أكد نمر حمّاد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، أن قضية فلسطين كانت وما زالت وستبقى القضية الأولى والمركزية للأمة العربية.
وقال المستشار حمّاد للأسف، هناك أدوات فلسطينية تروّج وتحرض، على أن هناك تباعد أو خلافات أو برود في علاقات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية مع عدد من الدول العربية، بهدف خلق صورة سوداوية بأن لا أحد معنا، وأن لا خيارات لنا، لدفع المواطنين نحو اليأس وليس الأمل، لكن ذلك عكس الواقع والحقيقة.
وأشار حماد إلى أن كل فلسطيني يذكر باعتزاز وتقدير تضحيات أشقائنا العرب من أجل قضيتهم المركزية، إذ سقط على ثرى فلسطين ودفاعا عنها شهداء من مختلف الجنسيات العربية. كما أن الدول العربية ولسنوات طويلة، فرضت مقاطعة اقتصادية على إسرائيل، وأثّرت على عدد كبير من دول العالم للالتزام بكثير من شروط هذه المقاطعة.
وأكد أن الرئيس حريص كل الحرص على التراث النضالي لشعبنا وانتمائه لأمته العربية، التي هي حاضنتنا، وهو يقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية كافة، ويحرص على التشاور معها وخاصة من خلال لجنة مبادرة السلام العربية، وهو ما تقوم به القيادة الفلسطينية الآن في توجهها نحو الأمم المتحدة، والمشاريع التي تطرح، ومن بينها المشروع الفرنسي.
وأشار إلى أن الرئيس يؤكد في كل مناسبة على حسن علاقاتنا مع أشقائنا العرب، والتعبير عن الشكر لما قدموه ويقدمونه لشعبنا وقضيتنا، وهو لا يقارَن بأي دعم أو تأييد أتى أو يأتي من أطراف إقليمية أو دولية.
وقال حماد: 'هناك فرق بين التزام متواصل ودائم، وبين مواقف كانت لسنوات طويلة بين مدّ وجزر في التعاطي مع قضية الصراع مع إسرائيل'.
وأضاف أن مبادرة السلام العربية التي انطلقت بداية من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ما زالت تضع إسرائيل والمدافعين عنها في موقف محرج، إذ لا يجدون في رفض إسرائيل لهذه المبادرة سوى رفض السلام.
وقال حماد: منذ بدء الصراع، كانت فلسطين القضية المركزية للعرب، مشيرا إلى أنه في اللقاء التاريخي الذي عقد خلال الحرب العالمية الثانية بين الرئيس الأميركي آنذاك فرانكلين روزفلت، ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، كانت فلسطين على رأس جدول أعمال اللقاء.
وأضاف أن روزفلت ووزير خارجيته لم يكونا متحمسين أبدا لفكرة تقسيم فلسطين، بل كانا مع دولة ثنائية القومية، لكن التغيير في الموقف الأميركي حصل بعد موت روزفلت المفاجئ ومجيء نائبه هاري ترومان.
وشدد المستشار حماد على أن إسرائيل تشنّ حملة تحريض على الرئيس محمود عباس، للتغطية على جرائمها في الاستيطان وتهويد القدس، حيث تدّعي أن الرئيس عباس ليس رجل سلام، وهو أخطر قائد فلسطيني على إسرائيل في تاريخ الصراع، ويقود حملة إرهاب دبلوماسي لنزع الشرعية عن إسرائيل في المحافل الدولية، كما يقوم بخطوات أحادية بعيدا عن الاتفاقيات مع إسرائيل، من خلال الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، وخاصة محكمة الجنايات الدولية.
وقال: بإمكان المواطن الفلسطيني، وأيضا الفصائل بمختلف أجنداتها وأفكارها، أن تكون مدركة لذلك، وأن تميز بين خلافات ثانوية ووجهات نظر متباينة، وبين الوقوع في مطب خطير لا يخدم في النهاية سوى المشاريع والمخططات الإسرائيلية التي أصبحت واضحة، وهي فصل قطاع غزة والقبول بأي كيان يمكن أن ينشأ، شرط أن يحقق المصالح الأمنية الإسرائيلية المتمثلة بهدنة طويلة الأمد، وقيود على تهريب وتصنيع السلاح، وفي المقابل تصعيد الهجمة على القدس وصولا إلى التقسيم الزماني ثم المكاني للمسجد الأقصى المبارك، وسنّ القوانين ضد الوجود الفلسطيني الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس، بهدف تهجير سكانها الفلسطينيين الأصليين وزيادة أعداد اليهود فيها.
وأشار المستشار السياسي إلى أن الوضع ما بين غزة والضفة الغربية يعطي ذريعة للحكومة الإسرائيلية للترويج لأمور يجب أن ندركها وأن نرتقي إلى مستوى مواجهتها، ومنها ادعاء إسرائيل أمام الجهات الدولية بأنها لا تعرف مع من تتفاوض: مع غزة أم مع الضفة، إضافة إلى ادّعائها أن القضية الفلسطينية لم تعد عامل خطر أو توتر في المنطقة، وإنما تنظيم 'داعش' والمجموعات الإرهابية الأخرى، والحروب الأهلية في عدد من الدول العربية، بهدف تهميش القضية الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها