شدد الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس في الأردن الدكتور عبدالله كنعان، يوم الخميس، على أن المسجد الأقصى المبارك لا يقبل التقسيم وليس لليهود أي حق فيه على الإطلاق فهو ملك لنحو مليار و800 مليون مسلم في العالم وحدهم ولا ينازعهم ولا يشاركهم فيه أحد.

وقال كنعان في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط 'إن الدفاع عن الأقصى هو فرض عين على كل مسلم في هذا العالم، وإننا مستعدون لبذل الغالي والنفيس وتقديم التضحيات ومهما كان الثمن للدفاع عنه وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس'.

وشدد على أن المرابطة في الأقصى ودخول المسلمين فيه هو أمر لا يحدده الاحتلال على الإطلاق؛ لأن المسجد بكل مرافقه وبكل أبوابه ومداخله ومخارجه ملك خاص للمسلمين.

وأضاف: أن مسؤولية الأقصى تقع على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية في عمان، وإننا في اللجنة الملكية لشؤون القدس نرفض رفضًا قاطعًا لأية إجراءات أو قرارات إسرائيلية بشأن تحديد من يدخل ومن لا يدخل إلى الأقصى أو منع المرابطين والمرابطات من أهل العلم من البقاء فيه'.

وطالب قوات الاحتلال إلى الخروج من كل محيط الأقصى وأن توقف دخول المتطرفين والمستوطنين والأدعياء بوجود الهيكل المزعوم لأن ذلك لن يكون في مصلحة السلام ولا الأمن.

وأردف كنعان 'إذا أرادت سلطات الاحتلال نشوب حرب دينية وعدم استقرار وأمن المنطقة، فلتبقي على سياستها العدوانية التي يرفضها العالم ويستنكرها'، محذرًا من أنه إذا ما اشتعلت الحرب الدينية فلن تكون في صالح إسرائيل على الإطلاق ولن يشعر الإسرائيلي بالأمن إطلاقًا.

وتابع 'إذا أرادت إسرائيل أن تعيش بأمن وسلام - كما تدعي - فعليها احترام الشرعية الدولية والمعاهدات والاتفاقيات القائمة بينها وبين الأردن، فقد آن الأوان لحكامها أن يضعوا حدًا لدخول المتطرفين والمستوطنين إلى الأقصى وعدم التدخل إطلاقًا لتحديد الزمان والمكان الذي هو حق للمسلمين وحدهم'.

وقال كنعان 'إن حكام إسرائيل يعلمون جيدًا أن الأردن وملكه عبد الله الثاني أعلن مرارًا وتكرارًا أن الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر، وعليهم أن يفهموا أن كلمة (خط أحمر) تعني أنه لا تنازل إطلاقًا عن شبر واحد من المسجد المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات'.

ودعا أهالي القدس وفلسطين للدفاع عن الأقصى ولتأدية الصلاة فيه رغمًا عن كل الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال، مضيفا: 'لقد آن الأوان لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس أن تتخذ إجراءات تجبر إسرائيل وسلطات الاحتلال للكف عن محاولاتها المستمرة بفرض سيادتها على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ومحاولاتها لتقسيم الأقصى؛ لأنها ستؤدي إلى زعزعة الأمن والسلام الدوليين'.

وأضاف 'آن الأوان كذلك للدول الكبرى ولراعية السلام في المنطقة اتخاذ إجراءات فاعلة وفرض عقوبات على إسرائيل لرفضها تطبيق قرارات الشرعية الدولية واستهتارها بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة واليونسكو التي لا تعطي لها (إسرائيل) أي حق في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وغيرها، والتي تعتبر أن القدس أرضًا محتلة على إسرائيل الانسحاب منها وينطبق عليها ما ينطبق على بقية الأراضي العربية المحتلة'.

وقال 'أمام إسرائيل خياران إما الاعتراف بالمنظمات الدولية وقراراتها وهي التي أجمع عليها المجتمع الدولي لضبط العلاقات بين الدول ولتكون حكمًا عند الاختلاف بغية تحقيق الأمن والسلام، وإما شريعة الغاب والقوة التي تعتقد إسرائيل أنها هي السبيل لكي تستولي على الأرض الفلسطينية وعلى الإنسان الفلسطيني وعلى المقدسات، ويجب أن تعلم جيدًا أن شريعة الغاب مرفوضة رفضًا مطلقًا من المجتمع الدولي'.

وحيا كنعان الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وأعلنت رفضها لسياسة إسرائيل في الاستيطان وكل الإجراءات العنصرية ضد حقوق الإنسان الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة، داعيا كل الدول لتحذو حذو الحكومة السويدية التي أعلنت اعترافها الكامل بدولة فلسطين.

وأردف: 'آن الأوان لصدور قرار من مجلس الأمن لإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وتحديد زمن لإجلاء الاحتلال عن هذه الدولة التي اعترفت بها معظم دول العالم؛ خاصة وأن النتيجة ستكون لصالح المنطقة والأمن والسلم الدوليين'.