وصف كبير المحللين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، اليوم الدمعة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بأنه يجلب "الحظ النحس" لرئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو. ولفت المحلل إلى أن نتنياهو كان قد أمر الموساد، خلال ولايته الأولى في العام 1997، باغتيال مشعل لكنه فشل في تحقيق ذلك، لأن المحاولة جرت في الأردن، واضطر إلى إعادة مشعل إلى الحياة، ولذلك فإن "مشعل هو حظه النحس".
وأضاف المحلل أن الجميع، وخاصة في إسرائيل، وفي مقدمتهم نتنياهو، ينتظر ما سيقرر مشعل بشأن اقتراح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لوقف إطلاق النار.والجانب الإسرائيلي ينتظر ذلك رغم أن قسما من وزراء إسرائيل ما زالوا يعتقدون أنه ينبغي مواصلة الحرب على غزة من أجل تدمير الأنفاق.
لكن برنياع كتب اليوم أن "يوجد مسؤولون، في الجيش الإسرائيلي وأيضا بين القيادة السياسية، الذين سئموا الانجرار وراء حماس. وهم يسعون إلى إنهاء العملية العسكرية (في قطاع غزة) بقرار إسرائيلي أحادي الجانب. أن تخرج إسرائيل القوات البرية من غزة، ولكن إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة، فإن سلاح الجو وسلاح البحرية والمدفعية سيستمرون في إطلاق النار. وقد كانت هناك قرارات أحادية الجانب كهذه في الماضي، في نهاية حملة السور الواقي في الضفة، وفي نهاية عملية ’الرصاص المصبوب’ في غزة وغيرها. ونجح الردع وجلب التهدئة".
وحول حديث نتنياهو عن نزع سلاح حماس، رأى برنياع أن كلاما كهذا "جيد من أجل الدعاية، وربما من أجل المساومة مع الأميركيين، لكن في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن لا أحد يؤمن بأن حماس ستطبع سيوفها سككا ورماحها مناجل. والمقاومة، مثلما قال أحد الضباط الإسرائيليين برتبة لواء، هي من طبيعة حماس وفي جيناتها. وسواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، فإن صنع الصواريخ سيتجدد بعد انتهاء الحرب مباشرة".
وتساءل برنياع حول ما إذا نتنياهو لم يكن يعلم بأمر الأنفاق في قطاع غزة عندما وافق، هو والكابينيت، على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار، في منتصف الأسبوع الماضي. وأكد المحلل أن نتنياهو كان على علم بالأنفاق، بل أن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رسمت خرائط "لعالم ما تحت سطح الأرض في غزة" من خلال عمل دام سنوات.
وأضاف برنياع أن "نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار رغم أنه علم بأمر الأنفاق والتهديد الكامن فيها. وتراوح قراره، وقرار الكابينيت، داخل الحيز الشرعي... وما ليس شرعي هو الفجوة بين الخطاب والواقع. ونتنياهو لم يكن أول من حذر من الأنفاق. وكرئيس حكومة لم يرَ بالأنفاق تهديدا يبرر خطوة عسكرية، قبل وأثناء عملية عمود سحاب، وقبل وأثناء عملية الجرف الصامد الحالية. واختار المخاطرة. وعندما قال إنه مشكلة الأنفاق ستحل بطريقة سياسية، كان يعلم أنه لا يوجد رصيد لهذه الجملة".
وأفاد برنياع أن "نتنياهو ، مثل آخرين في الحكومة، فوجئ من قدرات حماس الهجومية، ومن روحها القتالية ومن عدد الشهداء بين الجنود... وفي الجيش الإسرائيلي يتوقعون أنه بعد فترة من التهدئة ستكون هناك جولة جديدة بينه وبين حماس. وبسبب الأضرار البالغة التي لحقت بحماس فإن الهدنة حتى الجولة المقبلة ستكون طويلة" وليس لأن حماس مرتدعة. "والسؤال هو ما إذا كان سكان غلاف غزة (البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة)، وسكان الجنوب كله، مستعدين لمواصلة العيش بين جولة وأخرى. ويبدو لي أنهم يستحقون أفضل من ذلك".
وخلص برنياع إلى أنه "لذلك، لزام على الحكومة أن تسعى إلى إحداث تغيير جذري للواقع في غزة، وربما، في هذه الفرصة الاحتفالية، لإحداث تغيير في واقع العلاقات مع الفلسطينيين جميعهم. ودلت تصريحات نتنياهو خلال العملية العسكرية على أنه بدأ يتحدث عن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ليس فقط عن أنه مشكلة، وإنما عن أنه الحل أيضا. ومحاولة إسرائيل الفصل بين الضفة وغزة، فرق تسد، لم تنجح. ومطلوب رؤيا. ومطلوب أمل. ليس للإسرائيليين فقط، وإنما للغزيين أيضا. إذ أنه كلما هربنا منهم، هم يلاحقوننا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها