قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله 'إن الحكومة الإسرائيلية، تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم اليومية، والعالم مطالب اليوم، وهو يحارب الإرهاب، بوضع حد لجرائم الاحتلال، ولاستهتار إسرائيل بالقانون الدولي وبمبادئ حقوق الإنسان، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا من جبروت الاحتلال، فلا يمكن أن نقبل أبدا باستمرار منطق القوة الغاشمة.'
وأضاف 'في الوقت الذي تطلق فيه الحكومة الإسرائيلية العنان لجيشها ومستوطنيها ليمارسوا الجرائم والإعدامات الميدانية، ويعتدوا على أبناء شعبنا العزل ومقدساته وممتلكاته، وفي ظل استمرار هذا العدوان، تتضاعف فينا المسؤولية الوطنية لانتشال شعبنا من الفقر والبطالة وانعدام الأمل وضيق الأفق، وتعزيز صموده ليس سياسيا فقط، بل واقتصاديا واجتماعيا أيضا.'
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات أسبوع فلسطين للريادة والتشغيل، اليوم الاثنين، في جامعة بيرزيت، بحضور وزير العمل مأمون أبو شهلا، ورئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف ابو حجلة، ورئيس مؤسسة 'فلسطين لأجل عهد جديد' زاهي خوري، ورئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة، ورئيس التعاون البلجيكي السيدة فلورانس ديفيوسارت، ورئيس اللجنة الوطنية لأسبوع فلسطين للريادة والتشغيل سامر سلامة، وعدد من الشخصيات الاعتبارية والرسمية.
ونقل الحمد الله تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، وتقديره الكبير لكل القائمين على هذا الحدث السنوي المميز والمشاركين فيه، منوها إلى أن أسبوع فلسطين للريادة والتشغيل، بات حاضنة وطنية هامة لعرض الأفكار والأعمال والمبادرات الريادية، والمساهمة في تحويلها إلى مشاريع قائمة منتجة وفاعلة بل ومستدامة أيضا، لا سيما أن فعالياته تعقد تزامنا ولأول مرة في قطاع غزة.
وأضاف رئيس الوزراء: 'لقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، وبدم بارد، الشابين أحمد أبو العيش وليث مناصرة، واختطفت مصابا من سيارة الإسعاف، وهدمت منزل الأسير محمــد أبو شاهين خلال اقتحامِها مخيم قلنديا بقوة عسكرية مدججة بالسلاح'.
وتابع رئيس الوزراء: 'نجتمع هذا العام في رحاب جامعة بيرزيت، التي يرتبط اسمها ليس فقط بالعلم والفكر والتحصيل الأكاديمي الغني، بل وبالإبداع والتميز والابتكار، لنطلق معا أنشطة وفعاليات أسبوع فلسطين للريادة والتشغيل التي تمتد في كافة محافظات الوطن، وتظهر ضرورة تفاعل مؤسساتنا الوطنية، الحكومية والأهلية والخاصة، لضخ الريادية ودعم الرياديين الشباب وتشجيعهم، ولخلق المزيد من فرص العمل، والتصدي لظاهرة البطالة التي تتفشى بين أبناء شعبنا، خاصة خريجيه وشبابه ونسائه.'
وأشار الحمد الله إلى أن قسما كبيرا من عمل الحكومة يتركز على زيادة فرص العمل، وخلق بيئة محفزة مشجعة للعمل الريادي وتجنيد الدعم والتمويل اللازم له وتوحيد مرجعياته، من خلال تدخلات وطنية أساسية من جميع المؤسسات وعلى أكثر من صعيد، لترسيخ مفهوم وثقافة الريادية وتأصيلها لدى الطلبة والشباب، ودمجها في البرامج والمناهج التعليمية الأكاديمية والمهنية.
وتابع الحمد الله: 'رسخنا أيضا شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لزيادة برامج التشغيل وتوسيع القائم منها، ودعم المبادرات الريادية وتطويرها لتكون قادرة على المنافسة محليا وإقليميا. هذا بالإضافة إلى دعم التعاونيات الإنتاجية وتطوير السياسات التي تشجع على تنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأدعو في هذا السياق، مؤسسات الإقراض إلى تسهيل الدعم المالي المقدم للمبادرات والمشاريع الريادية التي تتجاوب مع احتياجات المجتمع الفلسطيني.'
