توجهت كغيري الى ندوة نادرة في ذكرى مفكر وقائد فلسطيني راحل هو خالد الحسن ابو السعيد احد ابرز من عرفناه في الخليج من قادة فتح .. فالرجل لم يكن شعبوياً ولم يشكل مركز قوة ونفوذ داخل الثورة بل نأى بنفسه عن الظهور وظل وفيا لقضيته ولخطه السياسي الذي ربما نكشف الآن انه كان على حق . له بصيرة منجم وظل بعيدا عن صنع حارة له داخل فتح بالمال او القوة وان كان يفتح امام فتح ابواب المال في الخليج .
الكثيرون لا يعرفون هذا المحاور الفذ والديمقراطي، ولهذا كانت قاعة الجليل في متحف محمود درويش ملأى بالحضور الذين عرفوه حيا، والذين حضروا للتعرف عليه راحلاً وما ان اضيئت القاعة بعد فيلم قصير عن اقوال الراحل وفلسفته الثورية حتى جاء عبقر بن شداد كبير الياوران الذي تحفه القيان في متحف درويش ونطق نطقا ساميا غير متسامح بأن دعا بعض ضباط الأمن الوطني المتواجدين الى اخلاء مقاعدهم للضيوف وانسل الضباط من القاعة مهزومين كاظمين غيظهم على هذا الطرد المبكر من كبير الياوران الذي ينحني له الشعراء والفقهاء والعقلاء قبل السفهاء باعتباره حامل مفاتيح الجنة فان غضب على شاعر نفاه الى البحر الميت وجرده من ينابيع وبحور الشعر، وان رضي على قاصة علا شأنها حتى جاوزت السحاب. فهو صانع الادب والثقافة وسادن اللحن والفن مع انه لا يكتب ولا يؤلف ولا يغني بل يرقص. وفي مثل هذه الاجواء كان ضروريا ان ينسحب من سمع كلامه الخادش للعسكرية الوطنية من الندوة والعبد الفقير منهم لأن من لم يكابد العسكرية يستهين بها وهل هؤلاء الضباط الشبان طارئون عن الساحة الوطنية أم هم سدنة الانسان والارض لنحترم المكان المتحف ومن اقيم لذكراه وكفى ولدنة.