بقلم: محمد دهمان
في خيمة النزوح على شاطئ بحر خان يونس، جنوب قطاع غزة، استيقظ أحمد كلوب فجر يوم الاثنين، يتفحص ابنه الرضيع، يوسف، ابن الـ 34 يومًا، لكنه تفاجأ به وقد فارق الحياة.
وقال المواطن أحمد كلوب: إن "ابنه يوسف توفي بسبب النوم في خيمة لا تقي البرد القارس كما تم إبلاغه في المستشفى".
وأضاف: أنه وزوجته تفقدا رضيعهما عند الساعة الثانية والنصف فجرًا تقريبًا، إذ كان يبكي ويرتجف من البرد.
وتابع: "أرضعته أمه ونام ثانية، لكنني كنت قلقًا، فالجو في الخيمة شديد البرودة، كنت خائفًا عليه وعلى أطفالي الثلاثة الآخرين. نهضت زوجتي تتفحصه بعد ساعتين، لكنه كان بلا حراك، وتفحصته أنا لكنه لم يتحرك، فحملته وهُرعت به إلى المستشفى، وهناك أبلغوني بأنه توفي بسبب البرد".
وبوفاة الرضيع كلوب، ارتفع عدد من تُوفّوا بسبب البرد إلى 8 مواطنين جلهم أطفال.
وتبلغ درجة الحرارة مساءً في قطاع غزة الساحلي نحو ٩ درجات مئوية، لكن في خيام النازحين تزداد الأوضاع سوءًا، لا سيما في منطقة المواصي، كونها محاذية لشاطئ البحر ولا يوجد أي من أدوات التدفئة، فلا كهرباء ولا وقود ولا غيرها تزود المواطنين بالدفء.
ومنذ بداية العدوان في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تمنع قوات الاحتلال دخول الماء والطعام والوقود، إلا بعض المساعدات التي بالكاد تغطي 10% من احتياجات المواطنين.
وقال كلوب: إن "المصدر الوحيد للتدفئة هو إشعال النار، وهذا خطر لأن الخيمة ربما تحترق وربما تتسبب في وقوع حالات اختناق"، مستدركًا أن الحصول على الحطب أيضًا أمر صعب، فسعر كيلوغرام الحطب يبلغ ٤ شواقل (1 دولار)، في حين لا يوجد دخل ولا سيولة ولا عمل.
وفي وقت سابق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني: إن "أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى، وإن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى قطاع غزة".
كما حذرت مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في غزة روزاليا بولين، من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، وأن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، في ظل انتشار الأمراض مع انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
وفي ظل حرب الإبادة ضد شعبنا، يشار إلى أن العديد من الأطفال الرضع فقدوا حياتهم تجمدًا بسبب برودة الطقس وانعدام وسائل التدفئة والأغطية الكافية، كما فقد الطبيب أحمد الزهارنة الذي يعمل في مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الصليب الأحمر الميداني حياته نتيجة البرد القارس، حيث عُثر عليه جثة هامدة داخل خيمته في منطقة المواصي المكتظة بالنازحين والخيام البالية غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها