تشهد باحات المسجد الأقصى المبارك صباح الخميس حالة من التوتر الشديد في أعقاب اقتحام 50 مستوطنًا متطرفًا من جهة باب المغاربة المسجد بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.

وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا" إن 50 مستوطنًا برفقة أحد الحاخامات اليهود اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى على مجموعتين، ونظموا جولة في أنحاء مختلفة من باحاته.

وأضاف أن المستوطنين حاولوا الصعود إلى البوائك المحيطة بقبة الصخرة المشرفة، ولكن المصلون منعوهم من ذلك، لافتًا إلى أن غالبية جولتهم تتمركز في المنطقة الشرقية القريبة من باب الرحمة.

وأوضح أن المئات من المصلين رجالًا ونساءً يتواجدون في ساحات الأقصى منذ الصباح الباكر، وينتشرون في منطقة قبة الصخرة والبوائك، حيث تتعالى أصوات التكبير رفضًا لتلك الاقتحامات.

وذكر أن هناك استنفار مكثف من قبل شرطة "التدخل السريع" داخل الأقصى، مشيرًا إلى أن الشرطة شددت إجراءاتها على البوابات، واحتجزت بعض البطاقات الشخصية للوافدين إليه، وفتشت بعض الحقائب، كما وجهت أسئلة استفزازية لبعض الوافدين.

وتوقع أبو العطا ازدياد أعداد المستوطنين المقتحمين اليوم للأقصى، مبينًا أن الأسبوع الأخير شهد تصاعدًا في وتيرة الاقتحامات والمقتحمين، وأن ما تسمى بـ "منظمات الهيكل" المزعوم تدفع باتجاه تكثيف الاقتحامات.

وبين أن هناك دعوة من قبل أذرع الاحتلال، وتحركات سياسية من قيادات حزب الليكود لضمان تأمين اقتحامات المستوطنين، وتصعيد الموقف في المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن هناك ارتباطًا ما بين التصعيد الميداني والحراك السياسي في حزب الليكود، وقد يكون الأقصى هدف مباشر لكل هؤلاء، متوقعًا في الوقت ذاته زيادة وتيرة الاقتحامات خلال الأيام القادمة، وخاصة مع اقتراب الأعياد اليهودية وسط الأسبوع المقبل.

ونوه أبو العطا إلى أن المستوطنين يتعمدون خلال الأيام الأخيرة الصعود إلى البوائك من الناحية الغربية للأقصى بمنطقة "سبيل قايتباي" قرب باب السلسلة، ولكن حراس الأقصى يتصدون لهم، لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال تنفذ حملة ملاحقة بحق مسيرة البيارق والمصلين الذين يأتون من الداخل المحتل للأقصى.