أطلقت الولايات المتحدة حاسوبها الخارق الأقوى في العالم، والذي يحمل اسم "إل كابيتان" El Capitan، وقد تم تطويره بواسطة شركتي هيوليت باكارد إنتربرايز بالتعاون مع مُصنّع الرقائق AMD، بتكلفة بلغت قرابة 600 مليون دولار.

بحسب الإعلان الرسمي، فإن الحاسوب الخارق الجديد قد تم تطويره ليكون متخصصاً في التعامل وإنجاز عدد كبير من المهام السرية الموجهة لتأمين الأسلحة النووية الأميركية، بالإضافة إلى تشغيل كم ضخم من تجارب المحاكاة التي لم يتم الكشف عن طبيعتها حتى الآن.

إمكانيات El Capitan الفائقة

كما كشفت واشنطن أيضاً عن حاسوب أقل قوة وإمكانيات يحمل اسم Tuolumne، يتشابه مع El Capitan، ولكنه يشكل عشر حجمه وإمكاناته، إلا أنه ما زال متطوراً كفاية ليشغل المركز العاشر في قائمة أقوى الحواسيب الخارقة في العالم.

يتواجد الحاسوبان الخارقان الجديدان في مختبرات لورنس ليفرمور الوطنية شمال شرقي وادي السيليكون، حيث كانا يعملان بشكل تجريبي طوال العام الماضي، وقد تم تشغيلهما رسمياً لأول مرة قبل أيام.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الحاسوبين الخارقين سيستفيدان من تقنية الذكاء الاصطناعي في عملهما، ويستهدف فريق الباحثين استكشاف كيفية الاستفادة من التقنيات الذكية في عمليات البحث والتطوير.

تصل قدرات El Capitan الفائقة في معالجة البيانات إلى قدرته على إنجاز 2.79 كوينتليون معادلة حسابية في ثانية واحدة، وهو ما يوازي قوة معالجة مليون هاتف ذكي رائد عند عملها معاً في وقت واحد.

يوفر El Capitan مزايا فائقة في المعالجة، إذ يسمح باستخدام 87 منصة لتثبيت المعالجات، بالإضافة إلى بنية تحتية يبلغ وزنها قرابة 600 ألف كيلوجرام، وهو ما يعادل وزن حوالي 100 فيل أفريقي أو أربعة حيتان زرقاء ضخمة.

ويستخدم حاسوب El Capitan الخارق 30 ميجاوات من الطاقة، إلا أنه من المتوقع أن يتم زيادة معدل هذا الاستهلاك لدعم مركز البيانات الذي يعتمد عليه في عمله.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

يُذكر أن مشروع El Capitan يمثل إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل HPE الحافل في مجال الحوسبة العملاقة، إذ تُعد الشركة المسؤولة عن تطوير أنظمة حاسوبية فائقة في مختبرات أوك ريدج وأرجون. 

وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز مكانة إتش بي إي، التي استحوذت على شركة كراي (Cray) المتخصصة في الحواسيب العملاقة عام 2019.

أما بالنسبة لشركة AMD، فإن El Capitan يمثل مؤشراً جديداً على تقدمها الكبير في السوق، فبعدما كانت منافساً بعيداً لشركة إنتل، استطاعت الشركة أن تحقق اختراقاً ملحوظاً في مجالات الحواسيب الشخصية والخوادم، وبرزت كعنصر أساسي في قطاع الحوسبة الفائقة. 

كما تطمح الشركة إلى توسيع حصتها في سوق تدريب الذكاء الاصطناعي، الذي تهيمن عليه شركة إنفيديا.

وفي تصريح للصحافيين، أعربت الرئيسة التنفيذية لشركة AMD، ليزا سو، عن حماسها قائلة: "أشعر بسعادة غامرة". 

كما أكدت سو، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة إتش بي إي، أنطونيو نيري، أن الخبرات المكتسبة من بناء El Capitan ستنعكس إيجاباً على جهود تطوير الذكاء الاصطناعي.