قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة على الصعيد الدولي بخصوص اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أنها لن تسمح لقطعان المستوطنين بالعبث فيه.

جاء ذلك في كلمة سيادته بافتتاح الدورة الـ14 للمجلس الثوري لحركة 'فتح'، مساء اليوم السبت، دورة 'شهداء العدوان والشهيدين محمد علي الأعرج وزينب الوزير'، تحت شعار 'معا وسويا لنحمي الأقصى...وبناء غزة...ونجسد الاستقلال'، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وأضاف الرئيس أن مواضيع أساسية ستطرح في هذه الدورة، وهي القدس واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا 'أننا بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة على الصعيد الدولي في هذا الإطار'، إضافة إلى نتائج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتطرق الرئيس إلى مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة وما نتج عنه، وشكر الدول المشاركة والداعمة للمؤتمر، حيث شاركت 75 دولة ومنظمة دولية في هذا المؤتمر، مضيفا سيادته أن 'المهم ما سيأتي بعد ذلك'.

وقال الرئيس إنه سيتم بحث التوجه إلى مجلس الأمن الدولي وتقديم المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال وفق سقف زمني محدد، 'وهذا مهم جدا'.

وتابع سيادته أنه سيتم التركيز على ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية وبحث الإجراءات لإنجاحها على أرض الواقع، مؤكدا حرص القيادة على المصالحة وإنجاحها.

وأشار إلى أنه سيتم الحديث عن مؤتمر 'فتح' الذي سيعقد قبل نهاية العام، وقال 'إننا في سباق مع الزمن من أجل عقد هذا المؤتمر الذي كان مقررا قبل شهرين، إلا أنه تأجل بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة'.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس في افتتاح الدورة الـ14 للمجلس الثوري لحركة 'فتح':

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الدورة زاخرة بكثير من الأحداث وإن سميت بأسماء اثنين من أعضاء المجلس الثوري وهما محمد علي الأعرج وزينب الوزير، إلا أن ما مر علينا من أحداث وشهداء فاق الوصف، نحن خارجون من مذبحة ارتكبتها إسرائيل لمدة 50 يوما استشهد على أثرها 2200 شهيد في قطاع غزة وقبلها استشهد أكثر من 20 شابا في الضفة الغربية والقدس، وكل العالم ما زال يتذكر الشهيد محمد أبو خضير الذي أحرق ثم قتل.

هذه الأحداث الكثيرة سنتعرض بها بالتفصيل خلال هذا الحديث.

لا بد لنا من الإشارة إلى مواضيع أساسية وهي القدس التي تتعرض لهجمات من قبل المستوطنين بقصد التقسيم الزماني والمكاني للحرم الشريف، ونحن نعرف ما معنى هذا، كان هنالك هجمات كثيرة على الأقصى صدت من قبل المرابطين الموجودين في الحرم، لكن أقول لأهلنا في القدس والضفة الغربية كلنا مرابطين في الأقصى ولن نسمح لقطعان المستوطنين أن يعبثوا في الأقصى ونحن نأخذ الإجراءات القانونية الدولية بهذا الاتجاه.

أما البند الآخر، مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي حضره أكثر من 75 دولة ومنظمة دولية، ونتقدم بالشكر والعرفان لجمهورية مصر العربية التي استضافت هذا المؤتمر الناجح، وكذلك النرويج الدولة الصديق التي ساهمت في إنجاح ورعاية المؤتمر، أعتقد أنكم سمعتم بنتائج هذا المؤتمر الناجح، والمهم ما سيأتي بعد ذلك.

كذلك هنالك نقطة أشرنا إليها عندما ذهبنا إلى الأمم المتحدة، وتحدثنا عما جرى في غزة وربطنا مطلبنا الآن بالذهاب لمجلس الأمن بما أخذناه في الجمعية العمومية في 29/11/2012 عندما حصلنا على دولة مراقب، الآن نريد أن نحصل على قرار يعطينا الحق الكامل من قبل مجلس الأمن في الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، لتكون دولة فلسطين ويحدد موعد لإنهاء الاحتلال وهذا مهم جدا.

سنبحث أيضا موضوع المصالحة، التي تم الاتفاق عليها قبل عدة أشهر وشكل على إثر الاتفاق، حكومة الوفاق الوطني، وكان الاتفاق مبنيا على بندين حكومة الوفاق الوطني، والبند الثاني هو الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولذلك ستستمر الحوارات والمحادثات بيننا وبين حركة حماس لإنجاز المصالحة ونحن حريصون عليها.

سنتحدث عن مؤتمر فتح، من المفترض أن يكون في شهر 8 لكن أحداث غزة عطلت كل شيء ومن الطبيعي أن تعطل كل شيء، نحن الآن في حالة سباق مع الزمن، هناك مؤتمرات كثيرة للأقاليم عقدت وبعض الأقاليم تنتظر خلال أسابيع، وقضية أخرى تتعلق بإخوتنا في غزة كيف يمكن التعامل في المؤتمر.

هذه كلها قضايا سنبحثها هذه الليلة إن شاء الله.