في الوقت الذي تشهد فيه مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان تحركات احتجاجية رافضة للقرارات والاجراءات التي اتخذتها وكالة الانروا في لبنان مؤخرا بتقليص خدماتها وتقديماتها تجاه الفلسطينيين في لبنان وخاصة وقف دفع بدل الايجار للنازحين من سورية وتخفيض المساعدة الاغاثية والذي يصيب بتداعياته المباشرة العائلات النازحة ويهدد كثيراً منها بالتشرد في الشارع، كان لافتا النشاط الذي نظمته الأونروا ممثلة بإحدى مدارسها «مرج بن عامر» في مخيم عين الحلوة وبالتعاون مع حركة السلام الدائم صباح الأربعاء تحت عنوان «انتهاكات حقوق الطفل اللفلسطيني« والذي شارك فيه نحو مئتي طفل فلسطيني من ابناء المخيمات ومن النازحين من مخيم اليرموك، ورفعت فيه شعارات تنادي بحق هؤلاء الأطفال في الرعاية الشاملة والأمن والصحة والتعليم والمسكن والعيش الكريم ضمن اسرته والحماية من التمييز!..

ورغم ان هذا النشاط كان مقررا قبل اتخاذ الأونروا لقراراتها التي يراها الفلسطينيون مجحفة ومتعارضة مع رسالة الأونروا والهدف من قيامها، الا ان تزامنه مع التحركات الرافضة لتلك القرارات وان لم يكن مرتبطا بها، شكل ما يشبه صرخة صادقة ومدوية من هؤلاء الأطفال ومن عقر دار الأونروا نفسها بأن لهم حقوقاً تنص عليها شرعة حقوق الطفل على المجتمع الدولي الذي تشكل الوكالة احدى منظماته ان يحترمها ويلبيها قبل ان يدعو الآخرين الى ذلك .

متشحين بالكوفية الفلسطينية ورافعين مجسمات ورقية لحمائم السلام وللعلم الفلسطيني الذي زين وجنات بعضهم وكلل جبين آخرين، انطلق الأطفال في مسيرتهم التي وصفها منظموها بأنها صامتة، حتى ان بعض المشاركين كموا افواههم تعبيرا عن صمت العالم حيال انتهاكات حقوق الطفل العربي عموما والفلسطيني خصوصا، لكنها بما عبروا عنه صمتا من اوجاع ومعاناة اهلهم في فلسطين واليرموك واحلام وتطلعات شعبهم في الحرية والعدالة والأرض والوطن، كانت اكثر دويا وبلاغة من اي كلام يمكن ان يقال.

«أين حقي بالحرية، متى تنعم عيوني بالأمن والأمان، لا للعنف ضد الاطفال، اعطونا الطفولة، لنا الحق في الحماية والرعاية والشاملة، اين حقي في الحرية، حقي في التعليم والاستشفاء، مخيمي سجن كبير.. احلم بالسلام..» وغيرها من اللافتات التي رفعت الى جانب رسومات اكثر تعبيرا وصور من واقع المعاناة والنزوح من اليرموك، جعلت تظاهرة اطفال عين الحلوة تبدو ثورة ربيع فلسطيني بوجه خريف عربي ودولي ..

المسيرة جابت الشارع الممتد من مدرسة مرج بن عامر وصولا الى مدرسة السموع في المخيم حيث القيت كلمات لبعض الأطفال والمشرفين . وقالت مديرة مدرسة مرج بن عامر نسرين ايوب: هذا النشاط ياتي برامج الاونروا للتدريب على برنامج البرلمان المدرسي لتنفيذ انشطة نوعية تهدف لرفع الصوت حول حقوق الطفل الفلسطيني الذي يعتبر انها مهدورة، ونهدف لتنمية الطفل لكي يعي حقوقه من ضمن اتفاقيات حقوق الانسان ويمتلك المهارة الملائمة للمطالبة بها ضمن الاساليب والانماط السلمية للمطالبة بحقوق الطفل.

وقالت الطالبة بتول ابو شقرا من مخيم اليرموك : لقد هجرنا من فلسطين عام 48 والهجرة الثانية عام 67 والهجرة الاخيرة عام 2011، وتوزعنا على بلدان تنظر الينا نظرة عداء .. المئات منا ماتوا في سفن الموت المهاجرة وما زلنا بعد ان ُرفضنا من قبل دول العالم .. ان من حقنا ان نعيش حياة كريمة من وان نعمل ونتعلم ونعيش أحرارا وان نعود لبيوتنا ووطننا الذي هجرنا منه. من حقنا الاقامة في الوطن العربي وان نشعر بالامن والامان من حقنا ان تطبق علينا حقوق الانسان..