وأوضح الحمد الله: 'إن مشكلة البطالة 'بنيوية مزمنة' ترتبط بطبيعة وبنية الاقتصاد الوطني المحاصر والمهدد، كون إسرائيل تصادر حق الفلسطينيين في التنمية والبناء في حوالي 64% من مساحة الضفة الغربية وهي المناطق المسماة (ج)، وتمعن في فرض القيود على حركة البضائع والأشخاص، وتقطع أوصال المدن والقرى والبلدات، وتستمر في حصارها الظالم المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أعوام، وتعزل القدس وأحيائها وتحاول فصلها عن محيطها الفلسطيني وتغيير طابعها وتاريخها، وتستمر بحصارها عن طريق الجدار والاستيطان، الذي يصادر الأرض والموارد الطبيعية الفلسطينية، وهي بهذا كله، تخنق الاقتصاد الفلسطيني، وتصادر فرص تقدمه بتحويله إلى اقتصاد هش وتابع.'
وأكد الحمد الله إن مأسسة وحوكمة العمل الريادي، وخلق بيئة تشريعية محفزة له، رغم كافة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ضد شعب فلسطين وحقوقه المشروعة، تحتل أولوية هامة، وهي تتطلب تأسيس هيئة تتمتع بصلاحيات مالية واسعة، وقدرة على تمويل المشاريع الريادية والتشغيل الذاتي بفعالية وكفاءة، داعيا جميع المشاركين في فعالية 'ورشة العمل الوطنية'، ليس فقط بلورة توصيات ونتائج، بل صياغة ورقة سياساتية، تمكن الحكومة من البناء عليها وتطويرها لترسيخ وإنجاح وتنظيم بيئة العمل الريادي ومضاعفة فرص التشغيل في فلسطين.
وقدم رئيس الوزراء الشكر لوزارة العمل، واللجنة الوطنية لأسبوع فلسطين للريادة والتشغيل، ومؤسسة فلسطين لأجل عهد جديد، وكافة المؤسسات الداعمة، على حرصهم على عقد هذا الحدث، واحتضان الريادة والرياديين وتحفيزهم، متمنيا لرياديي فلسطين كل التوفيق في مشاريعهم، متمنيا أن تتكلل فعاليات أسبوع الريادة والتشغيل بالنجاح.
وقال وزير العمل، مأمون أبو شهلا، نستذكر ونحن نفتتح معكم اسبوع فلسطين للريادة والتشغيل بالتزامن مع ذكرى الرمز والاستقلال، واننا نعمل بجد من أجل النهوض بواقع يحتاج الى تدخلات جسيمة اكبر من الامكانيات المتوفرة لدينا، حيث تمت صياغة البرنامج الاستراتيجي للتشغيل، كما تم تحقيق في الضمان الاجتماعي، ونسعى من أجل اجراءات جديدة تخص قانون العمل.
وأضاف، ان وزارة العمل وبالتعاون مع شركائها الاجتماعيين تسعى جاهدة الى ترسيخ مفهوم الريادة وتعزيزه في المجتمع الفلسطيني للحد من معدلات البطالة المرتفعة خاصة في صفوف الشباب، ومحاولة القضاء على حالة الفقر المستشرية في شعبنا، كما نحرص على دعم الافكار الريادية وابرازها وتحفيز الطاقات الشبابية ومساعدتهم في ترجمة الافكار الى مشاريع ريادية منتجة ومستدامة وعرضها على المستثمرين والشركات لاتاحة امكانية تبنيها وتطويرها لتطوير البنية الاقتصادية والاجتماعية في الوطن، وتنفيذ الرؤية الحكيمة التي تبناها رئيس الوزراء التي تسعى لتنمية ما لدينا من طاقات بشرية ثمينة من اجل تكون مصدر فخر للشعب الفلسطيني وعونا اقتصاديا للوطن، والابداع لا يوقفه الاحتلال وممارساته، وندعو الجميع في وزارات الحكومة وشركائنا في المجتمع لإنشاء مؤسسة حاضنة وداعمة مختصة تضم تحت مظلتها كافة الشركاء تعنى بالأفكار والمبادرات الشبابية وتعنى بالعمل الريادي في فلسطين وتوفر الموارد المالية في فلسطين.
وشكر أبو شهلا، التعاون البلجيكي والتعاون الالماني وصندوق التشغيل الفلسطيني الذي وفر 20 مليون يورو لهذه المشاريع، وبدأنا هذا الاسبوع ب7 مليون يورو وكان ذلك مساعدة من الحكومة الايطالية، ونتعهد أن نوفر في العامين القادمين 100 مليون دولار
بدوره رئيس جامعة بيرزيت، عبد اللطيف أبو حجلة، أكد أن جامعة بيرزيت نالت شرف اطلاق فعاليات هذا الاسبوع المهم طوال تاريخها ريادية في إنجازاتها الاكاديمية والمجتمعية السياسية والاقتصادية بما يلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني، ويشكل مصدر الهام يحتذى به في الابداع والتميز، ويكتسب هذا الاسبوع أهميه بالغة فهو ينظم للسنة الثالثة على التوالي في فلسطين التي تنضم لنحو 160 دولة على مستوى العالم تخصص اسبوعا لتسليط الضوء على مشاريع ريادية في شتى الحقول، من التغذية والتقنية، والصناعات التقليدية والابتكارات النوعية، وعالم الطب والهندسة الى السينما والفن، وقد جمع الضفة وغزة بفضل تكاثف الجهود جميعا.
وأضاف، كونت جامعة بيرزيت مناهجها الأكاديمية لتنمية احتياجات مجتمعنا الفلسطيني المتمثلة في تدريب الطلبة والخريجين وتمكينهم في اعداد خطط الاعمال واستضافة مساقات الاعمال وأنشأت مكتب للخريجين والخدمات المهنية الذي لعب دورا في مساعدة الطلبة والخريجين وتحديد المسارات الوظيفية وايجاد فرص العمل.
وقال الوكيل المساعد في وزارة العمل، سامر سلامه، استطعنا تحت رعاية رئيس الوزراء ووزير العمل من توحيد الوطن هذا اليوم، واطلاق اسبوع فلسطين للريادة والتشغيل، بهدف تسليط الضوء على قضية البطالة، واستخدام الريادي كأداة لمحاربة البطالة، ونقيم هذا الاسبوع في الجامعات لنكون مع الطلبة، حيث يعاني 52% من خريجي الجامعات والمؤسسات التعليمية من البطالة، نريد تعليم يوفر عملا لائقا وحياة كريمة لأبنائنا، ونشكر للشركاء والمانحين، ولكل الداعمين، تقود وزارة العمل هذا الاسبوع نتيجة الانسجام في قيادة الوزارة، التي تقدم كل يوم شيئا جديدا.
وقال عدنان سماره، إن اقامة فعاليات اسبوع فلسطين الثالث للريادة والتشغيل هو تجسيد للاستقلال الذي احتفلنا به امس، وهو ابداع في الصمود وتحدي العوائق، ومي في بناء الدولة، وأن شبابنا على قدر التحديات والمسؤوليات، بما يمتلكه من طموحات، منوها الى أن الرئيس عباس اصدر قبل ثلاثة أعوام قرارا بتشكيل المجلس الأعلى للإبداع والتميز، ليكون داعما للريادة والأفكار والابداع، حيث ساهم شعبنا في بناء العديد من دول الجوار وترك بصمته فيها، وجاء الدور لبناء دولتنا.
وشدد رئيس مؤسسة فلسطين لأجل عهد جديد، زاهي خوري، على أهمية الشراكة بين القطاع العام والخاص وفعاليتها، منوها الى وجود 40 شريك هذا العام لمؤسسة فلسطين لأجل عهد جديد، ونشاطات في القدس الشرقية والضفة وغزة، اضافة الى تأسيسها صندوق الابتكار للمشاريع الريادية في مراحلها الاولى، العام الماضي بقيمة 10 مليون دولار.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها