداً بعد العام 2010 حين ذهب بنيامين نتنياهو الى الكونغرس الامريكي ووقف على منبر الكونغرس، وتحدث عن فكرة دولة صافية لليهود وقبل ذلك كانت هذه الفكرة موجودة عند نخب في الكيان الصهيوني من المتطرفين، ولكن لم تكن سياسة متبناة من رؤساء ووزراء، وحينها قال نتنياهو اكثر ما يمكن اعطاؤه للفلسطينيين هو السلام الاقتصادي، أي (اكل، ثياب، تجارة)، ولكن لا قضية ولا شخصيات وطنية فلسطينية. وبالتالي في تلك اللحظة بدأ اجهاض كل عوامل القوة التي من الممكن ان تؤدي الى افشال مشروع يهودية الدولة وجرى العمل على اجهاض ما تبقى من القضيه الفلسطينية" .

وتحدّث جواد عن ما يدور في الدول العربية بما ما يسمى الربيع العربي الذي وراءه عقل استعماري للكيان الصهيوني وذلك لتغطية وتعتيم ما يجري في فلسطين ونسيان القضية الوطنية الفلسطينية.

وفي ختام الندوةكانت هناك مداخلات ومناقشات لبعض الحضور مع المحاضرين.