شارك آلاف المواطنين في محافظتي الخليل وطولكرم أمس بتششيع جثامين 3 شهداء، فيما صعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على الأسرى.
ففي الخليل انهمرت الدموع من عينَي حمزة ومأمون نجلي الشهيد ميسرة أبو حمدية وهما يودعانه بالقاء النظرة الأخيرة عليه بعد حرمان أكثر من 11 عاما من مشاهدته داخل سجون الاحتلال، متمالكين أعصابهما مع باقي أقرباء الشهيد وذويه ومحبيه وممن سار كتفهم مع كتفه في رحلة نضال طويلة داخل الوطن وخارجه وفي سجون الاحتلال، عندما قبلوه في الجبين طابعين "وسام شرف واعتزاز"، بينما هو مسجى لا يملك سوى ابتسامة اتضحت على محياه وكأنه يودع محبيه بلقاء الجنة، تاركا وراءه رسالة فخر واعتزاز بالوطن.
وخيم الحزن على مشهد جنازة الشهيد أبوحمدية (64 عاما) بعد معاناة مريرة مع المرض تعمدت سلطات الاحتلال مفاقمته باهمال العلاج وتركته وحيدا يصارع للحفاظ على بسمته الممزوجة بالاعياء. وعبر المشاركون في الجنازة عن قلقهم ازاء الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام في ظل لامبالاة الاحتلال بأوضاعهم الصحية وظروفهم الاعتقالية. وشارك عناصر من كتائب شهداء الأقصى في التشييع.
واندلعت مواجهات في المدينة أثناء وعقب التشييع أدت الى اصابة 21 مواطنا بجروح.
وفي طولكرم شارك آلاف المواطنين في تشييع جثماني الشهيدين عامر ابراهيم نصار (17 عاما) وناجي عبد السلام بلبيسي (20 عاما) في مسقط رأسيهما ببلدة عنبتا بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ممثلا عن الرئيس محمود عباس.
وأكد شهود عيان لـ"الحياة الجديدة" أن جنود الاحتلال استخدموا القوة القاتلة ضد عدد من الفتيان لم يتجاوز عددهم العشرة كانوا متجهين لحاجز عناب أمس الأول للتعبير عن سخطهم لاستشهاد الأسير أبو حمدية.
وقال أحد الشبان المصابين الذي نجا من الموت انهم اعتادوا في هذه الأوقات على مقارعة جنود الاحتلال الذين كانوا يردون بإطلاق قنابل الغاز باتجاههم الا انهم تفاجأوا هذه المرة بعدة رصاصات اطلقت باتجاههم من أعلى البرج العسكري ليسقطوا الواحد تلو الآخر رغم عدم وجود مواجهات تذكر. وأضاف انه رغم فرارهم من المكان الا ان الرصاصات كانت أسرع منهم.
وكانت مصادر فلسطينية أعلنت الليلة قبل الماضية عن استشهاد عامر نصار، بينما تم العثور أمس على جثة قريبه ناجي بلبيسي (19 عاما) في موقع المواجهات وهو مصاب برصاصة في الرأس.
وأكد أمين عام الرئاسة أن التضحيات لن تزيد شعبنا إلا تصميما وعزما وإيمانا بالتمسك بحقوقه الوطنية العادلة، ولن يتراجع أو يستسلم أو يفرط بذرة تراب. وقال إن الشهيدين "قتلا بدم بارد، وعن عمد وسابق إصرار، وكل ما يطرحه الجيش الإسرائيلي من مبررات لا أساس له من الصحة، ولم يكن بيدهم سلاح ولم يستخدما غير الحجارة".
واندلعت مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال في مناطق متفرقة بالضفة أمس.
وحذرت الرئاسة، من العواقب الوخيمة للتصعيد الإسرائيلي المتواصل، وأكدت ان الرئيس يجري اتصالات حثيثة ومتواصلة مع كل الأطرف الإقليمية والدولية لشرح مخاطر هذا التصعيد على أمن واستقرار المنطقة وعلى الجهود الأميركية تحديدا التي تستهدف إحياء عملية السلام.
وأدان رئيس الوزراء د. سلام فياض، إقدام قوات الاحتلال على إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين سلميا (.,.) ما أدى إلى استشهاد الشابين عامر نصار وناجي بلبيسي.
وقال نادي الأسير إن قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت، مساء أمس، قسم 10 في سجن "ايشل". وأضاف أن قوة خاصة تقدر بـ 200 شرطي اقتحمت القسم واعتدت على الأسرى.
وكشفت الصحفية الاسرائيلية عميرة هاس في صحيفة هآرتس، ان جهاز الأمن العام في اسرائيل "الشاباك" ما زال يستخدم اساليب تحقيق مع المعتقلين الفسطينيين كانت المحكمة العليا الاسرائيلية حظرتها منذ عام 1999. واضافت ان الكشف عن ذلك تبين من الالتماس الذي تقدّم به أحد المعتقلين امام المحكمة العليا، نتيجة اصابته بأضرار جسدية ونفسية، بسبب التحقيق الذي تم معه في شهر آب عام 2011، بعد ان تم منعه من النوم لفترات طويلة، وشبحه، وإجباره على النوم وهو في وضع القرفصاء.
واستعرض المحامي حبيب لبيب، محامي الملتمس، أمام المحكمة الأساليب التي تم استخدامها من قبل افراد "الشاباك".
وقالت هاس: ان النيابة العسكرية الاسرائيلية، أقرت ايضا انه تم استخدام "اساليب خاصة" في التحقيق مع المعتقل، كتقييد يديه للخلف، وإجباره على الوقوف لساعات طويلة، ويداه مرفوعتان فوق رأسه.
وكانت المحكمة العليا استجابت عام 1999 لإلتماس تقدّمت به اللجنة الشعبية ضد التعذيب، حيث قررت وقف العمل بالتعذيب من قبل جهاز "الشاباك"، والتوقف عن استخدام الأساليب غير القانونية ضد المعتقلين.