في ظل توتر جديد في العلاقات، دعت الخارجية الأمريكية إسرائيل إلى الإسهام في إعمار قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، وتنطوي الدعوة على رسالتين الأولى لإسرائيل والثانية لمصر التي لم توجه دعوة لإسرائيل للمشاركة في مؤتمر إعمار غزة الذي يعقد مطلع الأسبوع المقبل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين ساكي، في مؤتمر صحفي مساء أمس الأربعاء: "إن الولايات المتحدة تعتقد بأنه يتعين على إسرائيل أن تلعب دورا في إعمار قطاع غزة". وأضافت قائلة: "سنأخذ في الحسبان احتياجات إسرائيل الأمنية. هم ساهموا في السابق في إدخال مواد للقطاع ونأمل أن يقوموا بذلك اليوم أيضاً".
وحين سألها أحد الصحافيين: لماذا لا تتحمل إسرائيل أعباء الإعمار لكونها المسؤولة عن الدمار؟ تهربت من الإجابة المباشرة وقالت: " هناك الكثير من الدول تشارك في جهود الإعمار".
وفسرت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الدعوة بأنها "ضغط على إسرائيل"، وقالت إنها تأتي في ظل ما نشر مؤخرا حول عدم نية إسرائيل المشاركة في المؤتمر الدولي لإعمار قطاع غزة الذي سيعقد الأسبوع المقبل في القاهرة.
وأكد موقع "والا" العبري أن مصر أرسلت الدعوات للدول المشاركة لكن إسرائيل لم تتلق أية دعوة رغم أنها كانت تدعى في السابق بشكل دائم إلى مؤتمرات الدول المانحة، ورغم أنها شاركت قبل أسبوعين في اجتماع للدول المانحة في نيويورك وارسلت وفدا برئاسة نائب وزير الخارجية، تساحي هنغبي.
وأضاف الموقع العبري أن بيان الخارجية الأمريكية الذي يحض إسرائيل على المشاركة في إعمار قطاع غزة يأتي في ظل توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وتل أبيب. وبعد أيام من إدانة الولايات المتحدة لرد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الموقف الأمريكي المتعلق بالبناء الاستيطاني في القدس الشرقية.
وقد كتب مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن، حامي شيلو، يوم أمس مقالة انتقد فيها تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة، مؤكدا أنها قوبلت في الولايات المتحدة بتهكم وسخرية.
وتساءل شيلو: كيف تجرأ نتنياهو على وصف انتقادات البيت الأبيض على الاستيطان في القدس الشرقية بأنها "تتعارض مع القيم الأمريكية"، دون أن يفكر في معناها وردود الفعل عليها.
وتابع: كيف وصلنا إلى وضع غير مسبوق يصف فيه المتحدث باسم البيت الأبيض أقوال نتنياهو بأنها "مستهجنة"
والأسوأ من ذلك بأن نتنياهو لامس بحديثه هذا - انتقادات أسوأ خصوم وكارهي أوباما الذين يصفونه بأنه "ليس أمريكيا".
وتابع: " انزلق نتنياهو إلى مفردات تناسب غوغائيي حفلة الشاي لا قائد دولة لديها علاقات خاصة – كي لا نقول علاقة تبعية مع الولايات المتحدة".
وأضاف: إن محاولة نتنياهو عرض البناء في "غفعات همطوس" والاستيلاء على مباني في سلوان كأمر عادي متعلق بحق ملكية العقارات، بغض النظر عن الانتقادات الأمريكية التي تعتبرها تطهيرا عرقياـ أثارت الاستهزاء في واشنطن، لكن كل ذلك كان لا شيئ مقابل الضحكات الصاخبة التي تسببت بها قوله بأن العلاقات بينه وبين أوباما كـ"زوجين".
وتابع: "معلق أمريكي وصف تصريحات نتنياهو بمرارة بأن الحديث يدور عن "زواج فتاك" كزواج مايكل داغلاس وكاتلين طرنر في الكوميديا السوداء "حرب روز بروز " عام 1989. وأضاف: لو كانا زوجين، لكان أوباما سيسارع للمحكمة لاستصدار قرار إبعاد دائم ضد شريكه.
واختتم شيلو مقالته بالقول: إسرائيل والولايات المتحدة تقتربان من مواجهة كبيرة ونقطة تحول تاريخية، إذا توصلت واشنطن لاتفاق مع طهران- ستتطلب جهودا كبيرة لمنع الصدع بين الدولتين، وفي ظل الأهمية التي يوليها نتنياهو لمكافحة النووي الإيراني، من الصعب أن نفهم كيف يسمح لنفسه الدخول في شجار مع الرئيس أوباما على المستوى الشخصي، ولماذا يخرب بيديه على مكانته وقدرته على التأثير على أوباما"
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها