كرمت حكومة جمهورية جنوب إفريقيا، سفير دولة فلسطين عبد الحفيظ نوفل، بمناسبه انتهاء مهامه الدبلوماسية لديها، في حفل وداع خاص، أقامته وزارة العلاقات الدولية والتعاون، في مقر الوزارة مساء الإثنين.

وحضرت الحفل، نائبة الوزيرة نومينديا مفيكيتو، والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى بريتوريا، وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية، بالإضافة إلى كادر الوزارة والسفارة الفلسطينية لدى بريتوريا.

وثمنت مفيكيتو الجهود الدبلوماسية والسياسية التي بذلها السفير نوفل خلال العامين الماضيين، في 'تعزيز وتطوير العلاقات الفلسطينية الجنوب إفريقية'. وأشادت بحرصه على توقيع عدد من الإتفاقيات الثنائية بين البلدين الصديقين، أبرزها تأسيس اللجنة المشتركة، وتوقيع إتفاقية التشاور السياسي، بالإضافة إلى الإتفاقية التعليمية، وإتفاقية الحكم المحلي.

وأضافت 'لقد كان السفير نوفل عنوانا دبلوماسيا مميزا، لتمثيل القضية والشعب الفلسطيني في جنوب إفريقيا، التي ترتبط مع بفلسطين بعلاقات تاريخية منذ فترة النضال ضد نظام الفصل العنصري البائد في البلاد'. وجددت ثقتها في أن 'السفير نوفل سيحقق نجاحا مماثلا في محطته الدبلوماسية القادمة، سفيرا لبلاده لدى جمهورية روسيا الإتحادية وتمنت له التوفيق في ذلك'.

من جانبه، عبر نوفل عن اعتزازه الشخصي بتجربته 'بتمثيل فلسطين في بلد يتمتع بكل هذا القدر من الفرادة النضالية والتاريخية والتضامنية'. وقدم خالص الشكر لجمهورية جنوب إفريقيا، قيادة وحكومة وشعبا، 'على كل الدعم الذي تلقاه مع فريقه الدبلوماسي، من أجل تسهيل مهمته خلال العامين الماضيين'.

وقال إن 'الرئيس محمود عباس يولي أهمية استثنائية لجمهورية جنوب إفريقيا، ويقدر دورها كدولة صديقة ووازنة في الماضي والحاضر والمستقبل... ونرجو جميعا أن تكون تجربتها التاريخية في محاربة الفصل العنصري، درسا وموعظة لإسرائيل بأن احتلالها الغاشم لأراضينا الفلسطينية المحتلة، سينتهي بحتمية الأجيال عاجلا أم آجلا'.

وعبر عميد السلك الدبلوماسي العربي، سفير دولة الكويت، حسن بدر العقاب، عن تقديره للدور الذي لعبه نوفل في تعزيز العمل العربي المشترك في جنوب إفريقيا، مستذكرا أهمية القمة العربية الإفريقية التي استضافتها دولة الكويت في نهاية عام 2013م، 'والتي أعلن خلالها سيادة الرئيس محمود عباس سنة 2014م، عام فلسطين في إفريقيا، وهو ما بذلت فيه البعثة الدبلوماسية الفلسطينية لدى بريتوريا جهدا مميزا وفاعلا'.

وعبر رئيس إدارة الشرق الأوسط في وزارة العلاقات الدولية والتعاون، السفير كوزبيرت تيمبا رابوشي، عن شكره للجهود التي قام بها السفير عبد الحفيظ نوفل 'في تعزيز العلاقات الثنائية، بين البلدين الصديقين، وتجلى ذلك في التعاون الفعال، لاستضافة جنوب إفريقيا أول مؤتمر لسفراء دولة فلسطين في القارة الإفريقية، وكذلك في الزيارات المتبادلة، والتي توجت بزيارة الرئيس عباس إلى جنوب إفريقيا، ثلاث مرات خلال عام ونصف، منها زيارة دولة رسمية، وتعيين مبعوثين باسم الرئيس جاكوب زوما إلى فلسطين والشرق الأوسط'.

وعلى صعيد متصل، قال منسق حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها في جنوب إفريقيا   BDS، محمد ديساي، إن سفارة دولة فلسطين، سفيرا وكادرا، 'تعتبر شريكا للحركة التضامنية مع الشعب الفلسطيني في جنوب إفريقيا، وهو المفهوم الذي عززه وأكده السفير نوفل، من خلال مشاركته والكادر الدبلوماسي، في كافة الفعاليات التضامنية التي شهدتها جنوب إفريقيا، سيما خلال وما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م'.

وأردف 'لقد وضعنا سويا، مقاربات متطورة في توضيح العلاقة بين نظام الفصل العنصري البائد في جنوب إفريقيا، والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، سلوكا وشبها، وهو ما يسهل من مهمة إقناع أي مواطن مطلع على جزء من السياسة، في أي مكان في العالم، لفهم طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في ضوء نجاح تجربتنا التحررية في جنوب إفريقيا'.

وكان السفراء العرب والأجانب قد أقاموا بشكل فردي وجماعي، احتفالات وداعية للسفير نوفل خلال الشهر الماضي، بالإضافة إلى عدد من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في جنوب إفريقيا، وممثلين عن لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وكذلك شخصيات حكومية وحزبية وإعلامية وآخرين.