نظّمت حركة "فتح" منطقة صيدا ندوة سياسية في قاعة بلدية صيدا حاضر فيها أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة اختتاماً لفعاليّات إحياء الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقتها.

واستقبل الحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأمين سر شعبة صيدا لحركة "فتح" الحاج مصطفى اللحام.

أمّا الحضور فتقدّمه أعضاء قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان منعم عوض وطالب الصالح ود.محمد داوود، وعضو قيادة الحركة يوسف زمزم، ومستشار قائد الامن الوطني الفلسطيني بلال اصلان، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا، ومسؤولو المهام الحركية ، وأمناء سر وأعضاء الشُّعَب التنظيمية لمنطقة صيدا، وأمين سر لجنة متابعة المهجّرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان قاسم عباسي، وكوادر وأعضاء من التنظيم لحركة "فتح" في صيدا.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت وتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ثمّ رحّب العميد ماهر شبايطة بالحاج رفعت شناعة والحضور الكريم، وكانت له كلمة مقتضبة قال فيها: "نلتقي اليوم، ليس فقط من باب التواصل إنما لنفتح القلوب والعقول لبعضنا، لنفهم ما يجري حولنا ولماذا. تعرفون اننا نمر في مرحلة تبدو خطيرة جداً. فالأونروا تسحب يدها من ملف اللاجئين. والارهاب يضرب في كل مكان وكل هذا وشعبنا في الداخل ينتفض في وجه الاحتلالمعيداً البوصلة الى القدس عاصمة ابدية لدولتنا. إننا ايها الاخوات والاخوة في هذه الظروف لا بد أن نعي ما يجري ولماذا، لذلك أتى الينا أمين سر الحركة في إقليم لبنان، القائد المفكر، الحاج رفعت شناعة لنعرف منه اكثر ونسال أكثر عمّا يجري فتحاوياً في الذكرى الواحدة والخمسين للطلقة الاولى، أرحّب به بيننا وبين أهله وناسه، وارحّب بكم اخوتي واخواتي في هذه الندوة الفتحاوية".

ومن ثم افتتح أمين سر الإقليم الندوة بتوجيه التحية والتقدير الى القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس القائد محمود عباس والى أبناء الشعب الفلسطيني، وإلى أبطال الهبّة الشعبية ومقاومتهم الباسلة للاحتلال، وحيَّا الشهداء وذويهم، والمعتقلين والأسرى والجرحى.

وأوضح في حديثه أن هذه الهبّة الشعبية التي التزمت بالمقاومة الشعبية أكّدت للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني ملتزم بالدفاع عن الحقوق الوطنية، وعن المقدسات. كما أكد أن القرارات العنصرية التي يقررها نتنياهو هي قرارات إجرامية دموية، وخاصة الاعدامات اليومية، وتدمير البيوت، والاعتقالات العشوائية.

وأشار إلى ان هذه الهبّة الشعبية ومقاومتها مستمرة باتجاه انتفاضة واسعة رداً على السلوك الاسرائيلي السياسي والأمني والعسكري المتمرِّد على الشرعية الدولية، وعلى كافة القوانين، والمواثيق الدولية. ورأى أن هذه المقاومة الشعبية تحتاج إلى عوامل داعمة ومساندة، وخاصة إنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية، وانخراط جميع شرائح المجتمع الفلسطيني في هذه الهبّة وتأمين الدعم المالي لها لأن هناك احتياجات ضرورية للنجاح، واردف أن الاحتلال هو الذي اوصل الاوضاع الى ما آلت اليه الآن لافتاً إلى أن اسرائيل مقتنعة تماماً أن هذا الوضع سيحرّك الرأي العام العالمي للمطالبة بإنصاف الشعب الفلسطيني وبإعطائه حقوقه وإقامة دولته المستقلة".

وأشاد شناعة بالتحرُّك الجاد والمستمر للاتحاد الأوروبي لدعم حل الدولتين، وبتأكيده أن الاستيطان غير شرعي بموجب القانون الدولي، وأنه يشكل عقبة أمام السلام ويجعل من حل الدولتين أمراً مستحيلاً، مثمّناً دور الاتحاد الأوروبي والتزام دوله الأعضاء بضمان استمرار التنفيذ الكامل والفعّال لتشريعات الاتحاد الأوروبي الحالية والترتيبات الثنائية التي تنطبق على منتجات المستوطنات، والتزامه بأن تشير كل الاتفاقات المبرَمة بين دولة إسرائيل والاتحاد الأوروبي بشكل لا لبس فيه وبشكل صريح إلى عدم انطباقها على الأراضي التي احتلّتها إسرائيل العام 1967، الأمر الذي يشكّل دفعةً هامة لجهود القيادة الفلسطينية نحو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأردف "هناك أسئلة كثيرة تُطرح عن مصير السلطة الفلسطينية ولكي نكون واضحين اسرائيل تريد من السلطة ان تعمل لديها وتنفّذ رغباتها الامنية والاقتصادية والميدانية لكي ترتاح اسرائيل وتقول حينها انها ليست دولة احتلال ولكن مع الهبّة الشعبية بدأت اسرائيل تعيد حساباتها، فإسرائيل تحاول وضع القيادة أمام خيارات تصل لأن يكون الحل حل السلطة".

وأكّد شناعة أن الرئيس ابو مازن رد على اسرائيل وقال إن السلطة الوطنية هي الابن الشرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية وهذه رسالة لإسرائيل بأننا لن نسكت وان الاجراءات والانتصارات على الارض سنراها في المستقبل القريب لأن هذه السلطة هي التي تبني ركائز الدولة الفلسطينية القادمة. وختم ندوته بتوجيه التحية الى الشعب الفلسطيني وقيادته وحركة "فتح" وقيادتها وعلى رأسهم الرئيس الصامد ابو مازن، وحيّا شهداء الهبة الشعبية وشهداء فلسطين ورمزهم الشهيد الخالد ابو عمار والاسرى والمعتقلين.

تصوير فادي عناني

بقلم ابراهيم الشايب ومحمد الصالح