تمتلك مصر العديد من الأماكن الأثرية المميزة والتي تشير إلى أجدادنا العظماء الذين مروا من هنا وعلموا الدنيا الكثير من العلوم والفنون، وتركوا أثارهم على الجدران وشيدوا أجمل المباني والتماثيل والأهرامات الشاهدة على عظمتهم وقدراتهم الإبداعية، مثل هرم سنفرو المائل أو كما يطلق عليه الهرم المنحني.

قصة بناء الهرم المائل

ويعتبر هرم سنفرو المائل هو أحد أهرامات مصر والذي يقع بمنطقة أثار دهشور وشيده الملك سنفرو، وأطلق عليه اسم "الهرم المائل"، لأنه كان مقرر بناء الهرم  بزواية 54.31 ثم غير المهندس الزاوية إلى 43.21، بعد أن وصل الهرم إلى 49 م، وإذا كان استمر في تشييد الهرم بالزاوية الأولى نفسها، كان ارتقاع الهرم أكثر مما هو متوقع، وقد لاحظ مهندس الهرم أن الجدران الداخلية بدأت في التشقق، وقاعدة الهرم لم تحتمل هذا الثقل نتيجة الأحمال، لذلك جاء تغير شكل البناء على غير رغبة المهندس المصري الملكي وأصبح الهرم المائل.

واستغرق بناء الهرم المائل حوالي 14 عام، ويعتقد إنه لم ينال إعجاب "سنفرو"، لذلك شيد الهرم الأحمر، واختار المكان لهرمه الذي دفن فيه بعد ذلك على بعد نحو 2 كيلومتر من شمال الهرم المائل في بلدة دهشور.

وبُني الهرم المائل من الحجارة بزوايا مائلة بالنسبة للأرض ويعتقد أيضاً أن إقامة الهرم بهذا الشكل المائل بسبب أن البناء بدأ يغوص بسبب الأحمال الحجرية. 

"الهرم المائل" وبناء الأهرامات الثلاثة

قام "سنفرو" باستغلال التقنية الجديدة ببناء هرمه والذي أطلق عليه اسم "الهرم الشمالي" والمعروف اليوم باسم" الهرم الأحمر"، الذي يقع على بعد نحو 1,8 كيلومتر شمال الهرم المنحني بدهشور، وبناءاً على تقنية بناء هرم سنفرو الأحمر بنيت الأهرامات بالجيزة.

وقام  الملك خوفو ابن سنفرو ببناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة والذي وصل ارتفاعه إلى 157 متر، ثم تبعه ابنه خفرع وبنى هرمه بجانب هرم والده وكان أقل إرتفاعا منه، وجاء ابنه منقرع وبنى الهرم الثالث وأصبحت الأهرامات الثلاثة الموجودة في محافظة الجيزة والتي تجذب ملايين السياح للذهاب إليها وإلتقاط الصور بجوارها.