بقلم: مهيب البرغوثي

ماذا نريد بعد أن تنتهي الحرب يوما ما، وينام الأطفال بانتظار ساعة أخرى من الراحة؟ قد تنتهي الحرب في الجنوب، وتبدأ في الشمال أو في منطقة أخرى من هذه البلاد المقدسة حتى اللحظة الأخيرة، وستبقى الكلمات شاهدة على تلك المجازر، وكأن محمود درويش ما زال بيننا نردد معه بعد كل طلقة وانفجار وشهيد، نسمع أصواتنا تردد معه:

 "يا شعبَ كَنْعَانَ احتفلْ

 بربيع أَرضك، واشتعلْ"

نعم ما زال درويش يعيش ويتنفس ويتنقل في شوارع الوطن.

ما زلنا نحتاج تلك المعاني للحروف لنرش الياسمين على جراح شهدائنا، نحتاج صرخة واحدة من سميح القاسم أو فدوى طوقان أو توفيق زياد لنفتح ستارة هذا الظلام ونصرخ.

"باقون"

ونصرخ مع معين بسيسو
نعم لنْ نموتَ، ولكننا
سنقتلعُ الموتَ من أرضنا

وندق، نعم سندق، على الخزان حتى تهترئ أصابعنا ونقول: ما زالت "خيمة عن خيمة تفرق"، ونسافر في غسق الصبح كنجمة نبحث عن الرفاق الذين علمونا معنى الكتابة المقاتلة لنصرخ ونرفع أصواتنا ونعدد أسماء كل من مضوا منذ الليل الأول حتى آخر الصرخات.

تلك الصرخة التي هزت أرواحنا منذ الطلقة الأولى:"أما لهذا الليل من آخر؟".

نريد قصيدة مضيئة تضمد الجراح وتضيء العتمة، تلك العتمة التي مر منها الكثير من الكتاب والشعراء ولم يروا المصابيح. نريد ذلك الفارس الذي تغنت به أمهاتنا كأنّه خرج من قصيدة.