تل أبيب- اتهمت صحيفة هآرتس العبرية في افتتاحيتها اليوم الأحد، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بإفشال المحادثات في عمّان، وقالت إن اقتراحه الذي قدمه مستشاره يتسحاك مولخو بالنسبة لقضية الحدود ما هي إلا محاولة مكشوفة لاتهام الجانب الفلسطيني بفشل المفاوضات.

وكتبت الصحيفة أن الموعد النهائي الذي أعلنت عنه الرباعية الدولية لإنهاء تقديم كل طرف تصوره حول الحدود والأمن هو يوم 26 من الشهر، الذي قد ولى وكأنه لم يكن، وأن مهمة الرباعية كانت إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات بدل الصراعات في أروقة الأمم المتحدة، لكن هذه المبادرة ستدفن إلى جانب مبادرات كثيرة في مقبرة الفرص غير المستغلة.

وأضافت أن عرض نتنياهو بواسطة مستشاره مولخو، على الفلسطينيين في محادثات عمان، موقفه العام وغير الواضح من مسألة الحدود ما هو إلا محاولة مفضوحة لإعداد الأرضية وتحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات وتحمل مسؤوليتها وعواقبها.

وقالت: من المؤكد أن نتنياهو يعلم جيدا أن رفضه تقديم خارطة على أساس حدود الرابع من حزيران 67 وتقديم اقتراح عملي لتبادل الأراضي، هي وصفة مؤكدة لمواصلة الجمود في عملية السلام. كل عقلاني يعلم جيدا أن أي اقتراح أقل مما عرضه رؤساء حكومات إسرائيل سابقا (أولمرت وبراك) مصيره الفشل السياسي وتدهور الأوضاع الأمنية. الأمر المقلق أن العملية السياسية تهدف إلى ضمان وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، لكن هذا الموقف أصبح على هامش الخطاب السياسي والإعلامي.

نتنياهو وبمساعدة براك، وفقا للصحيفة، نجح في استغلال قضية النووي الإيراني من أجل صرف الأنظار عن سياسته الاستيطانية وإدامة الاحتلال، ويستغل انشغال الرئيس الأميركي بالانتخابات، وأحزاب المركز واليسار في إسرائيل قررت الانفصال من جانب واحد من المسألة الفلسطينية. كديما يشهد صراعات على القيادة وحزب العمل يهتم بالقضايا الاجتماعية والنجم الصاعد في الحلبة السياسية يئير لبيد، قرر أن السلام قضية من يحلمون فقط.

وقالت الصحيفة: شهادة الوفاة للمفاوضات المبنية على مبدأ دولتين لشعبين هي وصمة عار على المجتمع المدني الإسرائيلي، ولا يمكن أن نفهم كيف استطاع المجتمع وبشكل مثير للاحترام أن يضع على سلم الأولويات قضايا العدل الاجتماعي، وقع ضحية قيادة قومية دينية في ظل معارضة غير مسؤولة ولا حول لها ولا قوة.