يوماً بعد يوم يكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن وجهه ومواقفه الحقيقية، حيث تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أخبار تكليف نتنياهو لعدد من المقربين منه، ذوي المواقف اليمنية المتطرفة بشغل مناصب سفراء لإسرائيل في عدد من العواصم والهيئات الأممية الهامة. واللافت في هذه التعيينات أن القاسم المشترك بين هؤلاء السفراء هو رفضهم الصريح والواضح لحل الدولتين، وللحقوق الفلسطينية، ودعمهم العلني للإستيطان وعصابات المستوطنين المتطرفين، وكذلك لمخططات تهويد القدس والسيطرة على المقدسات المسيحية والإسلامية. فمن هؤلاء من دعا إلى تهويد الحرم القدسي الشريف ووصف إقتحامات الجيش لباحات الحرم بـ (الإنتصار التاريخي)  كـ "داني دانون "، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة. المعروف برفضه المطلق لحل الدولتين وإقامة دولة للشعب الفلسطيني. ومنهم أيضاً من يرى بأن حل الدولتين (لم يعد قائماً)  داعياً إلى : ( إدارة آمنة للصراع تقوم على تشديد القبضة الإسرائيلية على مناطق الضفة ومنع أي حلول بشأن القدس )، كــ "داني ديان"، الذي إختاره نتنياهو سفيراً في البرازيل. ويعتبر ديان نفسه " وزير خارجية المستوطنين"، حيث شغل في السابق منصب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة.
أما بالنسبة للساحة الأوروبية فوقع إختيار نتنياهو لشغل منصب السفير في ايطاليا على " فيامة نيرنشتاين "، صحافية وكاتبة وناشطة في مكافحة وملاحقة المنظمات الحقوقية المتعاطفة مع الفلسطينيين سواء الإسرائيلية أو الأوروبية، وتعمل إلى جانب مجموعة من "زملائها" أصحاب المواقف المتطابقة مع مواقفها على محاربة الدعوات التي تطلق في العالم، وتحديداً في الساحة الأوروبية لمقاطعة منتوجات المستوطنات، وهي تسكن في مستوطنة " جيلو " المقامة على أرض فلسطينية محتلة جنوب القدس، وهي أيضاً معروفة بولائها غير المحدود للإستيطان. 
وتظهر هذه التعيينات والترشيحات حقيقة مواقف الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها نتنياهو تجاه القضية الفلسطينية، وتوضح طبيعة وشكل ومضمون فريق العمل المحيط بنتنياهو لتنفيذ توجهاته، وبغض النظر عن أهداف نتنياهو الفعلية من وراء هذه التعيينات، فإنها تشير إلى وجهة بوصلة العمل السياسي والدبلوماسي القادم للحكومة الإسرائيلية الذي يقوم على رفض حل الدولتين، والهروب من استحقاقات عملية السلام والمفاوضات، والإمعان في توفير كل أشكال الدعم للإستيطان وعصابات المستوطنين المتطرفة، والتركيز على محاولة وإحباط النجاحات والبرامج الفلسطينية على المستوى الدولي سواء الثنائي أو المتعدد.
تطالب الوزارة الدول كافة بالإلتفات والإهتمام بهذا الموضوع الذي يعكس حقيقة عدم وجود شريك إسرائيلي لتحقيق السلام العادل والشامل، ووصول أصحاب المواقف المتطرفة العنصرية إلى قمة الهرم الدبلوماسي الإسرائيلي، خاصةً المعروفين بدعمهم وولائهم للإستيطان والمستوطنين.