تلقى شعبنا في الوطن والشتات والمهاجر خبر نجاح المصالحة ونجاح مهمة الوفد القيادي في غزة والحفاوة التي أبدتها حركة حماس بالوفد والتصريحات المتبادلة، والصور التي بثتها الفضائيات ووسائل الإعلام ، بفرح وترحيب وابتهاج، وعبرت الجماهيرعن ابتهاجها بالهتاف ورفع الأعلام، واليافطات التي ترحب بالاتفاق وعودة مياه الوحدة الوطنية الى مجاريها.
الإعلان عن البدء بالإجراءات المتعلقة بتنفيذ ما اتفق عليه في اتفاق القاهرة وبيان الدوحة في لحظة حرجة تمر بها القضية الفلسطينية إثر مأزق المفاوضات، والتداعيات والتحديات الناجمة عن ذلك، والإعلان عن بدء مشاورات السيد الرئيس لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني في غضون فترة زمنية محددة، يمثل عنصر قوة للقرارات والاجراءات التي سيتخذها المجلس المركزي لمنظمة التحرير في دورته التي هي على وشك الإنعقاد، والتي يعول عليها لتحديد الخيارات.
واذا ما واصلت مسيرة المصالحة والوحدة مسيرتها وفق برنامجها المعلن دون عوائق فان صفحة جديدة مشرقة تفتح في تاريخ وسيرورة القضية والحركة الوطنية الفلسطينية، تؤكد ان الشعب الفلسطيني يمتلك من الأصالة ما يمكنه من تجاوز المحن، ويؤكد انه يمثل قبضة تاريخية تقف بقوة واصرار وراء حقوقه في تقرير المصير واقامة الدولة وعاصمتها القدس وحقوق اللاجئين غير القابلة للتصرف، كما يعطي النموذج والأمثولة لمحيطه القومي ومحيطه الإقليمي وللبشرية جمعاء.
لن يستطيع الإسرائيليون بعد الآن أن يتحدثوا عن عدم وجود شريك يمثل كل الشعب الفلسطيني ويتذرعون بالقول ان هناك نظامين واحداً في الضفة وآخر في غزة وان قيادة منظمة التحرير لا تمثل الشعب كله، ولن يشعر شعبنا في غزة بالعزلة بعد فرض الحصار عليه، عندما تحل مشكلة معبر رفح ويفتح بشكل رسمي وقانوني، ولن تعود علاقة متوترة مع السلطات المصرية الراعية لعملية المصالحة، لأنها سوف تتعامل مع سلطة واحدة موحدة قادرة على حل التناقضات، وسيعود التناقض الأساس مع اسرائيل قوة الاحتلال التي كانت مستفيدة من حالة الانقسام.
وقبل ذلك وبعده سنواجه التحديات ونتخذ القرارات والخيارات موحدين، ونعزز فسحة الأمل في روح شعبنا المكافح الصبور. كما سنعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
أهلا بهذه الوحدة، أهلا بعودة الوعي، أهلا بعودة الألق لهويتنا وسجايانا ومشهدنا الحضاري والإنساني، أهلا لعودة التضامن والتكافل وثقافة المحبة، أهلا بعودة الروح للوطنية الفلسطينية، أهلا بفتح صفحة جديدة ومجيدة من تاريخنا المضمخ برائحة زكية لدماء شهدائنا، وملحمة كفاحنا، أهلا بنشيدنا الوطني الموحد، أهلا برايتنا الفلسطينية التي لا راية سواها نتفيأ ظلالها، ونتوحد على طريق الانتصار تحتها وهي تخفق في الأعالي بألوانها التي تمثل أمجاد امتنا العربية، الأبيض يمثل راية الأمويين، والأسود راية العباسيين، والأخضر راية الفاطميين، والأحمر راية شريف مكة.
يداً بيد، وكتفا بكتف نواصل المسيرة، والوحدة الوطنية سلاحنا.