دخل عدوان الاحتلال الاسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها يومه الرابع والاربعون على التوالي وسط تعزيزات عسكرية مترافقة مع حصار خانق ومداهمات للمنازل وطرد سكانها. ويمنع الاحتلال الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار، والخراب داخله وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين فيه.

واستشهد أمس الثلاثاء ثلاثة شبان في محافظة جنين، حيث استشهد الشاب جهاد علاونة (21 عاماً) بعد اصابته بالرصاص الحي في الفخذ في الحي الشرقي من مدينة جنين، فيما استشهد الشاب أيسر السعدي بعد اقتحام عمارة الغول واحتجز الاحتلال جثمانه، ومن بلدة سيلة الشهر استشهد الشاب احمد مفيد الكيلاني، حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليه قرب حاجز حومش بين جنين ونابلس.

وانسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي من الحي الشرقي في مدينة جنين بعد تدمير واسع في البنية التحتية والشوارع وخطوط الكهرباء، كما فجرت شقة سكنية واجبر عدداً من الأهالي على مغادرة منازلهم. واعتقلت عدة شبان من الحي قبل انسحابهم وعرف منهم الشقيقان صابر واسلام الجربوع وهما نازحين من المخيم الى الحي الشرقي.

وقال مدير دائرة العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن: إن الاحتلال عمد إلى تدمير كامل لكل مناحي الحياة في مخيم جنين.

وأضاف: إن طواقم البلدية تمكنت من الدخول إلى مسافة 10 أمتار فقط من المخيم، وأن هذه المسافة كشفت دماراً هائلاً جداً في كل ما هو موجود في المخيم.

وأكد مطاحن، أن الاحتلال اعاد رسم المخيم من خلال عمليات النسق وتوسيع الشوارع واغلاق عدد منها، وكل عمليات التجريف والتدمير التي تحصل في احياء المخيم هدفها انهاءه.

وحول الخسائر، قال مطاحن: إنه من الصعب احصاء ارقام دقيقة للخسائر بسبب استمرار العملية ووجود جنود الاحتلال الذين يمنعون الطواقم من ممارسة عملهم، لافتا إلى أن التقديرات تشير الى خسائر في الخدمات الأساسية والشوارع والبنى التحتية تقدر بالملايين.

وحتى الآن هجر الاحتلال قرابة 20 ألف من سكان مخيم جنين الذين توزعوا على قرابة 39 بلدة وهيئة محلية، ويعمل على تغيير معالم المخيم من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلاً بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي. وعمد لإجراء 336 مداهمة، وتفتيش واخضاع للتحقيق الميداني، كما شنت الطائرات المسيرة قرابة 15 عملية قصف. ويغلق مداخل مخيم جنين كافة بالسواتر الترابية. وحتى الآن خلف العدوان غير المسبوق على مدينة ومخيم جنين 30 شهيداً في محافظة جنين اضافة الى عشرات الإصابات، ونزوح آلاف المواطنين من منازلهم في المخيم، وعدد من أحياء المدينة.