وصف بالرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ووصف بأنه ثورة في رجل، من اهم الشعارات التي أطلقها "لا صوت يعلو فوق صوت البندقية، لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية"، انه الشهيد صلاح خلف "أبواياد"، الذي لا زال الناس يحفظون شعاراته ويرددونها في كل المناسبات الوطنية حتى يومنا هذا.

وفي الذكرى الـ 24 على اغتياله ومعه قادة الامن الموحد، في تونس قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن " أبو اياد من القامات والهامات العالية، كان ثورة في رجل والثائر في امة".

وتابع: تسلم أبو اياد الرصد الثوري في بداية الثورة، ثم الامن الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولم يستخدم الامن كمهمة صماء بل استطاع التأثير على العديد من قادة العالم، لقد رافقته في الكثير من الرحلات الى موسكو وبرلين وهافانا، إن اغتيال صلاح خلف جاء في الوقت الذي كانت منظمة التحرير في أمسّ الحاجة اليه". 

وأضاف "استشهد صلاح خلف في ظل هجوم واسع النطاق على بغداد، لقد اختاره الله كي لا يرى حالة التراجع العربي، حين أصبح العرب ظاهرة صوتية فقط، اختاره الله حتى لا يكون في دوائر العجز والحصار التي يعاني منها العرب ".

وقال زكي إن أبو اياد" كان شريكا منذ البدايات في صنع الحالة الفلسطينية، ويعرف عنه قدرته الفائقة في الاستقطاب، غيابه أحدث انتكاسة، وكسر عظما للثورة الفلسطينية، بعد ان كان يشكل ماكنة رعب للعدو الاسرائيلي".

من جانبه قال مدير مركز كنعان للدراسات في نابلس غسان المصري: "الشهيد صلاح خلف كان يحمي منظمة التحرير من الاعداء".

مضيفا: إن أبو اياد من مؤسسي حركة التحرير الفلسطيني فتح، وهو قائد الاجهزة الامنية الخاصة لمنظمة التحرير وحركة فتح لفترة طويلة، عرف عنه قيادته لمنظمة أيلول الاسود التي شاع صيتها ونفذت الكثير من العمليات العسكرية ضد مصالح دولة الاحتلال في العالم".

يشار الى ان أبو اياد تم اغتياله بيد الحارس "حمزة أبو زيد" بتخطيط وتوجيه من "صبري البنا" قائد منظمة أبو نضال في تونس، في 14 يناير 1991، العملية طالت القيادي في حركة فتح هايل عبد الحميد الملقب بأبو الهول والقيادي أبو محمد العمري الملقب بـ فخري العمري حيث كان الثلاثة يعقدون اجتماعا في منزل أبو الهول". تحقيقات منظمة التحرير مع القاتل "حمزة أبو زيد" أكدت انه طرق باب البيت قبل دخوله اثناء اجتماع القادة الثالثة وكان أحد افراد طاقم الحراسة للشهيد أبو الهول، وفتح نيران رشاشه على القادة الثالثة".يعتبر أبو اياد أبرز اعضاء اللجنة المركزية، واكثرهم قدرة على اتخاذ القرارات الجريئة، 

أصدر ابو اياد كتاب "فلسطيني بالهوية " على شكل سلسلة من اللقاءات مع الصحفي الفرنسي اريك رولو، ويعتبر أبو اياد أحد أهم منظري الفكر الثوري لحركة فتح، حتى انه لقب بـ تروتسكي فلسطين، واسع الافق نافذ البصيرة، أول من طرح فكرة الدولة العلمانية في فلسطين، التي تتعايش فيها الاديان الثلاثة ، المسلمون والمسيحيون واليهود متساوون في الحقوق والواجبات. 

يعد أبو اياد حسب المراقبين من أبرز مؤسسي ركائز جهاز الرصد الثوري، حيث وصل بالجهاز إلى أرقى المستويات سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، باعتراف خبراء الامن في العالم، ووصل بالعمل الخارجي مرتبة نافس فيها الموساد الإسرائيلي والسي آي ايه الامريكية والكي جي بي السوفياتية بالرغم من الإمكانيات المتواضعة للثورة الفلسطينية.

كما يعتبر من أبرز المحاورين على المستويات الفلسطينية والعربية والعالمية، وكان يسمى على النطاقات النخبوية في حركة فتح بـ "جارنج" فلسطين نسبة للدبلوماسي السويدي المشهور "جارنج" وذلك لقدرته الفائقة على صياغة التوجهات والاستراتيجيات وبناء التحالفات وإدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة.