سجلت الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين خلال كانون أول/ ديسمبر الماضي، ارتفاعًا جديدًا في انتهاك الحريات الإعلامية في فلسطين، مقارنة بالشهر الذي سبقه (تشرين ثان/ نوفمبر).
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، ما مجموعه 30 انتهاكًا ضد الصحافيين والحريات الإعلامية في فلسطين.
وشهد الشهر الماضي رصد مجموعة من الانتهاكات الخطيرة التي تشير إلى أن هامش حرية التعبير يَضيق وينحسر بصورة مقلقة، ما يزيد المصاعب أمام الصحافيين والإعلاميين ويشكل تحديًا جديدًا أمام الصحافيين وحرية التعبير.
وصعدت سلطة الاحتلال من عمليات ملاحقة الفلسطينيين على خلفية كتاباتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كما واصلت اعتداءاتها الجسدية ضد الصحافيين، حيث تعتبر إصابة مصور تلفزيون فلسطين بشار محمود نزال من قلقيلية، برصاصة من نوع "دمدم- متفجر" أطلقها عليه جندي إسرائيلي من سلاح مزود بكاتم للصوت أثناء تغطيته مسيرة في بلدة كفر قدوم الأشد خطورة.
كما لوحظ أن شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي شهد تصاعدًا في الانتهاكات الفلسطينية ضد الصحافيين وطلبة الإعلام والنشطاء على خلفية كتاباتهم أو تعليقاتهم على الفيسبوك، وارتكبت جهات فلسطينية أنواعًا من الانتهاكات نادرة الحدوث نسبيًا، حيث تم في غزة توزيع بيان يحمل توقيع تنظيم "داعش" يتهم 18 كاتبًا وشاعرًا (أربعة منهم ينشطون في المجال الصحافي الإعلامي) بـ "الردة" ويهددهم بالقتل إذا لم يتوبوا خلال مهلة حددها بثلاثة أيامم.
وأشار "مدى" الى أن جنود الاحتلال اعتدى يوم 10/12 على المصور التلفزيوني والمخرج في قناة رؤيا الفضائية أشرف محمد دار زيد (النبالي) ومنعوه من التصوير أثناء تغطيته فعالية شعبية لزراعة الزيتون في أراضي بلدة ترمسعيا واحتجزوه ومنعوه من التغطية، ويوم 23/12 أصيب مصور وكالة أسوشيتد برس إياد حمد و 6 صحفيين آخرين هم: الصحفي منجد جادو، سامر مغربي مصور بالميديا، محمود عليان، موسى القواسمة، عبد الحفيظ الهشلمون، وأحمد مزهر، اصيبوا بحالات اختناق وإغماء جراء اعتداء قوات الاحتلال على الصحفيين أثناء تغطيتهم مسيرة سلمية في بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال مراسل موقع أصداء الصحفي والناشط السياسي قتيبة صالح قاسم من الخليل عن حاجز "الكونتينر" جنوب مدينة الخليل أثناء عودته من مدينة رام الله يوم 10/12، كما اعتقلت المراسل الصحفي لجمعيتي You Free و In the Mind البريطانيتين مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات وحقوق الانسان أسامة حسين يوسف شاهين يوم 10/12، واعتدى مستوطنون وجنود يوم (18/12)على مراسلة وكالة "بيت المقدس" ومؤسسة "همة نيوز" الصحفية لواء وائل ابو رميلة من القدس وأعاقوا عملها. وفي ذات اليوم (18/12) اعتقل جنود الاحتلال المصور الصحفي الحر عبد العفو بسام زغير من القدس أثناء تغطيته أحداثا في المدينة، ويوم 27/12 اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم منزل المصور الصحفي في تلفزيون وطن محمد شكري عوض وسلمته بلاغا لمراجعتها.
كما منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عضو الأمانة العامة في نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مؤسسة "كلاكيت للإعلام" الصحافي عمر ناجي نزال (53 عاما) من السفر الى الأردن يوم 23/12 وأرجعته من معبر الكرامة دون ان توضح له أسباب ذلك علما أنه كان سافر عدة مرات مؤخرا (كان آخرها قبل أسبوعين من منعه).
وواصلت سلطة الاحتلال الاسرائيلي ملاحقة المزيد من نشطاء الإعلام الاجتماعي (المواطنين الصحفيين) وصعدت انتهاكاتها ضدهم على خلفية ما يكتبونه من مواد وتعليقات ينشرونها على موقع التواصل "فيس بوك" حيث اعتقلت 8 مواطنين فلسطينيين من مدينة القدس المحتلة ارتباطا بكتاباتهم على "فيس بوك".
وفي ختام تقريره، أدان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" جميع الاعتداءات التي تستهدف الصحافيين وحرية التعبير، وأعرب عن بالغ قلقه إزاء تصاعد هذه الانتهاكات واتخاذها أشكالا جديدة وخطرة تهدد بتفاقم المساس بالحريات الإعلامية ما لم يتم التحرك العاجل لوضع حد لذلك.
وجدد "مدى" مطالبته بالعمل من أجل وضع حد لإفلات جنود وضباط الاحتلال الاسرائيلي من العقاب فيما يتصل بالاعتداءات التي يرتكبها جيش وسلطات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنوه ضد الحريات الإعلامية، وخص بالذكر الاعتداء الخطير والمتعمد الذي تعرض له الصحفي بشار نزال من قبل جنود الاحتلال وتقديمهم للعدالة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها