وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، رسالة إلى رئيس جمهورية هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز الذي زار مؤخرا دولة الاحتلال، مطالباً إياه بالتزام هندوراس باتفاقية جنيف الرابعة وضمان احترامها فيما يتعلق بحماية المدنيين في زمن الحرب.

وقال عريقات في بيان صدر عن مكتبه، مساء اليوم الأربعاء، إن الدولة التي تساعد دولة أخرى على ارتكاب الانتهاكات غير المشروعة دوليا تتحمل أيضا المسؤولية عن الانتهاكات.

وحذر من مغبة إضفاء الشرعية على الانتهاكات الإسرائيلية غير القانونية على الأرض، وأن الاعتراف الدبلوماسي بالوضع الذي خلقه الاحتلال بمحاولات ضم عاصمتنا، عبر زيارة هيرنانديز للقدس الشرقية المحتلة، هو انتهاك صارخ ومباشر لقواعد القانون الدولي، وجاءت رسالة عريقات على خلفية.

وتابع عريقات في رسالته: 'إنه من المقلق بالنسبة لنا بشكل خاص أنكم قررتم هذه الزيارة دون التنسيق مع السلطات المعنية في دولة فلسطين، ليس لأن بلدكم هو واحد من 137 بلد في العالم اعترف بدولة فلسطين فحسب، بل بسبب الجالية الفلسطينية الكبيرة التي تعيش في هندوراس، والتي نفخر في المساهمات الهائلة التي قدمتها لبلدكم في مجالات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فالفلسطينيون هم جزء من النسيج الاجتماعي لهندوراس'.

وأضاف: 'قبل زيارة كنيسة القيامة كنتم استمعتم إلى رسالة من المجتمع المسيحي الفلسطيني، والذي يعد أقدم مجتمع مسيحي في العالم، ومن خلال وثيقة كايروس أشار هذا المجتمع إلى الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، بما فيها القدس الشرقية'.

وأكد عريقات في رسالته أنه في الوقت الذي  يبحث في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي، ودول البريكس عن حل سياسي لإنهاء الاضطرابات المتأصلة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، قامت هندوراس بإعلان رسالة دعم علنية للحكومة الإسرائيلية وسياساتها الاستعمارية ونظام فصلها العنصري.

وأوضح أن فلسطين وشعبها لم يتوقعوا هذا التأييد العارم من أمريكا اللاتينية المعروفة بتقاليد احترامها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وقال إن محاولات إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، ضم القدس الشرقية المحتلة هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وقوانين وأعراف الحرب بشكل خاص، وإن الاحتلال والنظام المرتبط به تم البت فيه من قبل محكمة العدل الدولية، وتمت إدانته مرارا وتكرارا من قبل مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي'.  

وحذر عريقات هندوراس من خطورة دعمها للمشروع الاستعماري، قائلا: 'إن زيارتكم الأخيرة إلى القدس الشرقية المحتلة كان لها الأثر في محاولة إضفاء الشرعية على الوضع غير القانوني على الأرض، ويمكن أن يحرض ويساعد على تعزيز السياسات الإسرائيلية غير القانونية'.

وأضاف أن الإجراءات التي اتخذتها هندوراس ترقى إلى مثابة تواطؤ في الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، ووفقا للاتفاقات والأعراف الدولية فإن هذه الجرائم لا ترتكب ضد دولة فلسطين وشعبها فحسب بل ضد المجتمع الدولي بأسره'.

وأوضح أنه سيتم رفع هذه المسألة إلى شركائنا في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.