أعرب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي، في ذكرى مرور عام على العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، عن استنكاره الشديد لتقاعس المجتمع الدولي وشلل الأمم المتحدة في التعامل مع الحرب.
وقال بيلانجي في مقال نُشر في العديد من وسائل الإعلام الدولية: "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشهد فلسطين وضعًا مأساويًا مستمرًا، حيث وثق الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحفي في "150" دولة، مقتل "138" صحفيًا خلال العام 2023، منهم 127 صحفيًا فلسطينيًا، و5 صحفيين في لبنان و4 في إسرائيل وصحفي واحد في سوريا، وهي أكبر خسارة في تاريخ الصحافة. وعلى سبيل المقارنة، فقد أدى النزاع بين أوكرانيا وروسيا إلى مقتل 18 صحفيًا خلال 32 شهرًا".
وأضاف: "أظهرت تحقيقات الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 بشكل متعمد العديد من الصحفيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي".
وتابع: "دعا الاتحاد الدولي للصحفيين في هذا السياق إلى ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية، ولكن دون جدوى"، مشيرًا إلى أن الحرب على غزة، التي امتدت إلى لبنان، هي نتيجة لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتجاهل كل الاتفاقيات الدولية.
وقال بيلانجي: أن "الاتحاد الدولي للصحفيين كثّف منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، من نداءاته للأمم المتحدة لتوقيع وقف إطلاق النار، بهدف حماية المدنيين في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل تقريبًا ثلث المساحة السطحية من باريس، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلاً عن توفير حماية للصحفيين العاملين في الميدان، لكن جميع هذه الجهود باءت بالفشل، رغم التحركات المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بل على العكس من ذلك، أمرت إسرائيل بمواصلة ضرباتها وعملياتها العسكرية".
ولفت إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت في غياب مصادر موثوقة من الخارج، هي الوسيلة الوحيدة للصحفيين في غزة لاطلاع العالم على معاناتهم اليومية، رغم المخاطر ونقص المعدات الأساسية.
وذكر بيلانجي أنه استجابة للأوضاع المأساوية في غزة، نجح الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في تجنيد دعم مالي لإسناد الصحفيين الفلسطينيين، وتم افتتاح أول مركز تضامن للصحفيين في تموز/يوليو 2023، في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف: "رغم محدودية عدد المراكز، إلا أنها تلعب دورًا أساسيًا في توفير الحماية والدعم للصحفيين العاملين في القطاع".
وتابع: "أنه مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب على قطاع غزة، من الواضح أن الحرب قد تجاوزت قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها، كما كانت الحرب العالمية الثانية بالنسبة لعصبة الأمم في عام 1946. ويقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشلولا وغير قادر على مواجهة حكومة نتنياهو التي تعمل دون خوف من المساءلة وتتمتع بالإفلات من العقاب".
وختم: "عندما ينقشع غبار الحرب، سيُنظر إلى المجتمع الدولي على أنه أخفق في تحمل مسؤولياته، ويجب أن يتخذ خطوات حاسمة الآن قبل أن يصبح الوضع أكثر تدهورًا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها