عندما نطلقت فتح مطلع العام 1965 قالوا انها حركة مغامرة من رجال متعجلين ، لان النظام العربي كفيل بتحرير فلسطين .
وبعد أن فرضت إيقاع المقاومة على نظام عربي مهزوم ومأزوم، رأوا فيها رافعة لهم من الهزيمة المدوية في حزيران عام 1967.
وحين تخضرمت في السياسة وصارت سيدة الأحرار بلا منازع، صوب عليها النظام العربي كل اساليب الاغتيال ومحاولات التدجين والترويض، وللامساك بقرارها وقوة رمزيتها من اجل الاستخدام الخاص والضيق ولتحسين الشروط والمواقع الاقليمية او الدولية لدى البعض من النظام العربي .
طاول فتح الكثير من الاهمال المتعمد والتعتيم الرسمي والاعلامي بالنسبة للخسائر البشرية والمعنوية والمادية والغدر الذي لا يراد له أن يدفن اسرار خطايا وجرائم النظام العربي بحق احرار فتح وقادتها الكبار الكبار.
كبار قادة الحركة سقطوا على يد النظام العربي وأدواته الماجورة. حتى ان حصار الشهيد ياسر عرفات اسهم به النظام العربي بفعالية غير مسبوقة من قبل.
حين تبين كذب النظام العربي تجاه فلسطين، طرحت فتح ومعها منظمة التحرير الفلسطينية مشاريع التسوية الممكنة ، تحت شعار : خذ وطالب، شرعت أبواق المستثورين والرافضين والمتسكعين بين العواصم والقصور، وباتت تهمة الخيانة ابسط تعابير هؤلاء. فاستنسخت الجبهات والمنظمات والاطر التمثيلية والاصنام التي تريد كل فلسطين، لا شبر ينقص منها، باسم العروبة والقومية والإسلام... وقل ما شئت من الاسماء الفنية ما شئت عنها.
صوبوا عليها اساطين الدين وامراء الايمان والمؤمنين ، فسلخوا فرو الرؤوس ، لانهم لن يدخلوا الجنة دونها. اهالوا التراب على كل التاريخ الفلسطيني الذين سبق العمائم واللحى المحناة، باسم فلسطين "من النهر إلى البحر"...
وأخيرا عادوا إلى حيث قالت فتح كلمتها .. والتزموا الهدنة التي خوِّنت فتح لأنها ألتزمتها... عادوا كلهم إلى الحديث عن الدولة في حدود العام 1967... وبوقت قياسي ، لم يدنس النسيان اي من تفاصيل حيثياته .
بقوا هم المقاومون ، ولو بالشعار، واستمروا تحت مسميات "المصلحة الإسلامية" و "المصلحة الوطنية" وغير ذلك من المبررات... بقوا منزهين عن الظلالة... لان ابواقهم في ريعان مواسمها حتى الآن .
اما فتح ، ومسيرة أحرارها ومناضليها فباقية... ومستمرة... ورغم الجراحات العميقة العميقة استمرت على طريق الوحدة وحفظ الدم الفلسطيني... وستبقى حتى تحقيق كامل اهداف شعبها في الاستقلال والحرية وإقامة الدولة المستقلة على كامل الاراضي المحتلة عام 1967 . فألف تحية لفتح وقادتها ومناضليها وشعبها في ذكرى انطلاقتها السابعة والاربعين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها