تنفيذًا لدعـوة القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان للمشاركة الفاعلـة بالاعتصامات السلمية أمام مقرات الأونروا بكافـة مخيمات لبنان، تضامنًا مـع مطالب أهلنا المنكوبين في مخيم نهـر البارد، نظّـم الفلسطينيون في مخيم عين الحلـوة اعتصامًا سلميًا أمام مكتب مدير خدمات الأونروا بالمخيم يوم الجمعة 13\3\2015.

وشارك في الاعتصام ممثلو اللجان الشعبية والقوى الإسلامية وقوى التحالف الفلسطيني، ولجنة المهجّرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان وأعضاء من اللجان، وممثلو مؤسسات وهيئات المجتمع المحلي والشبابي، حيثُ رفعـوا شعـارات تطالب الأونروا والمجتمع الدولي والحكومة اللبنانية باعتبارها البلـد المضيف بتحمُّل مسؤولياتهم تجاه الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وبشكل خاص تجاه منكوبي مخيم نهـرالبارد.

البداية كانت بدعـوة عريف الاعتصام المسؤول الإعلامي للجنة الشعبية لفصائل منظمة التحرير سمير شريف المشاركين لقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ومن ثم نوّه بمعاناة اللاجئين أصحاب حـق العـودة عمومًا وأهالي مخيم نهرالبارد خصوصًا، وقـدّم الخطباء، وتناوب على الكلام كل من مسؤول اللجنة الشعبية لفصائل منظمة التحرير بالمخيم "حسين حمـدان"، والشيخ "ابو أسحاق" باسم القوى الإسلامية، وختاما تحدث باسم تحالف القوى الفلسطيني مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمنطقة صيدا "عمار حوران".

وعرض المتحدّثون للأوضاع المأساوية التي يعيشها منكوبو مخيم نهرالبارد، خاصة بعد أن أوقفت الأونروا تقديمات برنامج الطوارئ للإغاثة والإيواء والصحة من جهـة، ونـوّهـوا بالوقت ذاتـه لمعاناة النازحين الفلسطينيين من أهالي سوريا وخاصة بعـد أن أوقفت الأونـروا مساعدات الإيواء والإغاثة عما يُقدّر بسبعماية عائلة من المهجّرين، وطالبت بإعادة النظر بكلا الحالتين، وأكـّدوا على أنه لا يجـوز للأونروا تحميل اللاجئين مسؤولية شح التمويل، فأوضاعهم كانت سيئة حتى قبل وقـف التقديمات، واختتـم الاعتصام بقيام أمين سـر اللجان الشعبيه لفصائل منظمة التحرير في منطقة صيدا "عبد الرحمن ابـو صـلاح" بتسليم مدير المخيم السيد "فادي الصالح" مذكرة موجهة  للقائم بأعمال المدير العام للأونروا في لبنان السيدة "هيلي أرسيكيزا".

 وجاء فيها :

السيدة هيلي القائم بأعمال المدير العام للأونروا في لبنان  المحترمة انطلاقًا من الدور التي تقوم به الاونروا منذ تأسيسها بتحمُّل مسؤولياتها كاملة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان وكافة الاقاليم التي يتواجدون فيها وتقديم الرعاية والخدمات العامة لهم، ومن مبدأ الالتزام المطلق بالقرارات المتعلقة بالاتفاقيات الدولية التي تنص على تقديم الرعاية والحماية والايواء وكل مستلزمات مقومات الحياة للاجئين والنازحين بشكل عام وذلك اثناء الحروب والكوارث الطبيعية، واننا ندرك تمامًا ان سياسة اللامبالاة التي تنتهجها الاونروا بالتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية والاقاليم الاخرى انما هي نتيجة انعكاس لسياسات ذات صلات بالقضية الفلسطينية عموما وقضية اللاجئين خصوصا، ومن هنا نشير الى ان ما تتعرض له مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، وانما يندرج في سياق الاستهداف المباشر بالتمسك بحق العودة من خلال التعرض المباشر للمخيمات الفلسطينية وتدميرها وتهجير سكانها وتقاعس المجتمع الدولي عن تقديم الحماية لها كما حصل بالأمس في مخيم نهر البارد وكذلك كما يحصل اليوم لمخيمات اللاجئين في سورية.

السيدة القائم بأعمال المدير العام للاونروا في لبنان ان ما تعرّض له مخيم نهر البارد منذ اكثر من سبع سنوات من هجمة ارهابية شرسة، حيث شنّت عليه حربًا شعواء ادت الى تدميره بالكامل امام مرأى ومسمع العالم، حيثُ كان لهذا الحدث الاثر السلبي المطلق على سكانه الذين دفعوا ثمنًا باهظًا من ارواحهم وممتلكاتهم وهجروا وواجهوا قسوة الحياة والتهجير ومازالوا حتى الان يدفعون ثمن ذالك نتيجة تقاعس الاونروا والمجتمع الدولي عن القيام بواجباتهم، وهذا ما يثبت عجز المجتمع الدولي عن الايفاء بالالتزامات والوعود التي قطعوها من خلال الدعوة لعقد مؤتمر للدول المانحة من اجل إعادة اعمار مخيم نهر البارد. وفي ظل هذا الصمت الذي يخيم على المنطقة في اجواء تعكرها اصوات المدافع وهدير الطائرات، يعيش اللاجؤون الفلسطينيون هواجس استمرار التوقف عن اعادة اعمار المخيم،  وكذلك تستمر الاونروا عاجزة عن القيام بدورها كمسؤول عن تحمّل مسؤولياتها متذرعة بأنها مازالت تناشد المجتمع الدولي بتأمين الاموال اللازمة لإعادة اعمار المخيم.

إننا في اللجان الشعبية نطالب الاونروا بالتالي:

 1 _  التحرك العاجل لمطالبة المجتمع الدولي بالإيفاء بالتزاماته ناحية اعمار مخيم نهر البارد، والإسراع في عملية البناء

 2 _  الالتزام ببرنامج الطوارئ لسكان المخيم الذين مازالوا حتى الان يعيشون خارج المخيم وتقديم كافة الخدمات لهم.