تعيش القضية الوطنية الفلسطينية برمتها ظروفًا غاية في الصعوبة، جرّاء ازدياد الهجمة الشرسة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها اسرائيل والهادفة للنيل من المشروع الوطني الفلسطيني وانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين بما يخدم مصالح العدو الصهيوني والاستيطاني العنصري البغيض، بعدما فشل في اجهاض الاعتراف والتأييد الدولي والمنجزات التي حققها شعبنا الفلسطيني في المحافل الدولية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، لتستمر محاولاته للنيل من قضية اللاجئين الفلسطينيين بشتى الطرق والاساليب والتي كان آخرها تقليصات وكالة الاونروا لخدماتها على كافة الصعد بعدما تبلور الحصار المالي الخانق الذي مارسه المجتمع الدولي على وكالة الاونروا والهادف لدفعها لإتخاذ اجرءات تقليصية تشمل مجالات عدة واهمها التعليم والتوظيف والصحة وبرامج الاغاثة والطوارئ وهذا مما سيحرم اكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني من الاستفادة من خدمات الاونروا في الاقطار الخمسة، من ما سينذر بنكبة ثانية وكارثة انسانية بحق ابناء شعبنا الفلسطيني اللاجئ.

من جديد تمتد يد الغدر والعدوان وبأساليب جديدة لتطال الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهذه المرة من قبل وكالة غوث الاونروا التي وجهت سهامها الحاقدة والمسمومة للحاضنة ولرافعة راية النضال الوطني الفلسطيني واتهمتها بتجاهل الظروف الصعبة والازمات المستفحلة التي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم، وبكل وقاحة اصدرت وكالة غوث الاونروا بيانها المشبوه لتتهم وبشكل مباشر فيه القياده الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والسطلة الوطنية وكافة مؤسسات الشعب الفلسطيني بالتهاون وعدم الاكتراث مع الازمة التي تعيشها الاونروا جراء العجز المالي والضعوط التي تمارس عليها من جانب المانحين والمجتمع الدولي والنتائج السلبية والاعباء الكارثية التي ستقع على عاتق وكاهل اللاجئين والنازحين الفلسطينيين على كافة الصعد.

من هذا المنطلق نأكد ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والاسلامي الفلسطيني واللجان والاتحادات الشعبية الفلسطينية ومنذ اللحظات الاولى لإعلان المفوض العام للاونروا عن خطته التقشفية التي ستتخذها وكالته لتشمل كافة الخدمات جراء العجز المالي التي تعيشها الاونروا بسبب عدم ايفاء الدول المانحة بالتزاماتها المادية للوكالة، قد اعلنت موقفً واضحًا بتمسك القيادة والشعب الفلسطيني بوكالة الاونروا بإعتبارها الشاهد الحي على النكبة التي احلت بالشعب الفلسطيني إلى حين ان يتوفر مناخ العوده إلى فلسطين وفقًا للقرار الدول 194.

إن محاولات التشويه والعداء لمنظمة التحرير الفلسطينية وتشويه صورتها تهدف لضرب مصداقيتها والنيل من صمود وعزيمة وارادة الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين الفلسطينيين، إن منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية لن تذخر جهدًا على كافة المستويات الدولية والاقليمية الا وسعت من اجل دعم مطالب وكالة الاونروا بالحصول على مساعدات طارئة وعاجلة بما يمكن الوكالة من الاستمرار بتقديم وتحسين خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

نعتقد جازمين وكما اشرنا في مواقفنا السابقة وعبر بياناتنا المتتالية في اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان بأن هذه الازمة المفتعلة التي تضرب وكالة غوث الاونروا هي نتاج لسياسات دولية تقف وراءها الولايات المتحدة الامريكية والعدو الصهيوني بهدف شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم  التي هُجِّروا منها العام 1948 وفقًا للقرار الدولي 194.

لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان 14\7\2015