تضامناً مع الشعب الفلسطيني المنتفض، ورفضاً للصمت العربي المريب، واستنكاراً للهجمة الصهيونية الشرسة ضد مقدساتنا وأهلنا، أقام اللقاء الوطني السياسي اللبناني الفلسطيني اعتصاماً جماهيرياً حاشداً اليوم السبت 12\7\2014 أمام مقر شعبة عين الحلوة، شارك فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وإقليم الخروب، والاتحادات، والنقابات، والاتحادات الحركية للمرأة، واللجان الشعبية في صيدا، وحشد جماهيري من أبناء شعبنا في مخيمات صيدا.
تقدم الحضور أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء إقليم حركة "فتح" في لبنان، وأعضاء قيادة منطقة صيدا، وقائد القوة الأمنية المشتركة العميد خالد الشايب.
بدايةً تمَّ قراءة سورة الفاتحة عن روح شهداء غزة والأمة العربية والإسلامية، ثم ألقى كلمة التحالف الفلسطيني مسؤول حركة "حماس" في صيدا أبو أحمد فضل جاء فيها: "شبه أيام من العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة حيث يستعمل العدو الصهيوني الأسلحة المحرمة دولياً يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعزَّل، ومئات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا في هذه المعركة والعدو لا يأبه لأحد ولا يسأل عن العالم ولا عن العرب، وهناك تأمر وتواطأ دولي وعربي على قطاع غزة وسنبقى غزة شوكة في قلوبكم وستبقى المقاومة تقف بالمرصاد كما وقفت بالسابق وصمدت وانتصرت وسياسة الجيش الذي لا يقهر انتهت دون رجعة فالتاريخ تغير وتبدل وزمن الانهزام ولى ونحن في زمن الانتصارات لأن الإرادة موجودة والعزم موجودة وأن فلسطين وبيت المقدس لنا ولشعبنا هذا الكيان ليس له شي سوى الرحيل وهذا الاحتلال إلى زوال" .
إننا نطالب أبناء الأمة العربية بالتحرك العاجل نصرة لغزة وفلسطين وفتح معبر رفح أمام الجرحى والمصابين، والمطلوب من الشعوب مواقف مشرفة فأهل غزة يدافعون عن الأمة العربية، ونؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وأراضي 48 فنحن شعب واحد ومشروعنا واحد وقضيتنا واحدة .
إنَّ ما قدمته المقاومة خلال ستة أيام عجزت الدول العربية عن تقديمه، البارحة بدأت أنشطة التضامن في أوروبا طبعاً من الجالية العربية والفلسطينية تحديداً ولكن للأسف في دولنا العربية لا يوجد أي تضامن، فعلينا نحن أبناء فلسطين ولبنان وكل الشرفاء التضامن الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا ولا بد من حملات تبرع وتقديم الدعم والمساعدة لشعبنا وللمقاومة لتعزيز صمودهم، وبدأت البارحة المساجد بجمع الأموال وخاصة نحن في شهر رمضان المبارك وكذلك قام أهلنا في مخيم اليرموك بمسيرة تضامن مع إخوانهم في قطاع غزة، ومن هنا من مخيم عين الحلوة الصابر الصامد نوجه التحية لأبناء شعبنا وللمجاهدين ولأسرانا البواسل.
تلاه كلمة اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني ألقاها عضو المكتب السياسي للتنظيم الناصري محمد ضاهر جاء فيها: "أيتها الأخوات أيها الصامدون، يا أبناء فلسطين، أبناء العزة والكرامة، يا من تدافعون عن الأمة العربية والإسلامية، هذا العدوان ضرب الوحدة الفلسطينية ويريد إبادة الشعب، وهذا بعيد المنال ولم يعد مسموحاً لهذا العدو استباحة الدم الفلسطيني.
وألقت الطالبة عليا يوسف الخطيب من المكتب الطلابي لحركة "فتح" وصلة شعرية.
ثم ألقى أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في صيدا العميد ماهر شبايطة كلمة "م.ت.ف" جاء فيها: "إنَّ ما يحصل في غزة والضفة والأرض المحتلة ليس عدواناً أو حرباً، إنما بداية لتكوين بداية صنع توازن رعب جديد ومنطلق لتحرير فلسطين، هذا ليس كلاماً أو تحليلاً بينما تأكيدات الجيش الإسرائيلي تقول ذلك، فالقبة الحديدية لم تستطع إسقاط سوى 10 في المئة من صواريخ المقاومة، فيلجأ الاحتلال إلى قصف بيوت المدنيين الأمنيين للضغط على المقاومين".
"إن أجمل ما في شعبنا خلال الصعاب وحدته وتآخيه وتراصه في بنيان موحد، في هذه الظروف لا بد من توجيه التحية إلى كل المقاومين البواسل وإلى أهلنا في غزة هاشم، والضفة الأبية، وفي أرضنا التاريخية، فتحية إجلال وإكبار إلى أهلنا في يافا والجليل والناصرة وسخنين وعكا، إلى كل من تظاهر ويتظاهر ضد الاحتلال، تحية محبة واحترام إلى أهلنا في القدس، وإلى أهل وأقرباء محمد أبو خضير، هذا الفتى الأسطورة الذي جسد انتفاضة فلسطينية ثالثة، ويحاول الاحتلال قمعها بالعدوان والطائرات الحربية والتهديد بالاجتياح البري، لكن هيهات من نتنياهو وأصحابه ومجنزراته أن تغير في عزيمة شعبنا وصمود إراداته السياسية والميدانية، ولطالما حاول الاحتلال أن يفصل بين الواقع السياسي والشأن الميداني، فيحاول ضرب الوحدة الفلسطينية ووحدة التنسيق الميداني والسياسي، لكنه سيفشل في كل محاولاته، ويخطأ من يظن أن الرئيس محمود عباس لا ينسق مع السيد خالد مشعل، الاتصالات لا تتوقف بين كل الفصائل، وإن توجه القيادة إلى المؤسسات الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية خير دليل، وتماسك أجنحة المقاومة بكل فصائلها عنوان المرحلة لتكون المصالحة الوطنية أمراً واقعاً وليس حبراً على ورق. في هذه الظروف الصعبة لا نتألم وحدنا إنما يتألم العدو أكثر منا وفي ميزان التطورات نرى أن خمسة ملايين إسرائيلي تحت نيران المقاومة، وحكومتهم متصدعة ونتنياهو آيل للسقوط سياسياً بأي لحظة، في المقابل نرى أن المشهد العربي لا يتغير، فإننا نفتقد الدعم السياسي والعسكري وحتى المعنوي، والجميع منشغل بقضاياه الداخلية واللعب في خنادق السياسة مع المحتل والغرب".
الآن لا نرى سوى الصمت، والصمت يعني الرضا والموافقة على ذبح شعبنا، إننا في هذه المرحلة لن ندعو لفتح الحدود وعون إخواننا، إنما ندعو لشد أزر مقاومينا ولنتذكر أن تحرير فلسطين يبدأ بالشهادة والانتصار وأن القدس تحتاج لملايين الشهداء، وعلى القدس زاحفين شهداء بالملايين كما قال معلمنا ورئيسنا ياسر عرفات.
أنهي كلمتي بالمرور قليلاً حول القوة الأمنية المشتركة التي انتشرت في مخيم عين الحلوة، فإنه انجازه يحسب لكل من ساهم في صون أمن المخيم وإبعاده عن الفرقة والتشرذم، فأمن أهلنا فوق كل اعتبار، ويمكن لأهلنا في الجوار أن يطمئنوا بأن المخيم صمام آمان لحمايتهم وليس ضد احد، فشكراً لكل أهلنا في المخيم ولكل القوى والفصائل التي شاركت في هذا الإنجاز، ولتعميم التجربة على باقي المخيمات، ونتمنى أن تنجح هذه الخطوة لنكون نبراساً للوحدة والتضامن، الحرية لأسرانا، والخلود لشهدائنا، والصمود لأهلنا في فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها