يصادف الأول من كانون الأول من كل عام ما يعرف ب " اليوم العالمي لمرض الايدز" ، ويحل هذا العام، تحت شعار " نحو عالم يخلو من مرض الايدز"،  ومنذ اكتشاف المرض، تسبب فيروس الايدز في اصابة اكثر من 75 مليون شخص في العالم، توفي منهم حوالي  39 مليون شخص، ويقدر عدد المصابين او المتعايشين مع الايدز في الوقت الحاضر، بحوالي 35 مليون انسان،  وفي عام 2013، توفي حوالي مليون ونصف المليون شخص بسبب الايدز في العالم، وتم تسجيل حوالي مليونان ومائة الف اصابة جديدة بعدوى فيروس الايدز.

وفي هذا الصدد دعا الخبير في صحة البيئة الدكتور عقل ابو قرع الى التركيز أكثر على الوقاية من المرض، الذي يعتبر أفضل بكثير من التعامل مع تداعياتة، سواء اكان ذلك من خلال تقديم العلاج والادوية، او من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، وكذلك الانعكاسات الصحية والاقتصادية الوخيمة التي تنتج عن الاصابة بالمرض.
بلادنا
واشار ابو قرع الى ان عدد حالات الاصابة بمرض الايدز او حمل الفيروس في الضفة الغربية وقطاع غزة، لا تزيد عن الثلاثين حالة في الوقت الحاضر، حيث تقوم الجهات الرسمية بتقديم الدواء المجاني لهم والذي يمكنهم من البقاء على قيد الحياة، وكذلك تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، وتقوم باجراء الفحوصات المخبرية اللازمة للمصابين،  وكذلك تقديم الفحوصات المجانية لاحتمال وجود فيروس الايدز في الدم ، مع تقديم النصائح في هذا الصدد.
واضاف انة ورغم عدد الحالات المنخفض المعلن عنها في بلادنا، الا انة يجب التذكراننا نحيا في مناطق ليست جميعها تحت السيطرة الفلسطينية، ويجب التذكر ان المئات بل الالاف من العمال الفلسطينيين يعملون وقد ينامون ويمكثون لفترات طويلة داخل اسرائيل، وما يترتب على ذلك من احتمالات الاصابة بفيروس الايدز، ومن ثم نقلة الى باقي افراد العائلة؟

الوضع الخاص للقدس

واوضح ان مدينة القدس تعتبر حالة استثنائية من حيث التعامل مع مرض الايدز، حيث يتم ادخال حالات او معطيات المرض، ضمن المعطيات الاسرائيلية، ويعتبر انتشار استعمال او حقن المخدرات في بعض مناطق القدس، عاملا مهما في ازدياد احتمالات الاصابة بمرض الايدز، وخاصة في المناطق التي تغيب فيها الرقابة الامنية او الصحية الفلسطينية، وتزداد الامور قتامة في صفوف الشباب الفلسطيني المدمن على استعمال المخدرات في القدس وضواحيها.

العلاج والادوية
وبين ابو قرع ان فيروس مرض الايدز، يعتبر من الفيروسات التي ما زالت تقاوم وبل تهرب من الدواء، وتعمل على التحوصل ومن ثم الانطلاق مجددا اذا توقف العلاج، اي اذا توقف اعطاء الدواء، والدول او المناطق ومنها بلادنا، التي تتوفر فيها ادوية مرض الايدز تعتبر محظوظة، لان هذا المرض ما زال يفتك بالملايين من الناس في المناطق التي لا تصلها او لا تتوفر فيها ادوية هذا المرض، وما زال المرض يسبب كوارث صحية واقتصادية واجتماعية.

الابحاث والدراسات

واردف انة تم قبل عدة اشهر، نشر نتائج دراسة، تعطي بارقة امل لاحتمال توفر لقاح او طعم او مصل للقضاء على الفيروس اسوة بفيروسات امراض اخرى تم القضاء عليها ومحاصرتها، ومنها على سبيل المثال فيروس شلل الاطفال، وهناك توجة لاجراء المزيد من الابحاث على هذ اللقاح، وعلى اعداد اكبر من المصابين خلال السنوات القليلة القادمة، واذا نجحت هذه التجارب على اللقاح الذي يحفز المريض او المصاب بالفيروس على انتاج خلايا مناعية تقضي على الفيروس، فمن المتوقع وجود لقاح ضد فيروس الايدز خلال الخمس سنوات القادمة.

اسباب العدوى

وقال د. ابو قرع ان فيروس الايدز ينتشر عن طريق العلاقات الجنسية، فهو ينتقل من الزوج اذا كان مصاب الى الزوجة، وبالعكس من الزوجة اذا كانت مصابة الى الزوج، والفيروس اذا وصل الى المرأة الحامل ، فأنة من المحتمل ان ينتقل الى الجنين وبالتالي يولد الطفل مصابا، وينتقل الفيروس كذلك عن طريق نقل الدم الملوث، وبالتالي فأن معرفة مصدر الدم، وجودته قبل نقلة او حتى تخزينه هو بالامر الحيوي، وقد يصل الفيروس الى الجسم عن طريق استخدام الحقن والابر الملوثة، وخاصة حين تستخدم لحقن المخدرات، وهذا يفسر إصابة مدمني المخدرات بمرض الايدز.