صعد المستوطنون أمس من اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم حيث اقدموا على اقتحام المسجد الأقصى وقطع أشجار واعطاب اطارات سيارات وهدم غرفة زراعية ، فيما كشفت مصادر اسرائيلية عن مخطط لبناء حي استيطاني بالقدس واقرار بناء مؤسسات استيطانية في "بيت إيل" وشرعنة سطو المستوطنين على مئات الدونمات قرب الخليل.
وكشفت صحيفة "هآرتس" أمس عن وجود مخطط لوزير البناء والاستيطان الإسرائيلي أوري أريئيل لبناء حي استيطاني يضم 2250 وحدة في حي "عين كارم" غربي مدينة القدس المحتلة.
وأوضحت الصحيفة "أن الوزارة تنوي نقل الأراضي للحكومة الإسرائيلية، على أن يتم تسويقها للبناء عبر ما تسمى سلطة "أراضي إسرائيل"، مقدرة مردود المشروع بـ800 مليون شيقل، الأمر الذي سيحل من مشاكل مستشفى "هداسا" الذي يعاني من عجز في الميزانية، ببناء مئات الوحدات حوله".
وقررت الحكومة الإسرائيلية بناء مؤسسات في مستوطنة "بيت إيل"، تعويضا على إخلاء أربعة بيوت أقيمت على أرض خاصة في حي "هؤولبنه" في المستوطنة بتكلفة 20 مليون شيقل. وقالت صحيفة "هآرتس" إنها حصلت على وثائق الخطة الحكومية لإقامة مبنى للمجلس المحلي، وقاعة للمعهد الديني ومركز للشبيبة ومبنى لم يقرر بعد الهدف من إقامته، مع العلم أن الحكومة الإسرائيلية ترفض إعطاء معلومات للمؤسسات المناهضة للاستيطان حول البناء في المستوطنة. يذكر أن أصحاب الأراضي كانوا قد التمسوا عام 2012 إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد إقامة المباني على أراضيهم وقبلت المحكمة الالتماس وأمرت بإخلاء المباني.
وكانت الحكومة الإسرائيلية التزمت أمام المستوطنين أنها ستعوضهم عن إخلاء الأراضي واليوم تنفذ وعدها، مع العلم أن المحكمة العليا ما زالت تبحث في التماسات إضافية ضد البناء الاستيطاني على أراضيهم.
وقال مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب التميمي، إن عضو الكنيست المتطرف موشي فيجلن اقتحم الأقصى أمس وقام بجولة في المنطقة الشرقية بالأقصى، كما صعد على سطح مسجد قبة الصخرة، واستمرت جولته لمدة نصف ساعة. وخلال جولة المتطرف فيجلن في الأقصى قال بصورة استفزازية وعلنية "ان الأقصى لليهود وعلى العرب الرحيل الى السعودية فهناك مكانهم الأصلي، والقبة الذهبية هي المعبد اليهودي، وليست للمسلمين"، علما أن مصورا تلفزيونيا رافقه بالجولة لتصويره.
وواصلت مجموعات من المستوطنين أمس اقتحامها للمسجد من باب المغاربة، وتدنيس باحاته.
واستنكر الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية ما مارسه، وتفوه به الإرهابي فيغلين واصفا إياه بأنه "لا يعدو عن كونه جنونا وتجاوزا لجميع الخطوط الحمراء، فالمسجد الأقصى المبارك هو حق إسلامي فلسطيني خالص، وما تفوه به هذا الإرهابي يستحق عليه أن يوضع في مستشفى المجانين خشية من تصرفاته غير العقلانية على نفسه وعلى الآخرين"، موضحا أن من انتهجوا هذا النهج على مدار تاريخ هذه البلاد المقدسة كان مصيرهم إلى مزابل التاريخ.
وأدان الأردن أمس قيام فيجلن باقتحام باحة المسجد الأقصى معتبرا ان الحادث "تصعيد خطير". وقال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الخارجية بالوكالة، ان "اقدام عضو الكنيست موشيه فيجلن ومستوطنين متطرفين، على اقتحام باحات المسجد الأقصى، تصعيد إسرائيلي خطير خاصة بعد إلغاء جلسة مناقشة للكنيست الاسرائيلي بشأن السيادة على المسجد الأقصى المبارك". وحمل المومني في تصريحات اوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، "الحكومة الإسرائيلية بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية إطلاق يد المتطرفين للعبث في المسجد الأقصى ومحيطه وبشكل متزايد ومتكرر".
واوضح ان "السياسات الإسرائيلية تجاه الأماكن المقدسة تثير العداء والكراهية في الوقت الذي ينشط فيه المجتمع الدولي لتعزيز جهود نبذ التطرف والعنف والتقريب بين أتباع الديانات ونشر مفاهيم التسامح والانفتاح واحترام الآخر".
وجدد المومني التأكيد ان "أي إجراءات أو قرارات إسرائيلية بخصوص المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس والوصاية الهاشمية عليها، مدانة ومرفوضة وباطلة وهي عارية من أي شرعية دولية أو قانونية أو أخلاقية". ورأى ان "هذه الاجراءات تهدف إلى عرقلة جهود المجتمع الدولي لاحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط بما فيها الجهود الأميركية الساعية لدعم عملية السلام الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين".
وأعطب مستوطنون من جماعة "تدفيع الثمن" المتطرفة، أمس إطارات نحو 30 مركبة، وخطوا شعارات عنصرية على جدران المنازل في قرية شرفات بمحافظة القدس.
وأقدم مستوطنون أمس على اقتلاع أكثر من 700 شتلة زيتون في منطقة "الزهرات" القريبة من بلدة ترمسعيا، فيما هدم آخرون غرفة زراعية لأحد المزارعين من بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
واندلعت مواجهات ظهر أمس بين جيش الاحتلال ومستوطنيه وطلبة مدرسة بورين الثانوية، فيما أصيب طفل بجروح مختلفة، إثر دهسه من قبل مستوطن بالقرب من الحرم الإبراهيمي بالخليل.
ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا قدمته عائلة فلسطينية من يطا للاعتراف بملكيتها لـ 300 دونم من الأرض استولى عليها المستوطنون. ونقلت صحبفة "هآرتس" في تقرير نشرته أمس إن المحكمة الإسرائيلية بررت رفض الالتماس بأن "الاستيلاء على الأرض كان منذ زمن (منذ عام 2002)، ولا يمكن اليوم إلزام الجيش الاسرائيلي والإدارة المدنية باتخاذ الإجراءات ضدهم".
وتم تقديم الالتماس عام 2012، عبر المحاميتين قمر أسعد وأبيتال شارون من منظمة "حاخامات لحقوق الإنسان"، باسم عائلة حوشية من يطا، بينما مثل المستوطنين من مستوطنة سوسيا القريبة، المحامي عمير فيشر الذي ادعى أن أحد المستوطنين القتلى كان اشترى الأرض عام 1990، وعندها منح صلاحية الرعي في المنطقة التي تمتد لمئات الدونمات، حيث أعلن عنها في حينها كـ"أراضي دولة" الا ان ورثته لم يعرضوا أية مستندات تثبت شراء الأرض ما جعل القاضية تكتب في قرارها ان رواية شراء الأرض فارغة من أي مضمون، وبالرغم من ذلك حكمت للمستوطنين بأحقيتهم على الأرض.