قال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس ان من يريد المشاركة في حكومة فلسطينية تسعى لانجاز حقوق شعبنا بالوسائل السياسية عليه الالتزام ببرنامج سياسي ينسجم مع الشرعية الدولية، مشيرا الى ان المطلوب الآن هو الحديث عن البرنامج السياسي وليس القضايا التي تم بحثها والاتفاق عليها بين حركتي فتح وحماس، وأضاف حماد في تصريح لـ"الحياة الجديدة" بشأن قرار القمة العربية عقد قمة مصغرة للمصالحة: الرئيس محمود عباس رحب منذ الانقسام بكل جهد، وبكل مبادرة من عرب واصدقاء بهدف انهاء الانقسام، وعلى مدى السنوات الماضية عقدت عشرات الاجتماعات، ورعت مصر هذه المصالحة بتفويض عربي كامل، واستضافت المملكة العربية السعودية اجتماعا رعاه خادم الحرمين شخصيا، ادى الى ما عرف باسم (اتفاق مكة)، كما ان قطر رعت حوارا ادى الى ما عرف باسم (اتفاق الدوحة)، ولا شك في ان كل هذه اللقاءات والاجتماعات قد وضحت بشكل جلي مختلف المواقف، ونقاط الالتقاء، والتي على اساسها تم التوقيع في لقاء القاهرة الأخير على جدول زمني، يتضمن تحديث سجل الناخبين وبشكل خاص في قطاع غزة، تمهيدا لتحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وتشكيل حكومة برئاسة الرئيس محمود عباس من شخصيات مستقلة تشرف على الانتخابات، وتقود المرحلة الزمنية التي تمتد منذ الاعلان عن موعد الانتخابات الى انجازها (من ثلاثة الى ستة اشهر).
واضاف حماد »امام دعوة سمو امير قطر التي تبنتها القمة، بشأن عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة برعاية مصر ورحب بها الرئيس فوراً، وانطلاقا من التفاهمات السابقة، فان التساؤلات المشروعة الآن تتعلق بالرؤية السياسية الفلسطينية الموحدة، التي تتماشى مع قرارات الشرعية الدولية، وقرارات القمم العربية، ومواقف الدول العربية سواء من سترعى القمة المصغرة او من دعت اليها، خاصة وانه قد حدث انجاز تاريخي تمثل باعتراف الأمم المتحدة بأغلبية عظمى بفلسطين دولة بصفة مراقب على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا الانجاز فرض نفسه حتى على من عارضه في الأمم المتحدة، ونخص بالذكر الولايات المتحدة التي ظهر تعاطيها الواقعي بوجود الدولة خلال زيارة الرئيس اوباما، او المراسم التي استقبل بها، وهي ذات اهمية كبيرة، حيث عزف النشيدان الوطني الاميركي والفلسطيني، ووضع علم فلسطين الى جانب العلم الاميركي، واستعرض الرئيس اوباما حرس الشرف، وهذه المراسيم تحدث لأول مرة مع رئيس اميركي، وتعد مظهرا من مظاهر شرعية وجود الدولة«.
وقال حماد »المطلوب الآن، الحديث عن البرنامج السياسي، وليس القضايا التي تم بحثها والاتفاق عليها، حتى تدفع المصالحة قضيتنا الى الأمام، وننزع من يد اسرائيل أية ذرائع، ونعطي رسالة للمجتمع الدولي عن وحدة الموقف الفلسطيني، وحدة الصف، ووحدة الهدف«.
وأضاف: ليس من المصلحة الفلسطينية ان تصدر عن قيادات حركة حماس تصريحات مرة تقول انهم يوافقون على دولة في حدود عام 67، ومرة اخرى يقولون انهم يرفضون وجود دولة اسرائيل، فتتذرع بها الحكومة الاسرائيلية ومن يؤيدها في الولايات المتحدة وغيرها للقول انهم يريدون تدمير اسرائيل. والأمر نفسه ينطبق على موضوع المقاومة، فيعلنون موافقتهم على المقاومة الشعبية السلمية، ثم يقولون ان المطلوب مقاومة مسلحة، وان القيادة في رام الله تمنعهم من ممارستها بسبب التنسيق الأمني.
واكد حماد ان »توضيح الموقف السياسي في غاية الأهمية حتى لا تكون هناك لغتان. هم شاركوا في الانتخابات بموجب اتفاق اوسلو، ويكررون رفضهم لهذا الاتفاق«. واضاف »من يريد المشاركة في حكومة فلسطينية تسعى لانجاز حقوق الشعب الفلسطيني بالوسائل السياسية، عليه الالتزام ببرنامج سياسي ينسجم مع الشرعية الدولية«. واختتم حماد تصريحه بالقول »كل مواطن فلسطيني يحرص على شعبه وقضيته يتمنى انهاء الانقسام، وانجاز المصالحة في اسرع وقت ممكن بعيداً عن المصالح الفئوية«.