قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله 'إن عالمَنا العربيّ والاسلاميّ، وكذلك المُجتمع الدوليّ، أمامَ هذا الوضع القاسي والمؤلم الذي يَعيشه أبناءُ شعَبنِا في قطاعِ غزة، مُطالبونَ جَميعاً، وأكثرَ من أي وقتٍ مَضى، للتدخُلِ السريع والفاعل لتوفير وتقديمِ كُلِ أشكال المُساعدةِ المُمكنة في المجالات الإغاثية، وتوفيرِ الأدوية، والغذاء والمياه، ومُستلزمات الإيواء والملابسِ وغيرِها'.
كما طالب الحمد الله بالتدخل العاجل لإعادةِ ترَميمِ المباني وعَناصر البُنيِه التحتيةِ في القطاع لتمكين أبناءِ شعبِنا من العَودةِ إلى مَنازلهِم مع تَوفرِ الحَد الأدنى فيها من الخَدمات من كهرباء ومياه وصَرفٍ صِحيّ.
جاء ذلك خلال كلمته يوم الاثنين، أمام مَجموعةِ البنكِ الاسلاميّ للتنميةِ في جدة بالمملكة العربية السعودية.
ونقل الحمد الله تحيات الرئيس مَحمود عباس وعُموم أبناءِ شعبِنا وشُكرهم وتقديرِهم لمَجموعة البنك الإسلاميّ للتنميةِ، على الجُهود الكَبيرة والمُتواصلة التي تبذلها مَجموعةِ البنكِ الاسلاميّ للتنميةِ في تَعزيزِ صُمودِ شعبِنا وبناءِ مُؤسساتِه الوَطنية في مُواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيليّ ومُمارساتِهِ القَمعية، وعلى كاَفة أشكالِ الدَعم الماديّ والَمعنويّ الذي يُقدّمُهُ البنكُ منذُ تأسيسِهِ، ذلكَ الدَعم الذي طالَ مُختلفِ القطاعات الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ في بلادِنا، وغطى كُلَ شبرٍ من أرضِنا في الضفةِ الغربية وقطاعِ غزة وفي مدينةِ القُدس الشريف.
وقال: 'أؤكدُ لَكُم جَميعاً أن دَعمَكُم هذا كانَ لهُ عظيمَ الأثر في تعزيزِ صُمود شعبنا وبناءِ مؤسساته، وإحداثِ حقائقَ ونتائجَ إيجابيةٍ على مَسيرةِ التنميةِ والمأسسةِ والبِناء التي نحنُ بصدَدِها. والشُكر موصول، من خلالكم، لكافةِ الصناديق والهيئات الماليةِ العربيةِ والصناديق القُطرية التي سَاهمت بشكلٍ كبَير في تمويلِ المَشاريع التنموية في فِلسطين، تحتَ إشرافِ وادارةِ البنك الاسلاميّ للتنمية'.
وأطلع الحمد الله - في كلمته - العاملين في مَجموعةِ البنكِ الاسلاميّ على الأوضاع الإنسانيةِ الصَعبة والمُتفاقمة التي يعَيشُها شعبنُا الفلسطينيّ، وخاصةً في ظِل العُدوان الهمجيّ الآثم الذي يَشنُه الاحتلالُ الاسرائيليّ على شَعبنِا وأهلنِا في قطاعِ غَزة، مشيرا الى استخدام اسرائيل كافةَ وسائل القتلِ والتدمير من الجَوِ والبَحرِ والبرِ، دونَ رحمةٍ أو رأفة، ودونَ أي اكتراث بالرأي العام العالميّ، ودونَ أدنى احترام للقوانين والأعراف الدَولية، ضَاربةً بعَرضِ الحائط كُلَ القيم الأخلاقيةِ والمبادئ الإنسانيةِ.
مضيفا ان هذا العُدوان المُستمر حتى هذه اللحظة، خلفَ أكثرَ من ألفي شَهيد وعَشرة آلاف جريح، مُعظمُهم من الأطفالِ والنساءِ وكِبارِ السِن، وتركَ دماراً هائلاً ومُرعباً في المباني الخاصة والعامة، بما في ذلكَ المَدارس والمُستشفيات ودورِ العِبادة والجَامعات، إذ وصَلَ عددُ الوحدات السكنيةِ المُدمرة بشكلٍ كاملٍ الى أكثر من عَشرة ِآلاف وحدة، وما يزيدُ عن ثلاثينَ ألف وحدةٍ طالها التدميرُ الجُزئيّ، هذا الى جَانبِ التدمير الكُليّ في البُنيةِ التحتيةِ من شَبكات الكَهرباءِ والمياه والصَرف الصحيّ ومَحطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، بالإضافةِ إلى آبارِ المِياه والطُرق الداخلية، وتلك الواصلةِ بينَ المُدنِ والقرى والمُخيمات، وغَيرِها مِن المُنشآت الصِناعيةِ والتجاريةِ والزراعيةِ، وتسببَ في نُزوحِ أكثر من نِصف مِليون لجأوا الى المَدارس وبيوتِ العبادة والشوارعِ، هَرباً من القَصفِ والموت..
وتابع الحمد الله: 'إنه أمامَ هذا الوضع القاسي والمؤلم، شَرعت الحُكومة، وبالتنسيقِ والتعاونِ مع عَددٍ من الوَكالات الدوليةِ والاقليميةِ ومؤسسات المُجتمع المدنيّ والقطِاعِ الخاص بتنفيذ المُسوحات الميدانية، عِبرَ فِرقٍ فَنيةٍ مُتخصصةٍ لحَصرِ الأضرارِ وتَشخيصِها، وتحديدِ التقديرات الماليةِ اللازمةِ لإعادةِ الإعمار، تمهيداً لبلورتِها في إطارِ دِراسةٍ شاملةٍ مُفصلة لعرضِها على مؤتمرِ المانحين الذي دعت الحكومةُ النرويجيةُ إلى عَقدهِ في مَطلعِ شهرِ أيلول القادم في أوسلو.
وعلى هذا الصعيد، دعا الحمد الله مَجموعةَ البنك الاسلاميّ للتنميةِ وكافةِ الصناديقِ والهيئاتِ الماليةِ العربيةِ والقُطريةِ للمُشاركةِ بفاعلية في هذا المؤتمر الهام، للعَمل أولاً على دَعمِ جُهود الحُكومة في حَصرِ الأضرار، وثانياً على صَعيدِ المُساهمة في تَمويلِ برنَامج الإعمار لقطاعِ غزة، والذي نَتوقع ُأن يُقرَّهُ مؤتمرُ المانحين. وقال: نتطلعُ الى دَورٍ مُميزٍ لمَجموعة البنك الاسلاميّ للتنمية، سواءً في التمويلِ أو المُشاركةِ في إدارةِ وتنفيذِ برنامج الإعمار، خاصةً وأنكم تتمتعونَ بخِبرةٍ طويلةٍ وتجاربَ واسعة في هذا المِضمار، ونُعلِمُكُم بأنَ الحُكومةَ ستَضعُ كُلَ الامكانيات اللازمة لتعزيزِ التعاون والتنسيق مع البَنكِ في هذا المجال.
وُعبرَ رئيس الوزراء باسم شعبِنا الفلسطينيّ، وقيادتِهِ الوَطنية، وعلى رأسِها الرئيس أبو مازن عن أصدقِ عِباراتِ الشُكر والتقديرِ والعرِفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وحُكومتهِ الرشيدة، والشعب السعوديّ الشقيق على المَكارم التي أطلقَها لدعمِ شعبنا وأهلنِا في قطاع غزة، خاصةً المُتعلقة بتوفير الدَواء والمُستلزمات والمواد الطبيةِ الإغاثية، وعلى دَعمِها لكافة التَحرُكات السياسيةٍ للقيادةِ الفلسطينيةِ في كافةِ المَحافل الدوليةِ والاقليميةِ والعربيةِ من أجلِ وَقف العُدوان العسكريّ الإسرائيليّ الظالم على شعبِنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها