تصاعد الضغط امس على اسرائيل للتحقيق وكشف ملابسات استشهاد الفتيين محمد ابو ظاهر ونديم نوارة الاسبوع الماضي في الضفة الغربية المحتلة خلال تظاهرة وذلك بعد بث صور تتناقض مع رواية جيش الاحتلال. وانضمت الولايات المتحدة الى الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوقية دولية في مطالبة إسرائيل بالتحقيق في استشهاد الفتيين في بيتونيا يوم إحياء ذكرى النكبة، فيما احتج وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على هذه المطالب واعتبرها «نفاقا»، مدعيا ان جيش الاحتلال هو «الأكثر أخلاقية في العالم».
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها "تحث" الحكومة الاسرائيلية على "اجراء تحقيق سريع وشفاف بهدف تحديد (...) ما اذا كان استخدام القوة متكافئا مع التهديد الذي شكله المتظاهرون او لا".
ورفض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الانتقادات الدولية وقال اثناء زيارة لمستوطنة في شمال الضفة الغربية المحتلة "ان مثل هذا الحادث سيكون محل تحقيق بغض النظر عن اي طلب".
وقال ليبرمان خلال زيارة لكلية مستوطنة أريئيل: "لسنا بحاجة لطلب أميركي كي نحقق في ما جرى، الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم. لكن من المؤسف أن مثل هذه المطالب لا توجه في أماكن أخرى، في سوريا قتل حوالي 170 الف شخص ولم نر أي خطوة جادة من جانب المجتمع الدولي للتحقيق في عمليات القتل".
وأضاف ليبرمان: "حماس أعدمت مواطنين في قطاع غزة دون محاكمة ودون وجود محامي دفاع. ولم يتحرك المجتمع الدولي بطلب مماثل. أرفض بكل الأشكال هذه المطالب وكل هذا النفاق الذي نراه الآن في العالم، سنحقق من منطلق التزامنا بالمعايير الاخلاقية للجيش. فضلا عن ذلك فإن الشريط الذي نشر لم ينشر فور وقوع الحدث بل ظهر فجأة بعد عدة أيام، وهذا مثير للدهشة".
وتطرق ليبرمان للمفاوضات مع الفلسطينيين وقال: " من المؤسف أن (الرئيس) محمود عباس لم يفكك السلطة، نحن نريد ونسعى للتوصل إلى تسوية منطقية لكن الطرف الآخر يحاول بكل الطرق منع تسوية من هذا النوع. هدف الفلسطينيين التكتيكي والاستراتيجي هو «تآكل» دولة إسرائيل بشكل بطيء".
في المقابل اعتبر معلق في صحيفة "معاريف" ان "الرد الصحيح بالنسبة لاسرائيل هو الامتثال للطلب الاميركي وفتح تحقيق فوري ومعمق وسريع" واستخلاص كل العبر منه وان يثبت مسؤولية القوات الاسرائيلية او بالعكس ان الصور "تم التلاعب بها".
واعربت بعثات الاتحاد الاوروبي في القدس ورام الله امس عن "قلقها العميق من مقتل فتيين في 15 من أيار قرب سجن عوفر في الضفة الغربية في حادث لجأت فيه السلطات الاسرائيلية الى استخدام القوة المميتة".
كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية السلطات الاسرائيلية الى "الاسراع في اجراء تحقيق شفاف يساعد في كشف الظروف التي حصل فيها اطلاق النار" مؤكدة ضرورة "الاستخدام المتناسب للقوة".
وكانت الامم المتحدة والولايات المتحدة دعت السلطات الاسرائيلية الى اجراء تحقيق مستقل وشفاف حول مقتل الفتيين وهما في الـ16 والـ17 من العمر خلال تظاهرات احياء الذكرى السادسة والستين للنكبة.
وأدانت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) "الزيادة الواضحة في عدد اللاجئين الفلسطينيين القتلى والجرحى منذ بداية 2013" بايدي القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة خصوصا بالرصاص الحي معتبرة ان هذه الزيادة تبرر القيام بتحقيق معمق بشان مقتل الفتيين.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس ان الاونروا لاحظت "منذ عام 2013 زيادة حادة في عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قتلوا واصيبوا" في اشارة الى مقتل 17 لاجئا فلسطينيا في 2013 (من اصل 27 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية) بينما لم يقتل اي لاجئ في 2012.