قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن أبناء شعبنا يتعرض إلى هجمة جديدة من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في إطار عدوانهم المتواصل على حقوقه وأرضه ومقدساته المسيحية والإسلامية، الذي يستهدف بشكل رئيس الأطفال والشباب، حماة الحلم وجيل المستقبل.
وأضاف سيادته في كلمة له، لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان،  'إننا وإذ نُحيى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نعيد التأكيد على التزامنا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ونناشد الدول والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بأن تعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال والشباب، وضرورة مساءلة الاحتلال عن جرائمه، وأن تدعمنا في مسيرة الاستقلال وضمان كافة الحقوق الوطنية والفردية لأبناء الشعب الفلسطيني'.
وأكد الرئيس أن فلسطين ستبقى الاختبار الأهم للمنظومة الدولية، ويجب على الدول أجمع  الوفاء بالتزاماتها باحترام وضمان احترام القانون الدولي، وقطع أية روابط بين حكوماتها وهيئاتها وشركاتها مع الاستيطان ومنتجاته وقوات الاحتلال التي تقوم بحمايتهم، وربط العلاقات مع إسرائيل بشرط التزامها بالقانون الدولي وبمدى تحقيقها للسلام.
وأضح سيادته أن دولة فلسطين قررت إحياء هذا اليوم بشكل خاص في كل أنحاء مدارس الوطن، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الطفل الفلسطيني، والتأكيد على حقه، أسوة بأطفال العالم، في الحياة بحرية وكرامة فوق تراب وطنه.


وفيما يلي النص الحرفي لكلمة الرئيس
في ذات العام الذي تبنى فيه المجتمع الدولي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لضمان وصون الحريات والحقوق الأساسية، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، شهد شعبنا الفلسطيني نكبته وواجه مشروعا يهدف إلى استئصاله من أرضه وإنكار وجوده، وفي حين أكد هذا الإعلان أن الحقوق الواردة فيه يجب أن تُكفل لكل إنسان في كل بقعة على الأرض، كان الإنسان الفلسطيني يحرم من أبسط حقوقه الوطنية والفردية، وعلى رأسها الحق بالحياة والحرية.
وإذ نُحيى اليوم، الموافق 10 كانون الأول / ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يتعرض أبناء شعبنا الفلسطيني إلى هجمة جديدة من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في إطار عدوانهم المتواصل على حقوقه وأرضه ومقدساته المسيحية والإسلامية، والذي يستهدف بشكل رئيس الأطفال والشباب، حماة الحلم وجيل المستقبل.
لقد استشهد في العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في صيف 2014 ما يقارب الـ2200 فلسطيني، منهم أكثر من 500 طفل، ومنذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2015، استشهد 117 فلسطينياً حتى الآن، بما في ذلك 25 طفل، فضلا عن حملات الاعتقال والتعذيب التي يتعرض لها شعبنا، بما في ذلك الأطفال، حيث تم اعتقال أكثر من 10.000 طفل فلسطيني، منذ عام 2000 إلى الآن.
وفي هذا الصدد، قررت دولة فلسطين إحياء هذا اليوم بشكل خاص في كل أنحاء مدارس الوطن، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الطفل الفلسطيني، والتأكيد على حقه، أسوة بأطفال العالم، في الحياة بحرية وكرامة فوق تراب وطنه.
سيواصل شعبنا الفلسطيني الأبي نضاله من أجل تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة، وسيعمل، في الوقت ذاته، على تعزيز منظومة حقوق الإنسان وحماية الحريات وضمان المساواة وعدم التمييز كأساس لدولتنا المستقلة، كدولة لكل مواطنيها، ذكورا واناثا، باختلاف أديانهم ومعتقداتهم وآرائهم وظروفهم الاجتماعية، وترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والمجتمع التعددي الديمقراطي والكرامة الإنسانية.
لقد شكلت وحدتنا الوطنية والتكافل الاجتماعي التي تشكل الضامن والحامي لنسيجنا الوطني رغم التشريد والاحتلال وممارساته غير الشرعية من استعمار وحصار وجدار وحواجز.
لقد أكد إعلان الاستقلال عام 1988، على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وأكد كذلك على احترام وصيانة مبادئ حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا على النحو الذي نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وذلك لترسيخ مكتسبات شعبنا في إطار مسيرته النضالية المتواصلة، وتجسيدا للدولة الفلسطينية المستقلة، وتعبيرا عن سعيها المستمر لضمان حقوق وحريات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ووفاء لتضحيات شعبنا وتطلعاته، وإن حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب في الأمم المتحدة وانضمامها لاتفاقيات دولية، خاصة في مجال حقوق الإنسان، دون أية تحفظات، جاء تعزيزا للجهود والنضال الوطني نحو دولة تكفل لكل مواطن حقوقه، ويتولى فيها القانون صيانة وحماية حقوق الإنسان، وحيث نطالب بما تكفله لنا هذه الاتفاقيات من حقوق ونتعهد بالوفاء بالتزاماتنا تجاهها، من خلال مواءمة تشريعاتنا وسياساتنا مع هذه المبادئ والمواثيق الدولية.
في هذا اليوم نعيد التأكيد على التزامنا بالإعلان العالمي لحقوق الانسان، ونناشد الدول والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بأن تعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال والشباب، وضرورة مساءلة الاحتلال عن جرائمه، وأن تدعمنا في مسيرة الاستقلال وضمان كافة الحقوق الوطنية والفردية لأبناء الشعب الفلسطيني، وسوف تبقى فلسطين الاختبار الأهم للمنظومة الدولية، ويجب على الدول أجمع الوفاء بالتزاماتها باحترام وضمان احترام القانون الدولي، وقطع أية روابط بين حكوماتها وهيئاتها وشركاتها مع الاستيطان ومنتجاته وقوات الاحتلال التي تقوم بحمايتهم، وربط العلاقات مع إسرائيل بشرط التزامها بالقانون الدولي وبمدى تحقيقها للسلام.
وإذ نخاطب أبناء شعب فلسطين في كافة أنحاء الوطن والشتات، في المخيمات والمدن والقرى، لإحياء هذا اليوم العالمي لحقوق الانسان وللتأكيد على الحقوق التي يكفلها لهم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهم ما زالوا محرومين منها، نقول للعالم إننا طلاب حياة وكرامة وحرية وسلام، ويتوجب على العالم أن يستجيب لنداء شباب فلسطين، نداء الأمل والإرادة والصمود الذي سيهزم الاضطهاد والاحتلال وينتصر للحق والحرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته