قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: 'إننا، وإذ نحتفل بأعياد الميلاد المجيدة، ونجدد خلالها انتمائنا إلى أرض الرسالات السماوية وموطن البشارة، وتمسكنا بالعيش بحرية وسلام في رحابها، إنما نجسد وحدة شعبنا وتلاحمه في وجه أعتى الصعاب. وشعبنا يصر على أن يحول صموده إلى ملحمة في العمل الدؤوب لصنع الأمل والتغيير، فهو يبني ويواجه الموت والتدمير، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي كل مكان على أرض بلادنا.'

 وأضاف رئيس الوزراء خلال زيارته لبيت ساحور ببيت لحم اليوم الخميس، والتي التقى خلالها مواطني بيت ساحور، حيث هنأهم بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، بحضور محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ووزيرة السياحة رولا معايعة، ورئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك، وعدد من الشخصيات الاعتبارية.

وتابع: 'إنه لمن دواعي اعتزازي، أن أتواجد بين أهلنا في بيت ساحور، هذه البلدة العريقة، بلدة الرعاة، التي انطلقت منها، قبل أكثر من ألفي عام، البشارة الأولى بميلاد رسول المحبة والسلام، سيدنا عيسى عليه السلام.'

 وأضاف: 'نأتي اليوم إلى بيت ساحور ليس فقط في إطار جولة عادية، استمع فيها، ومن خلالكم، لاحتياجات شعبنا فيها، بل أيضا لأهنئكم وأهنئ كل المسيحيين، وكافة أبناء شعبنا في كل مكان، بإسمي وباسم الحكومة ونيابة عن الرئيس محمود عباس، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، فهذه الاحتفالات، هي مناسبة وطنية كبرى، ينتظرها أبناء شعبنا جميعا، بكافة فئاته وأطيافه، وتصنع من بلادنا عنوانا للأمل وإرادة الحياة، بل ونموذجا للتعايش والوحدة والتآخي.'

واستطرد الحمد الله: 'إن سعي شعبنا للخلاص التام من ظلم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية، والتحرر من جدرانه واستيطانه ومستوطنيه، من خلال البقاء والمقاومة الشعبية السلمية ومواصلة بناء دولتنا، إنما يحمل في جوهره ومضمونه، إصرارنا على إعمال القيم الإنسانية الأصيلة، في التسامح والأخوة والتعايش، التي جسدها رسول المحبة وحملها وكرسها شعبنا على مدار التاريخ.'

واستدرك الحمد الله: 'إن شعبنا مصر على مواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي يتعرض لها، فالحكومة الإسرائيلية، وهي تمارس التحريض والعقوبات الجماعية، وتطلق العنان لجيشها ومستوطنيها ليرتكبوا أعمال القتل والتنكيل، ويستبيحوا أرضنا ومقدساتنا، ويمنعوا المصلين، مسيحيين ومسلمين، من الوصول إليها وممارسة عباداتهم ومعتقداتهم الدينية في رحابها، ويأتي ذلك في وقت تحتجز فيه جثامين شهدائنا الأبرار، وتحول بلادنا إلى معازل وكنتونات يحاصرها جدار واستيطان يصادر أرضنا ومواردنا، ويخنق مقومات الحياة فيها. ويواجه أهلنا في القدس، أبشع مخططات التهجير والاقتلاع والمصادرة.'

 وأضاف: 'لقد آن الأوان كي يتحرك العالم أجمع، ويضع حدا لجرائم وانتهاكات إسرائيل، وينهي عقودا متصلة من الاحتلال والعدوان، فالهبة الشعبية التي نشهدها اليوم، هي رد حتمي لانعدام الأمل واستمرار الاحتلال والحصار.'

واختتم رئيس الوزراء: 'رسالتنا اليوم إلى العالم أجمع، أن في فلسطين، شعب يتحدى الحصار، ويبني دولته ومؤسساتها ويصنع غده ومستقبله. فقبل ساعات فقط، كنت في الخليل، لأفتتح مشروعا حيويا يعد أحد ركائز البنية التحتية لدولة فلسطين، وهو 'خط رئيسي مياه- دير شعار'، الذي يعد  شريان الحياة لمحافظة الخليل، وسنظل نبني ونعمل، ونحشد الرأي العام العالمي المناصر لقضية شعبنا، وسنحتفل قريبا بإذن الله، بدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها العاصمة الأبدية القدس الشرقية.'