في عالم يعتمد فيه كثير من المكفوفين بشكل كبير على الكلاب المرشدة للتنقل بسلام وأمان، تبرز التحديات الواضحة لهذه الحلول التقليدية، مثل محدودية الوصول إليها وارتفاع تكلفتها وصعوبة تعميمها على نطاق واسع.
لذا رأت شركة Lumen أنه لا بد من توفير حل عملي يعيد تشكيل حياة ملايين المكفوفين حول العالم، ومن هنا خرجت فكرة نظارة لومين الذكية، والتي عرضتها ضمن فعاليات معرض جيتكس جلوبال 2024 في دبي.
قال كورميا أماري، مدير Lumen التنفيذي، إن هناك حوالي 40 مليون كفيف حول العالم مقابل 28 ألف كلب مرشد؛ لذلك لن تكون بمثابة مقارنة عادلة، وبالتالي لن تتوفر تلك الميزة سوى للأكثر حظاً وكذلك بعض القادرين على دفع تكلفة باهظة، مشيراً إلى أن جهاز لومين يقدم مستوى فائق من الدقة في التجول بحرية.
كيف تعمل نظارة Lumen؟
يعمل نظارة Lumen من خلال ست كاميرات ومستشعرات دقيقة، تمكنها من تحليل البيئة المحيطة بشكل ثلاثي الأبعاد، والتعرف على العقبات والمسارات الآمنة في الوقت الفعلي.
بفضل هذا الابتكار، سيتمكن المكفوفون من التنقل بسهولة تامة، مع تكنولوجيا تعالج التحديات التقليدية التي تواجههم في حياتهم اليومية، فبدلاً من الاعتماد على الكلاب المرشدة التي تتطلب تدريباً مكثفاً وتكاليف باهظة، تأتي نظارات Lumen لتقدم حلاً أكثر عملية واستدامة.
يتميز جهاز Lumen بقدرته على توجيه المستخدمين، باستخدام واجهة مبتكرة ترسل إشارات حسية إلى الرأس، في صورة اهتزازات Haptic Feedback، وهو ما يحاكي وظيفة الكلب المرشد في توجيه الشخص.
لكن الفرق هنا يكمن في الدقة والسرعة الفائقة التي يوفرها الجهاز، إذ يقوم بحساب المسارات وتحليل المعوقات أكثر من 100 مرة في الثانية الواحدة.
النظارات قادرة على تحديد المسارات الآمنة لتجنب العقبات مثل الحفر أو الأراضي غير المستوية، وتوجيه المستخدم بعيداً عن المخاطر. كما أن الجهاز مصمم ليكون ملائماً لأغلب أحجام رؤوس البالغين، مع راحة قصوى أثناء الارتداء.
تجربة عملية
وكانت تجربة نظارة لومين داخل معرض جيتكس جلوبال، مختلفة، فارتداء نظارة لومين يمنح المستخدم راحة؛ لخفة وزنها وتوازن تصميمها بين مقدمة النظارة وحجم البطارية. وللحصول على تجربة كاملة أضاف الفريق عصابة سوداء للعين، للتأكد من عدم الرؤية، وتحقيق الاعتماد بالكامل على أداء النظارة.
مع بدء التشغيل، أظهرت النظارة دقة فائقة في رصد المعوقات والعناصر المختلفة، مع تقديم نبضات اهتزازية في مقدمة رأس المستخدم، مما يمنحه قوة وثقة في اتخاذ قراراته بشأن خطواته وحركاته في العالم الحقيقي.
ولكن مع الزحام الشديد داخل معرض جيتكس جلوبال، أظهرت نظارة لومين تعثر نظامها المسحي، إذ بدأ بإرسال عدد كبير من الإشارات الاهتزازية التي تنبه مرتديها إلى ضرورة السير في اتجاهات معينة في نفس الوقت لتخطي الزحام، مما يشكل تشتيتاً للانتباه.
يذكر أن نظارات Lumen قد استقبلت طلبات للتجارب من بعض أنحاء العالم خلال النصف الثاني من هذا العام، مع فتح باب التسجيل للتجارب السريرية خلال العام الجاري.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها