شارك آلاف المواطنين في مسيرات حاشدة انطلقت أمس منكافة أنحاء قطاع غزة احتفالا بانتهاء العدوان. وضمت المسيرات عددا من قيادات الفصائل.

وقال خليل الحية القيادي البارز في حماس أمام آلاف منالمحتفلين في الميدان الرئيسي في غزة «إن الوحدة الفلسطينية تتحقق اليوم». وأضاف:«إن حماس وفتح يد واحدة وبندقية واحدة وصاروخ واحد». ودعا الحية الفصائل والقوى إلىالتوحد على الخيارات التي توحد الشعب الفلسطيني. وأضاف» نحن أمام مرحلة مهمة, ويجبأن نتوحد أمام خندق واحد وفي قيادة واحدة».

ووجه الحية تحية لكل من ساهم في انهاء العدوان. وحياالحية الأمة العربية والإسلامية والعالم الحر الذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني, والىمصر ممثلة برئيسها ولكل الوفود العربية التي جاءت تحت القصف.

من جانبه نقل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعثوالذي تحدث للجماهير خلال المسيرات تحيات الرئيس محمود عباس, وحركة فتح.

ودعا شعث إلى الوحدة, مشيرا الى أن أبناء الضفة يحتفلونبانتصار غزة, مؤكدا فشل الاحتلال في فصل غزة عن الضفة. وقال: «كم تسعدني الرايات الصفراءوالخضراء والحمراء والسوداء التي تتعانق والتي يعلوها جميعا علم فلسطين.. يجب أن نخرجمن هذه الساحة إلى ساحة الوحدة».

ووجه شعث تحية للشهداء والجرحى, والأسرى, مؤكدا أنهميرون انتصار شعبنا يقرب يوم خلاصهم من الاحتلال وتحريرهم من السجون.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي أنقائد كتائب القسام أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل في أول يوم من عدوانها على غزةهو رمز للمقاومة.

وأكد ضرورة تمسك شعبنا بثوابته والمحافظة على المقاومة.

وطالب اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في كلمة وجههاللشعب أمس جميع الفصائل باحترام اتفاق التهدئة وتنفيذه، داعيا أجهزة الأمن في حكومتهبمتابعة تنفيذ الاتفاق.

وقال هنية «انني إذ أحيي التزام فصائل المقاومة منذبدء سريان اتفاق التهدئة أطالب الجميع باحترامه والعمل بموجبه، وعلى جهات الاختصاصالحقوقية والأمنية متابعة ذلك».

واضاف «اننا سنتابع مع الأشقاء في مصر مدى التزام الاحتلالبه ونقول للاحتلال ان عدتم عدنا».

وقال: «نحن في الحكومة علينا مسؤولية كبيرة من أجل حمايةشعبنا والاتفاق ما التزم الاحتلال به». وتابع ان «فكرة اجتياح غزة بعد هذا النصر انتهتولن تعود أبدا وغزة ليست الحلقة الأضعف بل عصية على الكسر بمقاومتها والتفاف شعبهاوأمتها حولها». واضاف «سيظل هدفنا الرئيس زوال الاحتلال ليتسنى لشعبنا اقامة دولته»المستقلة.

واكد هنية «اثبتت المعركة والانتصار فيها ان العدو سيفكرطويلا قبل ان يخوض أي معركة مع أي دولة اقليمية تمتلك الصمود».

وعثرت طواقم الدفاع المدني على جثة شاب من عائلة الدلوكانت تحت أنقاض منزلهم الذي دمره الاحتلال.

وبدأت الحياة تعود شيئا فشيئا الى طبيعتها في غزة حيثاكتظت الشوارع بالمارة وسط زحام السيارات. وفتحت الأسواق ابوابها بشكل طبيعي على الرغممن الدمار الكبير.

وتوافد آلاف المواطنين الى المستشفيات لزيارة مئات الجرحى.

وبعد انقطاع لأكثر من اسبوع انشغل مئات العمال في تنظيفأحياء مدينة غزة التي امتلأت بالركام والحجارة المتناثرة في الطرقات.

وشوهد فنيون وعمال وهم يصلحون شبكات المياه والكهرباءالتي تعطلت جراء العدوان.

واعادت المؤسسات المحلية والبنوك فتح أبوابها حيث اصطفعشرات المواطنين في طوابير أمام البنوك.

ورأى محللون ان نتائج العدوان يمكن ان تعزز فرص المصالحة،مشيرين الى «تناغم» غير مسبوق بين العمل الدبلوماسي في رام الله والعمل العسكري فيغزة.

وقال المحلل السياسي خليل شاهين ان نتائج الحرب علىقطاع غزة «من الممكن ان تقرب امكانية تحقيق المصالحة بين فتح وحماس». لكنه اعتبر انذلك «قد يحتاج الى مزيد من الوقت، الى ما بعد التوجه الى الأمم المتحدة في التاسع والعشرينمن الشهر» الجاري.

واضاف ان الرئيس عباس «يسعى الى تحقيق انتصار في الأممالمتحدة وعندها سيكون من الممكن ان يسهم في دفع حركتي فتح وحماس الى تحقيق المصالحة».

واوضح انه «سيكون حينها في جعبة كل من فتح وحماس انتصارخاص بها».

من جهته، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيتسمير عوض لوكالة فرانس برس «نعم هناك تناغم وتكامل فلسطيني اليوم». واضاف أعتقد انهذا التناغم سببه بالأساس الجهد الفلسطيني المبذول في كل موقع وفي كل اطار سواء الدبلوماسيأو العسكري».

ورأى ان هذا «التناغم في النهاية ومن الناحية الاستراتيجية،يحسن الأداء الفلسطيني ويرفع جاهزيتهم للتوجه الى المحافل الدولية».

ورأى الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي ان هناك«تناغما في العمل لكن غير متفق عليه بشكل مباشر»، موضحا ان هناك «تفاهما واتفاقا علىرفض العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة». واكد انه «موقف وطني مشترك وكانت الأولوية نحوهذا الهدف، وهو ما تحقق».

وتابع «في الضفة الغربية هناك تفاهم ايضا على ان المعركةفي الأمم المتحدة هدفها انهاء الاحتلال، والاتفاق على الدولة الفلسطينية هي الرابطالمشترك».

وقال الصالحي «نعم هناك تناغم وتفاهم تلقائي في العملالفلسطيني، بين حلقات العمل العسكري في غزة والعمل الدبلوماسي في الضفة الغربية، وهوما لم يحدث سابقا».

ووافق القيادي في حماس نائل البرغوثي الذي امضى 33 عامافي سجون الاحتلال على الرأي القائل بوجود تناغم «غير متفق عليه» في هذه المرحلة. واضافان «غزة والضفة تكونان الدولة الفلسطينية وما يجري الآن هو تناغم منطقي في العمل الفلسطينيالذي يصب في النهاية لصالح القضية الفلسطينية».