في ظل تصاعد التوترات السياسية والدعوات المتزايدة لمقاطعة إسرائيل على المستوى الدولي، تواجه الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية أزمة متفاقمة مع تراجع التعاون البحثي وعزلتها عن العديد من الجامعات العالمية.

تقرير جديد صادر عن رابطة رؤساء جامعات إسرائيل يكشف عن مئات الحالات التي واجه فيها باحثون إسرائيليون رفضًا أكاديميًا، وسط صعوبات متزايدة في المشاركة في مؤتمرات علمية أو توقيع اتفاقيات تعاون جديدة.

 فقد أبلغ الباحثون الإسرائيليون عن مئات الحالات التي واجهوا فيها صعوبات في التعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية، كما شهدت الجامعات الإسرائيلية انخفاضًا حادًا في مستوى التعاون المؤسسي مع نظيراتها في الخارج، وإن علاقات الباحثين الإسرائيليين مع زملائهم تأثرت سلبًا، حيث انخفض مستوى التعاون الأكاديمي والمؤسسي بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، مما أثر على الإنتاج البحثي وفرص تمويل المشاريع العلمية.

ويشير التقرير إلى أن تأثير المقاطعة الأكاديمية لم يقتصر فقط على الجامعات الإسرائيلية ككيانات مؤسسية، بل امتد إلى الأفراد من الأكاديميين والباحثين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في نشر أبحاثهم العلمية في المجلات الدولية، أو في تلقي دعوات لحضور مؤتمرات بحثية كبرى، وهو ما ينعكس سلبًا على مكانة البحث العلمي الإسرائيلي عالميًا.

ويعود تصاعد هذه المقاطعة إلى النشاط المتزايد لحركات حقوق الإنسان والمجتمع الأكاديمي الداعم للقضية، حيث ترى هذه الجهات أن المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ليست بمعزل عن سياسات الاحتلال، بل تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في دعمه، سواء من خلال الأبحاث العسكرية أو من خلال تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية.

حملات المقاطعة الأكاديمية التي يقودها ناشطون دوليون تأتي كرد فعل على السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يرى الداعمون لهذه المقاطعة أنها وسيلة للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين.

مع تزايد المقاطعة الأكاديمية وتأثيرها على المؤسسات التعليمية في إسرائيل، يبقى السؤال: هل ستدفع هذه العزلة الجامعات الإسرائيلية لإعادة النظر في ارتباطها بسياسات الاحتلال، أم أن العزلة ستتعمق أكثر؟